اخبار السودان لحظة بلحظة

السودان: العيكورة يكتب: فهِمُونا يا جماعة!

 مجلس الأمن الدولي يُقر طلب السودان الذى رفعه رئيس مجلس الوزراء للحصول على دعم الأمم المُتحدة للحُكُومة الانتقالية والذي يقضى بإنسحاب البعثة المُختلطة (اليوناميد) و إحلالها ببعثة أممية كاملة الدسم فى تاريخ يُتوقع له (31) من مايو القادم ، خطاب السيّد حمدوك كان سبق أن رفعه للأمم المُتحدة بتاريخ السابع والعشرين من فبراير الماضى وملخص (الحكاية) أنه يطلب وضع السودان تحت وصاية البند السادس من ميثاق الأمم المُتحدة والخاص بالدول العاجزة عن إدارة مواردها يعنى (قاصرة) أو (سفيه فى المال) ويختص أيضاً بحل النزاعات وهذا الفصل فى مواده السته من الفقرة (33) وحتى (38) يتحدث عن إذا ما كان إستمرار النزاع يُهدد السلم والأمن الدوليين (لاحظ) فهل مشاكل السودان تهدد السلم الدولى! فعلى أطرافه اللجوء الى الوكالات و التنظيمات الدولية و الاقليمية أو غيرها من الوسائل لحلّ النزاع سلمياً. و فى حال تعْذُر ذلك يُمكن اللجوء لمحكمة العدل الدولية أما إذا فشلت كُلّ هذه الجُهُود فعلى مجلس الأمن أن يُوصى بما يراهُ مُلائماً من الإجراءات (لاحظ) مرة ثانية إجراءات بمزاج مجلس الأمن ! . دعنا نضع نقطة ونتوقف عزيزي القارئ لنتساءل هل أكمل السيّد حمدوك مفاوضات السلام حتى (يشبح هذه الشبحة) ؟ وما الذى (يجبُره) على كل هذه (المعْمعَة) هل إستنفذ كل السُبل السلمية لحل مشاكل السلام بالنيل الازرق وجنوب كرفان أم أن المُفاوضات ما زالت جارية وعليه أن يصبر. أم أن الرجل يُسابق الزمن لفعل شيئٍ ما  لا يعلمهُ الشعب أو يُرادُ له أن لاّ يعلمهُ ! ومما يزيد الشُكوك ما رشح سابقاً من بعض المحللين أن خطاب الطلب أُعِد من قبل دوائر غربية بصياغة لغوية مُحكمة أشار إليها أهل اللغة الإنجليزية رجّحُوا أن الطلب كُتب بالخارج وأرسل للخرطوم للتوقيع فقط وعلى كُلِ حال تظل هذه توقعات و تحتاجُ من يُؤكدها أو يُنفيها.  

 دعُونا نتتبع خُطوات السيد (حمدوك) فلرُبما نجد له العُذر بالإقدام على هذه الخُطوة الكارثية فهل جلس مع فُرقاء المُحادثات بجوبا ولو بزيارة تشريفيه مرّة واحدة فقط ؟ لم يفعل ذلك . هل وزارة الخارجية مُمَثله ضمن وفد التفاوض بحُكم الإختصاص؟ (يطرشنا) لم نسمع بحاجة أسماء ذهبت (جوبا) إذاً لماذا يستعجل السيّد حمدوك لدخُول الفصل السادس؟ يظلْ سؤال مشروع . و ما ِسرْ إهتمام الرجُل بالخارج وبُعدُهُ عن ألازمات الداخلية للوطن؟ وهل يُمكن الفصل ما بين محاولة الإغتيال الفاشلة و هذه الخُطوة ؟ هل تذكُرون الوفد الأمريكى من (الأف بى ، آي) الذى زار الخُرطُوم للمُساعدة فى التحقيق ؟ أين هى النتيجة ؟ ولماذا أغلق الملف بهذه السُرعة ؟ ولِم لَم يُعلن عن الُمتهمين؟ لأن الموضوع (برأيي) وببساطة (تُمامة ورق) لإعداد تقرير  يُرفق بالطلب لدعم (شرعنة) التدخُل الخارجى ليس إلاّ . وأعتقد من حق المُتابع أن يتسآءل أين نتيجة التحقيق؟ وبماذا خرج مكتب التحقيق الفيدرالى من زيارته للخرطوم.    

 سيّارة الرئيس اللُبنانى رفيق الحريرى عندما أسْتُهدفت في فبراير عام (2005) تحولت الى كُتله من اللهب فى ثوانٍ معدودة وسيارة السيّد حمدوك (ما شاء الله) لم (تُخدّشّ) يظل هذا موضع شكوك! (طيب) دعُونا نفترض أن السيد حمدوك يُريدُ أن يضعنا تحت البند السادس لإنتشال الإقتصاد بعد عجز حُكُومته ! فما هُو البرنامج والرؤية التى تقدم بها للشعب السودانى قبل هذه الخُطوة؟ (جنيه حمدوك)؟ أم (القومة للسودان) هذا كلّ فهم الحُكُومة لإدارة الإقتصاد؟ قلنا على الحُكُومة (أيُ حُكومة) أن تُراهن على شعبها لا على الخارج حتى لا تُرهِن سيادتها من أجل أن يأكُل شعبها. أين أصدقاء السُودان أين مُؤتمر المانحين (كلام في الهوا) ! وعد السيّد رئيس الوزراء بزيارة مشروع الجزيرة قبل اسبوعين وزيادة لحَلحّلة مشاكل الحصاد ! فهل ذهب الرجُل؟ لا ألم أقل لكم أن الشأن الداخلى هو آخر إهتمامات الحكومة ! أسألوا وزارة المالية كم طائرة إستأجرتها لرئيس الوزراء من عرق هذا الشعب يجُوبُ بها أوروبا ويُعطى عطاء من لا يخشى الفقر وفى المُقابل أسألوه ماذا قدّم لشعبه؟ (بِق زيرو) 

قبُل ما أنسي :ـــ

 وحتى لا يقولنّ قائلٌ يوماً ما أن السودانيين قد باعوا وطنهم فأدركُوا الأمر فما زال هُناك مُتسعٌ للمُراوغة السياسية ، فيُمكن إلغاء الطلب بإستغلال الظرف الصحى العالمى والتعللٌ بإعادة هيكلة الحُكومة لإستيعاب شُركاء السلام ويُطلب التجميد والإلغاء لاحِقاً . يا أخي الدُبلُوماسية هى فنّ المُمكِن (فتخارجو) من هذه الورطة وإلاّ ومن هُنا وحتى نهاية (مايو) إن لم تعدِلْ الحُكُومة البوصلة فقد يُعدِلُها آخرون.

وأخيراً :ـ

هل نحنُ مقبلون على تكوين جمعية اللواء الأبيض موديل (2020)؟ اللهُم نسألك اللهُم ألطف بنا. 

بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)

اترك رد