- ربما من الممكن ولو شكليا تجاوز الرتبة العسكرية الرفيعة لرئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان اثناء متابعتك له في الحوار التلفزيوني .. وهو يرتدى بدلة زرقاء انيقة.
- بدأ من مظهره انه عمد ارسال رسالة تطمينية لقوى الحرية والتغيير وانصارها .. خاصة اذا ما استصحبنا تخوفات التغيير مع حالة الاغلاق بالعاصمة من وقوع انقلاب.
- سواء كان بواسطة الاسلاميين داخل المؤسسة العسكرية .. أو من خارجها بواسطة مدير المخابرات الأسبق صلاح قوش .. وان كان الاخير ازكى من أن يقدم على حماقات في هذا التوقيت.
- ولذلك كانت رسالة البرهان الثانية والتي لم تكن قوية وافتقرت للتماسك .. هو اعلانه عن تلقيهم تهديدا من المؤتمر الوطني بتنفيذ انقلاب.
- مع العلم ان عوامل نجاح الانقلابات السرية لا العلانية .. لكن مع ذلك ستجد هذة الرسالة صدى وهوى كبيرين في نفوس خصوم الوطني.
- مثلها ورسائل لجنة ازالة التمكين .. التي باتت تأخذ الملفات من منضدة النائب العام .. وتبدأ (تمتر) في المزارع والاراضي كيفما شاءت.
- ولكن بعيدا من غضبة الاسلاميين .. وتململهم من اتهامات البرهان لهم بالتدبير لانقلاب .. فان الاتهام في حد ذاته يعني ان المؤتمر الوطني لايزال يمتلك انيابا.. بينما الصحيح أنها دعوة تحريضية لمذيد من التضييق عليه.
- ثم ان الحوار الذي لم يحمل جديدا .. رغم الثقل الاعلامي الكبير للمضيف (لقمان) .. يحمل رسالة ثالثة ان العلاقة بين العسكر والمدنيين (سمن على عسل) .. بدليل تقديم التلفزيون (الذي تمكنت منه الحرية والتغيير بالكامل) ، للبرهان في وقت عالي المشاهدة.
- يعضد تلك الفرضية ان العلاقة بين الطرفين تطورت الي الأحسن .. طالما انهما حاكمين .. وهذا يعني ان العلاقة قفزت فوق (ترس فض الاعتصام) .. بدليل عدم تطرق لقمان لهذا الملف.. رغم انه بعد (28) يوما تمر الذكرى الاولى لحادثة القيادة.
- اما الحديث عن العلاقة بين البرهان وحميدتي .. لا أعتقد ان لها موقع من الاعراب في اللقاء .. وذلك أن مصلحتهما – على الأقل في الوقت الراهن – تقتضي مذيد من التوحد .
- لأنه لو حدث انقلاب (ليس على النسق الذي يتحدث به البرهان) – سيطيح بهما سويا ولن يبقى الا ياسر العطا.
صحيفة أخر لحظة