اخبار السودان لحظة بلحظة

السودان: أحمد يوسف التاي يكتب: القادم أسوأ

ورقة علمية من مركز النماذج الرياضية للأمراض المعدية بلندن أشارت إلى  أن ذروة الاصابة بفيروس كرونا  في السودان ستكون في الثلاثة أسابيع الأولى من شهر مايو المقبل، في حين توقع خبراء مختصون أن تصل حالات الإصابة إلى 10 ألف حالة..

وقال مدير المركز د. عبد الناصر سلم أن تقارير بعض المنظمات العالمية المتخصصة اشارت لإمكانية إصابة فرد من بين كل 100 شخص في السودان نسبة لعدم التزام المواطنين بالارشادات الصحية والقرارات الأمنية حيث يتوقع أن تصل الاصابات لـ (10) ألف إصابة، ونوه سلم لخطورة الوضع في ظل عدم التزام المواطنين بالقرارات الصادرة من السلطات الصحية مبينا أن محلات السوبر ماركت والمخابز والغاز تشهد اكتظاظاً كبيراً بجانب التسرب الكبير وكسر الحظر وسط المواطنين بالإضافة لسفر بعض السيارات العامة والخاصة من المركز للولايات.

بناء على الورقة العلمية أعلاه، واستناداً على توقعات الخبراء والمختصين، وتأسيساً على الواقع الذي نشاهده في كل يوم بأم أعيننا من استهتار وعدم مبالاة في صفوف الخبز، ومراكز بيع الغاز ونقاط البيع المختلفة، بناء على كل تلك المعطيات يترسخ يقين راكز لكل ذي بصيرة أن الأيام المقبلة ستشهد انفجاراً  كاملاً لانتشار المرض. 

 الحكومة اليوم وبعد أن وقعت الفاس في الرأس ليس بمقدورها أن تفعل شيئاً سوى مناشدة المواطنين بالبقاء في منازلهم ولايعنيها إن كانت هذه المنازل خالية حتى من الخبز الحاف و(القرقوش)، المهم أن تبقى بالمنزل، فالأفضل لديها أن يموت شعبها بالجوع لا بالكورونا (برضو فهم).

كان أمام الحكومة خطوة سهلة وإجراءات تحوطية أفضل وأيسر لمنع انتشار الوباء لو أنها فعلت، لكنها للأسف استهترت بهذه الجائحة في بادي الأمر كمايفعل شعبها الآن والوباء يصل مرحلة الانتشار.

الحكومة تعاملت مع كل القادمين من الخارج بمنتهى الاستهتار والتساهل فتركت الحبل على الغارب وحتى القلة القليلة الذين خضعوا للحجر في مستشفى الأمل ونحوه تسللوا الى العاصمة والولايات، وهرب الكثيرون عبر المعابر، ونشط تجار البشر في تهريب الكثيرين إلى الداخل عبر النقاط الحدودية، وهل نحن بحاجة إلى التذكير باعتراف وزارة الصحة التي أقرت بأن 50 % من القادمين لم يتم فحصهم وأن عناويينهم ومعلوماتهم الشخصية مغلوطة..

الحكومة لعبت دورا كبيرا في انتشار الوباء في البداية، والآن أيضاً من خلال العجز عن توفير دقيق المخابز وغاز الطبخ لكن هذا لن يبرر الانتحار الذي نسوق اليه انفسنا وأهلينا من خلال تجاهل كل المحاذير.

 دعونا الآن من  الحكومة (الفيها اتعرفت) … الآن الكرة في ملعب أرباب الأسر في حماية أسرهم… وفي أخيار المجتمع بأن يهبوا لنجدة الأسر الضعيفة، وإن استطاعت الحكومة أن تساعد في هذا الجانب فلتفعل فهو أفضل من قربة الحظر المقدودة.

أما بعض الفلول  الذين يحاولون استغلال هذه الكربة والمأساة الانسانية، تارة بتحريض الشارع للخروج وكسر الحظر، وتارة أخرى بالتشكيك في انتشار المرض وخطورته ويصورونه كأنه حيلة حكومية، فهؤلاء لم يأتوا بأمر يخالف طباعهم فالشيء من معدنه لا يستغرب، لكن الذي أندهش له حقا أن بعض الناس مازالوا ينساقون وراءهم كالقطيع وكأن تجربة الثلاثة عقود من الزمان ابتلعتها ذاكرة سمكية.

اللهم هذا قسمي فيما أملك.

ضع نفسك دائما في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

///////////////

نبض للوطن

أحمد يوسف التاي

اترك رد