<
p style=”text-align: justify;”>
* من المقبول بالضرورة خروج ثورات للجياع لكن إذا صحت الأخبار المتداولة عبر مواقع التواصل الاجتماعي بحشد مظاهرة من “الشبعانين” والمستفيدين من النظام الفائت فهذا لا تفسير له سوى المثل القائل: (تعيش كثير تشوف كثير).
* ومن يقود ثورة الشباعى هذه ويشق هتافه عنان السماء أحد وكلاء تجارة الدقيق مما يعني أنه مهما تختلف وتتعدد الثورات فهم الخبز واحد وهم من هم يفرق فثورات الجياع يخرجها عدم الخبز بينما ثورة “الشبعانين” تدافع عن احتكارها للخبز.
- كما بثت ذات المواقع صوراً لسيارات فاخرة تنقل المتظاهرين والفارق كبير جداً بين من يأتي برجليه ودفعه لحق المواصلات -إن وجدت- من جيبه وقوت أولاده وبين من يؤتى به أو يأتي معززاً مكرماً بفارهات “الليموزين” والمنظمات والهيئات.
* لأول مرة في العالم -إن لم تخني الذاكرة التاريخية والجغرافية- تخرج مظاهرة لتدافع عياناً بياناً عن مصالحها الخاصة لا مصالح العامة كما أنهم يخرجون بالرغم من توجيهاتهم وإيمانهم السابق بعدم الخروج على الحاكم (وإن جلد ظهرك وأخذ مالك).
* أم أن أمر خروجهم لمختلف جداً لأنه من أجل المنافحة والمدافعة عن احتكارهم لأراضي الاستثمار السكنية منها والزراعية وسبل المواصلات في البر والبحر والجو وشركات الذهب وتوكيلاتهم في الدقيق والأسمنت والوقود وشاهق العقارات المؤجرة.
* إضافة إلى تجارتهم في المستشفيات الخاصة والدواء وأما أم المصائب فيها بيعهم للمال بالمال وذلك بالمتاجرة في العملات الحرة الدولارية واليورية وغيرها مقابل العملة المستعبدة ذات الجنيه السوداني وغير ذلك الكثير والمثير فالقائمة تطول وتطول.
* إذاً فالحاكم لم يجلد لهم ظهراً ولم يأخذ حقوقهم عنوة بل هم الذين جلدوا الظهور وأزهقوا النفوس واغتصبوا الحقوق فهل صرنا في زمان يدافع فيه اللص عما أخذه بقوة العين واللسان واليد كأنما هو مسروق لا سارق وإذا ما مات دونه فهو شهيد؟
* وحالهم المقيت هذا لا يصلح تسميته إلا بالهمبتة وإن تغير نظامها عندنا وصار مقلوباً ففي السابق كان الهمباتة يسلبون بكل الفخر والقوة من الأغنياء لإعطاء الفقراء لكنه الآن صار الأثرياء “يقلعون” من الفقراء ليزداد الأثرياء ثراء والفقراء فقراً.
* بالله عليكم متى يستوعب حكامنا أنه كم من المخزي والمعيب خروج أهل هذا البلد ولا دافع لهم سوى الجوع بينما المؤمل منه تأمين الغذاء لأهله وجيرانه ولكل دول العالم وذلك لما ينعم به من خيرات وموارد كثيرة في ظاهر الأرض وباطنها؟
* أم أن شبعكم لحد التخمة سلبكم الإحساس بالآخرين لذلك لم تنتبهوا أو تصدقوا أن خروج الناس عليكم هو بسبب الجوع والذي كم أسقط من أنظمة حكم فالجوع ليس بكافر فقط كما اشتهر بيننا وإنما هو قاتل لكل الانظمة الظالمة (ولكنهم لا يبصرون).
* بعد هذا السقوط المدوي فقد كان المرتجي منكم بل والمفترض عليكم الاعتذار بكل شجاعة عن الأخطاء وإرجاع الأموال المنهوبة وتقبلكم لتقديم من ثبت جرمه منكم للعدالة والمساعدة في بناء الوطن في كل الجبهات لا حمل المعاول لهدمه وكنسه وطمسه و… و…
* لكن إصراركم على أنكم كنتم دوماً وفي كل المواقف على صواب بينما الآخرين في المواقف الخطأ فهذا يعني إعادتكم لسيناريو فشل كل الحكومات السابقة وبالكربون فيا الله نسألك اللهم أن تعطينا حكومات في السودان تستفيد من كل إيجابيات وسلبيات الحكومات السابقة لها. هذا والله المستعان.
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.