لم تمض ساعات على حديث الأستاذ أنس عُمر إلا وتحدث الشيوعيون كُفراً ، وكما توقعتُ فى مقال الأمس بأن رسالة أنس قد وصلت بريدهم وتوقعت أن أمرها لن يمرُ عليهم مرور الكرام وأعتقد أنهُم لم يناموا ليلة الأمس لماذا؟ لأن كلام الأستاذ أنس الذى إستمر لساعة ونصف فقط لم يترك لهُم صفحة ليناموا عليها كما يُقال ولأنه لامس الحقيقة المُرّة التى لا يريدون أن يعرفها الآخرين و تحديداً شريحة الشباب التى لم تُعاصر ذلك الماضى الأسود ولأن كلام السيّد أنس وإن كان قفز بأدب جمّ بأطراف أصابع رجليه على الوجع والوعد الكاذب الذى ظلّت تطلقه الحرية والتغيير حتى وصل معها الشعب (الميس) ليواجهوا الحقيقة الصادمة بكل أبعادها وهى حقيقة الفشل الذريع فى كُل مناحى إدارة الدولة وصلت حدّ الجُوع المُتمدد خلف الفقر المُدقع حتى أصبح الحُلُم رغيفاً ! فلِم يقلق صديق يوسف من كلام أنس عُمر! وما زالت الذاكرة مُتقدة ولن يعجز الناس أن يُلقموه حجراً بحجرٍ إن أراد أن يسمع منهُم ! حتى بائعات الشاى والطعمية لن يعجزن عن المُقارنة بين ما كان بالأمس وما أوصلتنا إليه حكومة صديق يوسف خلال ثمانية أشُهُر فقط ! فالأمرُلا يحتاجُ طول تفكير ولا (حكّة) رأس ، فشلتُم فى كل شى يا سيدى وعجزتُم عن إشعال شمعة أمل فى نفس المواطن المسكين فماذا تنتظرون؟ كنت أتمنى أن يكون بالك طويلاً فأنت رجلٌ فى خريف العُمر فبدلاً من أن تصرخ و تُصرح للزميلة (رندا عبد الله) بهذه الصحيفة [ الإنتباهة أون لاين] مُطالباً بإعتقال المُجاهد الجسُور أنس عُمر لأنه وخلال تسعين دقيقة فقط من الحديث أفقدكُم الصواب والعقلانية السياسية فماذا يُضير المُواطن السودانى لو إعتقلتُم المئات مثل أنس عُمر؟ يا سيدى الرجُل لم يقُل إلا الحقيقة ولم يقٌل أنه طالبُ سُلطة كما ذكرت فى تصريحكم اللاهث بل أكد عكس ذلك تماماً أن حزبه لن يُشارك فى أياً من هياكل الفترة الإنتقالية ، فلماذا ترتعدون حدّ الرجفة من حقائق ذكرها الاستاذ أنس للتاريخ هل تُنكرون أن حزبكُم العجوز كان خلف مجزرة الجزيرة أبا و ود نوباوى وقصر الضيافة؟ أم لان الرسالة قد وصل صداها للشباب وهذا ما تخشونهُ! أكادُ أقسم صادقاً أنكم تحجبون عنهُم هذه الصفحة السوداء من تاريخكم حتى لا يروا سوآتكُم ، عارضتُم الإنقاذ ثلاثين عاماً يا سيدى فلم يُضيقُ صدركم بمعارضة شريفة عُمرها ثمانية أشهر لم يحملوا فيها سلاحاً ولم يرتموا فى أحضان العمالة والارتزاق يبيعون وطنهم فى سوق النخاسة الدولية كما فعلتُم ! فتحملوا يا سيدى (حِته) لايف على الهواء لم تتعدى ساعة ونصف فما المُشكلة هُنا؟ الم ترفعوا شعار (حرية ، سلام ، عدالة)؟ فأصبروا أيُها الشيوعيون (فالغريق قدام) كما يُقال ، كُنتُ أتمنى أن توزنوا كلّ كلمة قالها المُجاهد أنس عُمر بميزان العقل وجلد النفس بقيم الحق والفضيلة ومواجهتها فى الغرف المُظلمة فقد يكونُ الرجلُ مُحقاً فيما ذهب . فلم لا تُراجعوا أنفسكم ؟ ولكن أن يكون جزاء الكلمة والمُعارضة السلمية التهديد و الإعتقال؟ فهذا لن يخدم الوطن ومثلُ (أنس) لا يُهدّد وأنتُم ليسوا رجالاً لهذه الطريق الوعرة فصفحات تاريخكُم مليئةٌ بالهرولة وتبديل المواقف والخيانة و ما (نميرى) عنكُم ببعيد فكُونوا عُقلاء يا سيدى فمن أودعتُموهُم السُجون بلا مُحاكمة ومن تُطاردونهم فى لقمة عيشهم ومن تتوعدونهم بالتنكيل هُم فصيل متجذر فى صُلب هذا الوطن العظيم وما زالوا يُمارسون (صكّ الأسنان) وضبط النفس من أجل أن لا ينزلق الوطن فى غياهب المجهُول فلا تحسبون (الظُلم) هيّناً يا صديق يوسف وأحذروا غضبة الحليم ولو كان الحديث برفع الصوت و مدّ الاصبع ينفع لنفع الإنقاذ فأصبروا على المُعارضة فخلف المُجاهد (أنس) سبعة مليون (أنس) فلا تحسبوا صمتهُم بينكم خوفاً وخُنوعاً وطمعاً ولكنهم آثروا سلامة الوطن وأنتُم تماديتم فى الإستفزاز وبين هذا وذاك يبقى المواطن تحت رحمة الأقدار ينتظر فكُونُوا عُقلاء .
وأخيراً إليك أيُها الشيخ العجوز حكمة الشافعى :ـ
ومن هاب الرجال تهيبوه ومن حقر الرجال فلن يُهابا
ومن قضت الرجالُ له حُقوقاً ومن يُعصِ الرجال فما أصابا
قبلُ ما أنسى :ـ
إعتاد حبايبنا الشوام عندما يزعل أحدُهُم من آخر أن يسحبه وسيط ثالث على جنب قائلاً له مُهدئاً (شُو خيوو طول بالك .. الزلمى ما آل شى غلط !!) فأرجو من أقرب شخص للسيّد صديق يوسف أن يُطيب خاطره و يبلغه عنى هذه العبارة.
بقلم: صبري محمد علي (العيكورة)