اخبار السودان لحظة بلحظة

السودان: أخطر تقرير .. حول وضع السودان تحت الانتداب الدولي

الخرطوم: الانتباهة أون لاين

يعكس مشروع القرار الأممي الذي دفعت به بريطانيا بعد إشراك ألمانيا في اعداده لمجلس الأمن الدولي لانشاء بعثة سياسية لحفظ وبناء السلام في السودان، مدى الاجتهاد الذي بذلته حكومة حمدوك في وضع السودان تحت الوصاية الدولية واعادته لتاج الانتداب مجدداً، إذ ارسل رئيس الوزراء الدكتور عبد الله حمدوك خطابا للأمين العام للأمم المتحدة يطلب فيه إرسال بعثة سياسية للسودان تقوم بعدد من المهام تحت ذريعة بناء السلام ودون مشاورة الحكومة الانتقالية التي يرأسها ودون عرضه على مجلس وزرائه. ويكشف مشروع القرار البريطاني ان من مهام البعثة السياسية للأمم المتحدة القيام بعمل وظيفة الادارة الخارجية للسودان حيث جاء ضمن مشروع القرار مايلي: دعم بناء السلام تحت قيادة السودان بما في ذلك توسيع وظائف الاتصالات الدولية لجبل مرة ومنطقتين اخرتين.

ويدلل على صفقة البيع للسودان غضب السفير البريطاني بالخرطوم عرفان صديق من حساسية تسريب مشروع القرار الذي يراد له ان يكون سريا، إلا إنه خرج لوسائل الاعلام وتم كشفه للرأى العام ويعكس غضب الدبلوماسي البريطاني خطورة القرار وما يدبر للسودان خلف الأبواب المغلقة وفي مجلس الأمن وهي المنصة التي تلزم الأمم المتحدة تنفيذ قراراتها بالقوة. ويرجع محللون غربيون خروج بريطانيا من مظلة الاتحاد الأوربي الي رغبتها الجامحة في العودة لمستعمراتها في القارة الأفريقية والتي يعتبر السودان المفتاح الرئيسي في المنظومة الاستعمارية. ويذهب هؤلاء المحللون الي استخدام بريطانيا لأسلوب حفظ ورعاية المصلحة مع امريكا التي تضع السودان ضمن مستقبل السياسة الأمريكية في القارة الأفريقية من خلال التوصل إلى تفاهم يمهد بعودة التاج البريطاني للسودان مع المحافظة على المصالح الأمريكية في ظل انشغال الإدارة الأمريكية بالشرق الأوسط وصفقة القرن الأمر الذي يوضح بشكل كبير التدخلات البريطانية في الشأن السوداني من خلال عدد من الأنشطة المتصلة بالاقتصاد والإعلام. بالمقابل اتسعت دائرة الرفض لخطاب حمدوك من خلال تنامي المعارضة الداخلية لخطوة حمدوك، حيث بدأت تيارات واسعة من قطاعات الشعب السوداني وقواه السياسية رفض هذه الخطوة التي عملت حكومة حمدوك كل مافي وسعها لانجازها. وكانت دراسات استراتيجية غربية ربطت في العقدين الأخيرين بعدم اتاحة الفرصة للسودان للنهوض من قمقمه، بل تحدثت عن ضرورة أن يتم اخضاعه وان لا يكون هناك سودان مستقلا سياسياً واقتصاديا ومتماسك ويمتلك اسباب القوى بما يمكنه من التاثير على محيطه وبالتالي تصدير هذه الاستقلالية للاخرين بما يشكل أضعاف وإنهاء الهيمنة الغربية على المنطقة وعلى العالم.

اترك رد