جدير بالذكر
د. معتز صديق الحسن
Mutazsd@hotmail.com
* للأمانة قبل فترة تقارب الشهرين كنت أود المقارنة بين مرتب الأستاذ الجامعي و”عمال” اليومية في مجالات البناء و”المواصلات” و”الكافتيرات” وغيرها.
* والسبب نقاش جاد بين أستاذين جامعيين أحدهما يعمل إلى جانب التدريس كمقاول بناء حال توفرت له عدة أعمال و”أسطى” “بنيان” عند حصوله على عمل واحد فقط.
* والثاني يطلب منه بل يكاد يطالبه بمراعاة الزمالة وأن يوفر له فرصة العمل معه لحمل “قدح المونة” فالمرتب لم يعد يوفر له أساسيات العيش الكريم من مأكل ومشرب وعلاج … إلخ.
* كلنا حتى وقت قريب كان يعلم بأن معظم “الطلبة” بفتح الطاء هم من يعملون في وظيفة “الطلبة” بضم الطاء لمساعدة الأهل ولجمع مصاريفهم الدراسية سواء الثانوية أو الجامعية.
* فهل بسبب الاجازة الإجبارية “الكرونية” الطويلة وغلاء الأسعار الذي بلغ بالقلوب الحناجر هيأ الفرصة للأستاذ الجامعي للعمل ك”طلبة” لزيادة مصاريف أسرته.
* وذلك ما حملته عناوين أخبار الصحف -في اليومين الماضيين- وبالبنط العريض بالدخول الاضطراري لأستاذ جامعي إلى هذه التجربة بيان بالطين أقصد بالعمل.
* خاصة وأن يومية عامل البناء -ولا حسد- وصلت ل (٣٠٠) جنيه مع توفير وجبة إفطار لهي أكثر بكثير من مرتب أستاذ جامعي يحمل درجة “البروفيسور” في تخصصه المعين.
* إذاً استناداً على هذه الأجرة اليومية هل يحق لنا تبني نظرية أن مرتب الأستاذ المساعد والمشارك والبروف لم تعد تماثل حتى أجرة عامل اليومية والأسطى والمقاول؟!
* وذلك في ظل أسعار لم تعد مولعة نار بل هي نار مولعة وكل ساعة تزداد اشتعالاً وقافزة للأعلى بالزانة في ارتفاعات غير معقولة لتصير ربما كأول مستحيل تحت الشمس.
* والملاحظ والمتبع في ارتفاع الأسعار هذا أن كل صاحب بضاعة يعمل على زيادة خدماته المعروضة للأخرين سواء أكانت بيعاً لسلع غذائية أو دوائية أو صنعة “ضراع” أو … أو …
* أما من كانت بضاعته بذل العلم والمعرفة للأخرين فكيف له أن يرفع أثمانها بنفسه بل هذا التقييم في المقام الأول والأخير يقع على عاتق الدولة والمجتمع.
* أخيراً قطع شك ففي خلال الشهرين الماضيين فهناك زيادات في أجرة اليومية بينما الهيكل الراتبي لاساتذة الجامعات والمجاز قبل أكثر من سنة ولم ينفذ فقد فقد الكثير من قيمته المادية و المعنوية.
* وفي حال اجازته ربما تكون هناك حوجة مآسة لإصدار هيكل راتبي جديد ما لم يتم كبح جماح الأسعار بسياسات عاجلة وراشدة تعالج كل مواطن الخلل والقصور.
* مع خالص الاحترام والتقدير لأساتذة بلادي في كل مراحل الدراسة المختلفة ولكل أصحاب المهن الشريفة. سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.