الخرطوم: عبد الرؤوف طه
بعد سويعات من رحيل وزير الدفاع الفريق أول ركن جمال عمر بدأت المواقع الإعلامية تتحدث عن من يخلف الرجل في وزارة الدفاع، سيما أن الوزارة المعنية تعد الوزارة السيادية الأولى ولا تحتمل الفراغ الدستوري لذا من المتوقع أن تسارع الحكومة الانتقالية في إعلان وزير الدفاع الجديد في غضون الساعات المقبلة. (الانتباهة) بحثت عن أبرز الأسماء التي ربما يتم الدفع بها لوزارة الدفاع، فكانت المحصلة التالية .
الجمع بين المنصبين
أولى الفرضيات ترجّح أن يقوم رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان بتسيير العمل في وزارة الدفاع بصفته قائداً عاماً للقوات المسلحة مع تسمية وزير دولة للدفاع للقيام بالأعمال التنفيذية على أن يكون وزير الدفاع مكلفاً بالملفات التي تخص القوات المسلحة.
الجنرال الغامض
ربما لا يعرف الكثيرون الفريق ركن عباس عبدالعزيز الذي كان قريباً من منصب وزير الدفاع في عهد الحكومة الانتقالية، حيث انحصرت الترشيحات بينه والراحل الفريق أول جمال عمر، وطبقاً لمصادر متعدّدة تحدثت لـ(الانتباهة) فإن أسهم الفريق عباس عبدالعزيز بدأت في التصاعد مرة أخرى للجلوس على قمة وزارة الدفاع، ويحظى عباس عبدالعزيز بعلاقات قوية مع الفريق أول محمد حمدان حميدتي ونشأت تلك العلاقة إبان التأسيس الأول لقوات الدعم السريع حيث كان يعمل عبدالعزيز ضابطاً منتدباً بجهاز الأمن والمخابرات الوطني ومديراً لهيئة العمليات برتبة لواء ولعب دوراً مهماً في بناء قوات الدعم السريع، ويمت عباس عبدالعزيز بصلة قرابة مع الراحل جمال عمر وكلاهما ينحدر من منطقة حجر العسل بولاية نهر النيل، تخرج من الكلية الحربية الدفعة 29 من مجايليه بالكلية الحربية الفريق أول ركن هاشم عبدالمطلب، يعمل حالياً مديراً لشركة الساطع المملوكة للقوات المسلحة .
الرجل الخفي
عقب إسقاط الفريق ركن أبوبكر دمبلاب من منصب مدير المخابرات العامة رشحت عدد من الاسماء لخلافته ولكن كان مفاجئاً تسمية احد الجنرلات للمنصب ولم يكن اسمه متداولاً في وسائل الاعلام بل كان عسيراً ان تجد صورته عبر محرك البحث (قوقل) انه الفريق اول جمال عبدالمجيد الذي تخرج من الكلية الحربية الدفعة31، وهو رجل صارم القسمات والملامح لا يجيد العمل الا تحت الظلال بعيداً من الاضواء الكاشفة، وبعيد تسمية جمال عمر وزيراً للدفاع اعلن عن الفريق اول ركن جمال عبدالمجيد مديراً للاستخبارات العسكرية بالقوات المسلحة، لم يمكث طويلاً بالمنصب الحساس داخل الجيش حتى تم تكليفه مديراً للمخابرات العامة خلفاً لدمبلاب، ويحظى عبدالمجيد بثقة رئيس مجلس السيادة الفريق اول ركن عبدالفتاح البرهان، ومن المتوقع ان يعلن عنه وزيراً للدفاع لاكمال المشوار الذي بدأه جمال عمر سيما فيما يتعلق بملفات التفاوض والسلام، حيث عُرف عن جمال عبدالجميد قدراته في التفاوض وكان ابرز العسكريين الذين شاركوا في التفاوض مع الولايات المتحدة الامريكية وكللت تلك الجولات التفاوضية برفع اسم السودان من قائمة الحظر الاقتصادي في العام 2017م .
هل يصعد عاشق العسكرية؟
قبيل إعلان الحكومة الانتقالية اشيع على نطاق واسع ان الفريق ركن ياسر العطا سيكون مرشحاً لوزارة الدفاع سيما وان الرجل عرف بحبه للعسكرية ولا يميل لقواعد اللعبة السياسية ويتمظهر ذلك من خلال مشاركته في عدد من المعارك الحربية التي قادتها القوات المسلحة إبان حرب الجنوب وفي منطقتي جنوب كردفان والنيل الارزق، بيد ان تقدير المجلس العسكري الانتقالي ابقى عليه عضواً بمجلس السيادة المكون من العسكريين والمدنيين، وبعد مرور اقل من شهرين من تكوين الحكومة الانتقالية بدأ الفريق ركن ياسر العطا في الانزواء قليلاً ربما لم تستهوه بيروقراطية العمل التنفيذي وبات قليل الاطلالة وشارك في مفاوضات جوبا عبر جولتين وترأس لجنة ازالة التمكين ثم اعتكف بمنزله لبرهة من الزمان وسط شيوع انباء تتحدث عن مغاضبته. مؤخراً اشارت تقارير اعلامية بان العطا غادر الى روسيا مستشفياً، في الوقت ذاته يتوقع ان تتم ترقيتة لرتبة الفريق اول ومن ثم اعلانه وزيرا ًللدفاع، غير ان مصدراً عسكرياً تحدث لـ(الانتباهة) قلل من حظوظ العطا للوصول الى وزارة الدفاع ويقول ان اقدميته في الجيش لا تؤهله لمنصب وزير الدفاع رغم انه عسكري صارم ويعشق الكاكي .
(فلاش باك)
مر على منصب وزير الدفاع في الثلاثة عقود الاخيرة عدد من الجنرلات اولهم الفريق ركن حسان عبدالرحمن علي الذي الذي تولى المنصب العام 1993 واستمر فيه الي العام 1998م وكان الرئيس السابق عمر البشير يجمع بين منصبه رئيساً للجمهورية ووزيراً للدفاع على مدى اربعة اعوام اي في الفترة مابين 1989م الى 1993م، ايضاً من الاسماء التي مرت على منصب وزير الدفاع الفريق ركن ابراهيم سليمان واستمر بمنصبه لمدة عام واحد تحديداً من العام 1998 الى 1999م، ايضاً كان الفريق ركن عبدالرحمن سر الختم على موعد مع منصب وزير الدفاع واستمر به لمدة عام اي مابين 1999م الى 2000م، ثم الفريق اول ركن بكري حسن صالح من العام 2000 الى العام 2005م ثم الفريق عبدالرحيم محمد حسين في الفترة مابين 2005م الى العام 2015م وهو اطول شخص يمكث في منصب وزير الدفاع، وبعد اعفائه كلف الفريق اول ركن مصطفى عثمان عبيد بمنصب وزير الدفاع لمدة اقل من عام ثم اعلن عن الفريق اول ركن عوض ابنعوف في 2016م وزيراً للدفاع واستمر بمنصبه حتى العام 2019م وهو موعد سقوط الإنقاذ.