<
p dir=”rtl” style=”text-align: justify;”>
تقرير: الانتباهة أون لاين
جائحة فايروس كورونا التي اجتاحت العالم واثارت رعبه وضعضت دوله واصابتها بالارتباك وكشفت الهشاشة الصحية حتى في الدول ذات الانظمة عالية الاستعداد واصبحت تحت رحمة الوباء الفتاك الذي لم تجد معه محاولاتها المستميتة للحد من انتشاره فعبر الدول دون تفرقة مابين عالم اول وعالم ثاني فالكل امام فتكه سواء . ضاعفت الدول جهودها في الحد من انتشاره بالعديد من التدابير الصحية اولها العزل الاجتماعي الصحي والحجر للمصابين ومخالطيهم في صرامة ومهنية وتفعيل لكفاءة الانظمة الصحية واستنفار طواقمها واعلان الاستعداد العام وانزال الجيوش للمساعدة في محاربة المرض المتفشي.
ونحن في السودان أعلنا الطوارئ الصحية واتخذنا كل التدابير النظرية دون أي تطبيق عملي علي واقع الأرض أو اهتمام جدي من الأجهزة الصحية التي أعلنت وفاة حالة وتسجيل حالة ثانية مؤخراً وهذا مؤشر خطير ينبغي التعامل معه بجدية كبيرة ، الا ان ذلك للاسف لم يحدث . بدليل انه لم يتم حجر لمخالطي واسرة من اعلنت وفاته بالمرض نفس الوزارة التي من المفترض بها تطبيق كل هذه الاجراءات المعلنة. ومايكشف ضعف وهشاشة النظام الصحي بالبلاد هو التهاون الذي تم التعامل به مع المحجورين في المواقع المحددة للعائدين من دول موبوءة مثل مستشفى يونيفيرسال أحد هذه المواقع المحددة للحجر.
جميعنا شاهد جدية الدول وكيفية تعاطيها مع المشتبه بهم امثال هؤلاء العائدين بداية بحماية الطاقم الصحي المحتك بهم وحتى اكتمال الفحوصات التي تؤكد ايجابية اوسلبية المشتبه بهم كل ذلك ضمن اجراءات وبروتوكول متبع بحسب منظمة الصحة العالمية في مثل هذه الحالات ! ؟ هذا بالنسبة للدول التي تحاول جديا في الحد من الاصابة وانتشار المرض فعلاً على أرض الواقع وليس أقوالاً وتصريحات امام كاميرات الاجهزة الاعلامية محجر يونيفيرسال كان تجسيدا لعدم الاهتمام ونموذجا عمليا لاستعداد الاجهزة الصحية بالبلاد ، وليس خافيا علي احد عدم الاستعداد العام حتى في غير الجانب الصحي ، مثل عدم توفير الخدمات الضرورية من المواد الغذائية حتى المناشدة الشهيرة لعضو مجلس السيادة الانتقالي د عائشة موسى ولنا تخيل بقية التجهيزات الصحية من خلال ما نشاهده من التعامل في الدول الاخرى نرى انه لم يتم اعمال مبدأ السلامة في اي مرحلة مع هؤلاء العائدين من شكل الطواقم المباشرة لهم سواء في جانب الخدمات او الجانب الصحي لا تلبس اي ملابس واقية سوى ( الكمامات ) مع مقارنة كيف يكون استعداد الطاقم الصحي المتعامل مع مثل هذه الحالات ! هذا فضلا عن تسرب مجموعة كبيرة كفيلة بنشر المرض في قطاعات كبيرة من المجتمع اذا كان احدهم او اكثر يحملون العدوى !! وكلنا بات يعرف صعوبة اكتشاف المرض في الايام الاولى وفترة حضانته قبل ان يظهر بما يجعلنا نشكك في نتائج الفحوصات السالبة التي تأتي نتيجة المسح الحراري وهو الالية الوحيدة لفحص المرض لدى هؤلاء العائدين !؟!
لان التحدي يكمن في كمون المرض وعدم ظهوره في الفحص بهذه الصورة بما يعطي انطباعا خاطئا بسلبية الفحص بينما ربما يكون هو في حقيقة الامر موجبا للمرض، ويتم اطلاق سراحه وتسريحه ليذهب الي أهله ثم فجأة يظهر المرض بعد فترة كمونه وينشره في محيطه ومجتمعه دون ان يعرف انه مريض حتى يغلبه الاعياء تماما وربما يقول احدهم هذا نظرة متشائمة ! الا انه سوف يغير رايه ويصبح اكثر تشاؤما هو نفسه اذا علم بان هناك من تم اطلاق سراحه من العائدين بمجرد وصولهم حجر يونيفيرسال نفس اليوم بعد فحص المسح الحراري مباشرة ، هذا اذا عرفنا كما الجميع ان الفحص المختبري نفسه قد لايؤكد الحالة اول مرة !؟!
شباب نضير يافع من منظمات المجتمع المدني جاء ليقدم خدماته في المساهمة في خدمة العائدين دون ادنى احتياطات صحية وزع المؤن والمواد الغذائية وجاس خلال الموقع دون اي احتياطات سوى الكمامة وقفازات اليدين !؟ واناس اخرون كثر كانوا يخالطون العائدين بحكم مسؤولياتهم لم يتخذوا اي اجراءات احترازية او صحية ، سيارات صغيرة (بكاسي وصوالين) كانت تخرج من الموقع بهؤلاء الشباب او المسؤولين دون ادنى احترازات للسلامة او حتى مجرد ( كمامة ) ! والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام هل هناك يقين حقا بفعالية المسح الحراري كفحص يؤهلنا للجزم بسلبية الحالة ؟! حتى نخرجها من موقع العزل ؟! الاجابة علي هذا السؤال يتوقف عليها الكثير للتوقع حول مستقبل انحسار الجائحة او انتشارها ، اذا علمنا انه حتى فحص المختبر ربما لا يظهر من المرة الاولى !؟
ولا يتوقف الامر هنا علي اؤلايك الذين تم اخراجهم نتيجة لهذا المسح الحراري فقط وانما علي اؤلائك المتسربين الذين تسللوا لواذا دون اي مسح حراري علي علاته !! بعد كل ذلك هل يساورنا القلق حول استعداداتنا الصحية ، مقارنة بانتشار الوباء وخروجه عن السيطرة حتى في تلك الدول ذات الاستعدادات الصحية المناسبة في العالم المتقدم ونحن نسمع تصريحاتهم اليائسة واعترافاتهم بعدم القدرة وخروج الوباء عن السيطرة ؟!! هل نترك كورونا كما هو الحال ليقتل من يقتل حتى ياخذ كفايته من الاحبة والاخوة والاقرباء والاهل والاسرة الصغيرة والكبيرة ، ثم يذهب الي حال سبيله بعد اكتمال دورته البيولوجية ، ونترك لاجسادنا ادارة المعركة اما انهزمنت او صارعت واكتسبت المناعة الذاتية ضده ووقفت لمواجهته!!؟ ولربما هذا ما سوف يكون عليه الحال ، من خلال مانراه من تعامل اجهزتنا الصحية في التعامل مع الوباء ؟!!! .
وبالرغم من التطمينات الكثيرة التي جاءت عبر الرسائل المختلفة من مصادر مختلفة في ان السودان من خلال درجه الحرارة العالية لايمكن يحتضن فيروس كورونا وان احتمالية دخوله السودان ضعيفة . واكد قطاع واسع من الاطباء ان نظرية درجة الحرارة العالية وعدم انتشار الفيروس بعيدة عن الحقيقة لان كثير من الدول ذات المناخ الحارة دخل اليها الفيروس عبر مسامات متعددة والسودان من خلال حدوده المفتوحة مع هذه الدول وبلا رقابة وبلا حدود صحية سيفتح الباب علي مصراعيه امام هذا الفيروس القاتل . ويرى كثير من الباحثين والاختصاصين والخبراء في مجال الصحة العالمية ان استعدادات حكومة السودان في وقف انتشار الفيروس غير مطمئنة لان المنافذ عبر المطارات والمنافذ البحرية والبرية لم تزود حتي الان بمطلوبات القضاء علي كورونا في السودان قبل انتشاره مما يؤكد ان هناك خطر قادم يداهم المواطنين خاصة في ظل الظروف الحالية التي يتكاثر فيها الازدحام . ويرى الاطباء ان وزارة الصحة السودانية المعنية بهذا الامر من خلال غرف المتابعة وحتي الان اجراءاتها نظرية وليست عملية وان استعداداتها لم تتعدي ١٠% . وطالب قطاع واسع من الاطباء وزارة الصحة السودانية وغرف العمليات ومراكز الحجر الصحي بان تطلع علي ادوارها من اجل الحفاظ علي صحة المواطنين وارواحهم . وبحسب التقارير ان ما تقدمه وزارة الصحة لا يستطيع ان يوقف فايروس كورونا من الانتشار داخل السودان من اي المنافذ . كما ان منافذ الحجر الصحي يجب ان تزود بكميات كبيرة من المياه الصالحة للشرب وتوفير كميات من الاطعمة الطازجة ثم كميات من الدواء وكل هذا غير متوفر في مراكز الحجر الصحي بالصورة المطلوبة . واوضح الاطباء ان كثير من المتهمين بهذا الفايروس اللعين ظلوا يتهربون من مراكز الفحص بتوجيه من اسرهم ومجتمعاتهم حتي لا يحدث خلل صحي لتلك الاسر والمجتمعات . وهذا يعتبر عدم انضباط في الوصول الي المتهمين بالفيروس مما يؤدي الي الانتشار السريع غير المطمئن وعلي الجهات المختصة ان تضبط حركة المتهمين بكورونا حتي لايهربوا من الواقع لان اصابة شخص تعني اصابة الالاف .
ويذكر ان خطاب حكومة الفترة الانتقالية من خلال البيان الذي اذاعه وزير الاعلام لم يبعث اي اطمئنان تجاه المواطنين ولم يحدد الاجراءات التي تحددها الدولة في الحد من انتشار المرض. واجراءات الدولة غير مطمئنة مما يثير الرعب لدي المواطنين لان المريض نفسه يتاثر بالحالة النفسية والخوف لدي الموطنين وعلي الدولة ان تطلع بدورها كاملا وعلي وزير الصحة السواني ان يضع الدواء في موضع الداء .