اخبار السودان لحظة بلحظة

سلام (حمدوك) الجديد

وجه النهار..هاجر سليمان

(1)

تناقلت وسائط التواصل الاجتماعى المختلفة صورة للسيد رئيس مجلس الوزراء د. عبدالله حمدوك وهو يعقد كفيه ببعضهما وبينه وبين ضيفه مسافة نحو مترين وضيفه يماثله التصرف عاقداً كفيه التقاط الصورة تم بطريقة جيدة ولكن حتى لا نسهب فى التعليق نجد ان وسائط التواصل المختلفة التى تناولت تلك الصورة علقت بان تلك هى الطريقة الجديدة التى اعتمدها حمدوك للسلام على ضيوفه تجنباً لـ(كورونا) ولو انى اعتقد بشدة ان تلك التعليقات لا تخرج عن سياق المزاح والطرفة واحسب ان الحركة أتت ضمن سياق تعبيرى محدد بين الزائر والمزور ولا اعتقد ان رئيس الوزراء سيعتمد اسلوباً محدداً لاتقاء انتقال وباء كورونا .

(2)

مهما ارتفعت درجة مخاوفنا واهتمامنا برفع الحس التوعوى لدى المواطن الا ان ذلك لن يفيدنا ان داهمتنا كورونا فى الخرطوم ودونكم الدول المتقدمة امثال الصين وغيرها من الشعوب واكبر مثال لديكم ايطاليا وايران وهى الدول التى تصدرت معدلات ارتفاع الاصابات والوفيات بعد الصين وكلها دول متقدمة ورغم ذلك لم تستطع ان تحصر كورونا فى اماكن محددة، فما بالكم بالشعب السودانى الذى عرف بالطيبة والتسامح والشهامة الشعب الذى يكون على استعداد للتضحية بحياته نظير الايفاء بكلمته او شهامة منه فقط .

(3)

لدينا عادات وتقاليد لن نتخلى عنها ويصعب علينا تركها ولعلها تعتبر من اكبر العقبات المفضية للموت والتعرض للاصابات فنحن ما زلنا نسالم بعضنا بالاحضان والقبلات دون محاذير، نحن ما زلنا نرتاد صفوف الرغيف دون ان نغطى انوفنا بالكمامات، وعلى بلاطة كدة (نحن ما زلنا نلتصق ببعضنا لدرجة ان الواحد يقرأ معاك رسايل موبايلك ويتفرج ويضحك وما يفضل ليهو الا يقول ليك رجع الصفحة الفاتت فيها نكتة سمحة ما تميتها)، ونحن ما زلنا نخرج ونجلس فى مجموعات وتكتلات اسفل الاشجار ومواقع العمل والمطاعم دون ان نكترث لامر كورونا، احسب ان هنالك اجراءات اتبعت للحد من انتشار كورونا كالاجازات الاجبارية التى منحتها عدد من المؤسسات لمنسوبيها، وبعض الاجراءات الاحترازية الاخرى المتبعة فى النيابات والمحاكم فيجب ان نلتزم بتلك الاجراءات الاحترازية واولها المسافة بيناتنا يا حلوين.

(4)

ولكن هنالك اجراءات احترازية صحية لم تتبع حتى الان ولم يلتزم بها سائقو المركبات العامة، فما زالت البصات تكتظ بالركاب بعضهم يسعل وليس شرطاً ان يكون السعال سببه كورونا ولكنه فى النهاية مرض معد أياً كان واحسب ان حالة واحدة لكورونا بالسودان كفيلة بان تقتلنا جميعاً طالما اننا نشكل تكتلات واكتظاظات بالمحطات وداخل المركبات العامة وفى الاسواق وحتى الاحياء، لذلك نقترح اجراء فحوصات بطريقة عشوائية لكل شخص يسعل فى الشارع العام، نعم يجب ان تكون هنالك مراكز متجولة لفحص كورونا.

(5)

صديقي وهو يمازحنى مستنكراً الفكرة، قال لى هل يعقل ان نصاب بكورونا ونحن الذين (عركتنا) الملاريا ونصاب بفيروسات أخطر من كورونا؟ نحن الذين ما زلنا نحوم فى الشمس السخنة ونجلس نرتشف الشاي فى الهواء الطلق ، واضاف صديقي انه حينما عم وباء انفلونزا الطيور شبع الشعب السودانى فى لحوم الفراخ ومشتقاته والتى كانت رخيصة جداً آنذاك، وحينما اعلن عن تفشي مرض جنون البقر شبعنا فى تناول لحوم الابقار وبلغنا حد الاكتفاء ومع ذلك لم نصب لا بانفلونزا طيور ولا جنون بقر لكن كورونا دى جننتنا جد جد وأرعبتنا ، آهاااا يا (أكرم) كورونا جات زى ما اتوقعت او كما تمنيت آهااا ورينا شطارتك وكتين قدرت على الاكبر منها (البشير) يلا اقدر لينا على (الصغنونة) دى ..

اترك رد