الخرطوم: هنادي – هالة – خواض
بصورة متسارعة عقب إعلان حالة وفاة بفيروس كورونا القاتل وصعوبة القضاء عليه، حبست معظم الأسر السودانية أنفاسها من ذلك الوباء لجهة أنه يشكل مهدداً كبيراً للاقتصاد لكل الدول الموبوءة ويشل حركة المواطنين والتجارة وفور إعلان منظمة الصحة العالمية حالة طوارئ على كل دول العالم شهدت كل الدول حركة انكماشاً في اقتصادها بسبب وقف كل المعاملات والقطاعات الحيوية منها حركة الطيران وإغلاق الحدود وهذا يمثل شللاً تاماً في معظم الدول ولكن هنالك رأي مخالف بأن الاقتصاد السوداني قد لا يتأثر كثيراً بهذا الوباء لجهة أنه اقتصاد استهلاكي أكثر من كونه إنتاجي وبالتالي فقط التأثير سلبي على حياة المواطنين .
ولرصد حركة البلاد «الانتباهة» أجرت استطلاعاً موسعاً مع جهات مختلفة حول تأثير الوباء على القوى الشرائية وعلى حركة الطيران وغيرها من الأشياء التي تعطلت بسبب الإجراءات الاحترازية .
فقدان رسوم الهبوط
ولمعرفة الآثار الناجمة عن ايقاف حركة الطيران بالبلاد قال الناطق الرسمي لسلطة الطيران المدني عبدالحافظ عبدالرحيم انه توجد 26 شركة نقل جوي دولية ومحلية تُسيّر طائراتها من والى مطار الخرطوم وتنقل 3 ملايين مسافر سنوياً منها 65% تقريباً من دول الخليج والسعودية وفقاً لاتفاقيات دولية وثنائية بين بلدانها والسودان وهي رحلات مجدولة طول العام لا تتوقف الا في حالات الطوارئ والاعطال الفنية والتأجيلات الخاصة بظروف الشركات وفي هذه المرة فانها ظروف دولية وبالتالي التأثير سيكون على الركاب, وبالنسبة لدولة مصر الايقاف المباشر لعدد 3 شركات منتظمة منها بدر وتاركو والمصرية لديها رحلتان يومياً وقطعاً ان الاجراءات الاحترازية التي تمت تعتبر خسارة كبيرة ولكنها اقل اهمية من صحة الانسان واردف «البلد افضل تفقد الاموال مقابل صحة الانسان» ونبه حافظ ان متوسط الرحلات اكثر 900 شخص توقفوا خلال الايام السابقة وبالتالي من الصعب تحديد الخسائر. مبيناً ان الضرر من وقف حركة الطيران تأثيره اكثر على السياحة العلاجية بجانب فقدان رسوم الهبوط وتحصيل الرسوم بالعملة الاجنبية بالنسبة للشركات الهابطة والعابرة وايضاً العبور المستمر .
تراجع الشراء
من داخل سوق شمبات المركزي التقت (الانتباهة ) بالمواطن ابو حسين صاحب ملحمة قال ان تداعيات مرض كورونا اثر بصورة كبيرة على حركة البيع والشراء واحجم المواطنون عن شراء اللحوم وتوقع في غضون الايام القادمة هبوط الاسعار بصورة اكبر، واضاف قبل الاجراءات الاحترازية التي تمت من قبل الجهات المختصة كان يذبح ما يقارب العشرة (عجول) تراجعت الى 5 الامر الذي اثر سلباً على السوق، بجانب قفل المعابر ومنع التصدير الى بعض الدول المجاورة مما ترك وفرة في سوق الماشية، مضيفاً هذا من الممكن أن يساعد في كثرة عرض اللحوم داخل الاسواق ورغم ذلك اصبح الاقبال ضعيفاً .
حركة عادية
وقال حافظ السنهوري بائع خضروات بالسوق المركزي الخرطوم لن يصيبنا إلا ماكتب الله لنا، وان المخاوف لا تثنيه عن اكله وشربه حتى إذا ادى ذلك الى موته مشيراً الى ان حركة السوق حتى الان عادية ولم يلحظ اي مظاهر اوقفت المواطنين من الشراء او البيع وان حتى الان المواطنون يبيعون ويشترون بصورة عادية كافة احتياجاتهم اليومية المعروفة، لافتاً الى التزام معظم المواطنين بالارشادات الصحية وارتداء الكممامات وغسل الايادي بالمطهرات لكن حتى الان الاوضاع عادية داخل السوق المركزي بصفة خاصة .
معاناة مستمرة
وقال محمد علي حمزة «المحامي بالرغم من خطورة الفايروس لكنه لن يوقف نشاط العامة من المواطنين إذ لا بد من الخروج حتى يستطيعوا الايفاء بمتطلبات واحتياجات المنزل لافتاً الى ان السودانيين ليست لديهم المقدرة او الصبر ليوم واحد بقوله حتى وان هدد بكورونا (حتى ولو كورونا واقفة على باب المنزل) لن يتخلى عن احتياجاته نسبة للضائقة المعيشية والاقتصادية التي تعيشها البلاد قائلاً ان البلاد ليست مثل الدول التي طالبت المواطنين بالبقاء داخل المنازل لان هذه الدول تنفق ملايين الدولارات لمكافحة هذا الداء ومساعدتهم على توفير ما يلزمهم خلال فترة البقاء داخل المنازل عكس السودان الذي فيه الموطنون يعانون الامرين من تردي الاوضاع لذا لم ولن يتوقفوا عن البيع والشراء والذهاب الى الاسواق والعمل ووصف حركة المواطنين بانها عادية ليس هنالك توقف او احجام عن الاسواق .
تحوطات احترازية
أصبحت مظاهر توخي الحذر من المرض القاتل كورونا تسيطر على الشارع بشكل كبير، وذلك بعد اعلان وزارة الصحة عن اكتشاف اول حالة بمرض كورونا الامر الذي جعل المواطنين يتخذون التدابير اللازمة لمنع الاصابة بالمرض، مما جعل المواطنين يتوجهون الى الصيدليات لاغتناء الكمّامات والمعقمات بأنواعها المختلفة تجنباً للاصابة بالفيروس، ولكن من يستطيع كبح جنون اسعار الكمّامات والمعقمات وقال صاحب صيدلية بالخرطوم فضل حجب اسمه ان الزيادة الجنونية للسلع الطبية يرجع الى الضمير والوازع الديني وقال ان جشع التجار هو السبب الاول في ارتفاع الاسعار واوضح ان سبب شح تلك السلع هو إعادة جمع وتصدير الكمّامات والمعقمات مرة اخرى الى الصين وبقية الدول الموبوءة بفيروس كورونا، وقامت (الانتباهة) بجولة لبعض الصيدليات «امس» وكشفت عن ارتفاع كبير لاسعار المعقمات اليدوية والكمّامات اضافة الى ان هنالك شحاً في المستلزمات الطبية، نسبة لزيادة الاقبال عليها من قبل المواطنين بأي سعر خوفاً من الاصابة بالفيروس، موضحاً زيادة الطلب على هذه الكمّامات ادت الى ارتفاع اسعارها مضاعفة بجانب تباين أسعارها مابين العادية والتجارية، وقفزت الى اسعار خرافية من 5 جنيهات الى 60 جنيهاً ومن ثم وصلت 200 جنيه، واوضح ان سعر الكمّامة المفلترة بلغ 60ـ 800 جنيه، واضاف ان سعر المعقم الحجم الصغير بلغ مابين 70ـ250 جنيهاً ووصل سعر المعقم الحجم الكبير 450 جنيهاً .
(سبهللية)
وقال رئيس لجنة تسيير اتحاد النقل ان الاقتصاد يتأثر مع بقية دول العالم ووصف وباء كورونا بانه «رباني» مبيناً ان تأثيره اكبر على بعض القطاعات التي يمكن ان تكون خسائرها كبيرة خاصة قطاع الطيران وانهيار بعض الشركات مما يؤدي الى الاستغناء عن بعض العمالة وايضاً تأثيره بحركة التجارة الدولية والحدودية ونبه حال اغلقت تماماً ونفذ كل الاحتياطي خاصة الادوية بالتالي سوف تتوقف الحياه مبيناً في حديثه لـ(الانتباهة) ان الاجراءات الاحترازية من شأنها المحافظة على صحة المواطن وهذا امر جيد ولكن استنكر بعض سلوكيات المجتمع بانه يتعامل «بسبهللية» وعدم الالتزام بالارشادات الصحية منها السلام ونصح بعدم الهلع لعدم تضرر الاقتصاد من شراء كميات من السلع وتخزينها بالمنازل مما يتسبب في ندرة ولفت الى ان هنالك بعض شركات اصحاب العمل خاصة قطاع الطيران قامت بمنح اجازات للموظفين للابتعاد من تفشي الوباء وحذر من التهاون بالمرض واهمية التبليغ الفوري في حال اي اشتباه .
توقف النشاطات
وخلال جولة لـ(الانتباهة) بوكالات السفر اكد صاحب وكالة الدبلوماسي مجاهد عمر توقف العمل في جميع الخطوط الجوية والبحرية بنسبة 20% وايقاف حجز تذاكر العمل والزيارات للدول اخرى مؤكداً ان الوكالة سوف تلتزم باسترجاع قيمة التذاكر لاصحابها دون خصم مؤكداً توقف جميع النشاطات ما عدا خط طيران دولة جنوب السودان .
اقتصاد مأزوم
ومن ناحية تأثير ازمة كورونا اقتصادياً على السودان يقول المواطن عادل لا اعتقد ان هناك تأثيراً سلبياً اوايجابياً مرتبطاً بحركة الاقتصاد العالمي المرتبط ببعضه البعض. الذي هو اقتصاد دول تعمل بصورة علمية قائم على الخطط والبرامج والاستراتيجيات بعيدة وقصيرة المدى فقد رأينا نتيجة تداعيات انتشار وباء كورونا على اسواق المال وعلى قيمة الاسهم وعلى قوة وضعف العملات للدول المختلفة.
أما الوضع لاقتصادنا المأزوم اصلاً لا اظن هناك تأثيرات ليس لدينا خطط واستراتيجيات اقتصادية تتأثر بالاقتصاد العالمي.. لدينا اقتصاد رزق اليوم باليوم واطفاء الحرائق، فالاسعار غير مرتبطة بسعر العملات العالمية بشكل واضح انما هناك فوضى في التسعير من حين لاخر خاضعة لمزاج غير اقتصادي وغير مرتبط بحجم وارد او صادر او فجوة في الميزان التجاري، ازمة كورونا قد تؤثر سلباً وايجاباً وسيكون ذلك مقبولاً للكل باعتبار عدم ارتباط الاقتصاد اساساً بالاقتصاد العالمي .
مرتبات ثابتة
فيما قال علي احمد يوسف الذي يعمل في وكالة تسهيل للسفر والسياحة بانهم سيقومون بايقاف اعمالهم نسبة لعدم وجود سفريات ويرجع ذلك لفيروس «كورونا» واضاف في حديثه بانه يتم الغاء التذكرة لمصر ويتم استرجاع اموالهم دون خصومات، وقال ايضاً نحن لا نتضرر في توقف العمل بل يكون لدينا مرتبات ثابتة وقال انهم سيوقفون عملهم نتيجة الخسائر التي تتكبدها الوكالة بتدفع ايجار الموقع دون اي عمل وذلك الى ان يتم حل هذه الازمة.
تأثير إيجابي
وقلل المحلل السياسي د.الفاتح محجوب من تأثير وباء كورونا على الاقتصاد السوداني واضاف في الغالب التأثير ايجابي وليس سلبياً على صحة الاقتصاد باعتبار ان الاقتصاد هو استهلاكي وليس انتاجياً وهذا المرض تسبب في تقليل الاستهلاك بالنسبة لتجار الشنطة مما يحد من حركتهم للسفر عموماً واضاف ان السودان ينفق اكثر من مليار دولار على شركات الطيران الاجنبية وبالتالي هذا المرض فرصة لاعادة التوازن للاقتصاد ويقلل الاستيراد، بجانب الاستفادة من انخفاض اسعار البترول بشكل عام ينصب في مصلحة الاقتصاد .
وبالمقابل هنالك انكماش في اقتصاديات دول الخليج لجهة اعتماد البلاد عليها باعتبار ان تصدير الثروة الحيوانية وتعتبر اسواقها مستقبلاً اساسياً لهذه الصادرات , وايضاً ينعكس سلباً على العمالة الخارجية وهي الممول الاساسي للبلاد بجانب مخاطر فقدان اقتصاديات دول الخليج وهي في نفس الوقت يتجه اليها السودان في طلب الدعم وهي في الوقت الراهن غير جاهزة ونبه الى ان التأثير والمهدد الرئيس للاقتصاد بسبب توقف اقتصاديات دول الخليج والعمالة الخارجية بتلك الدول .
منع (الشيشة)
وفي ذات الاتجاه اعلنت ولاية الخرطوم دعمها لمجابهة فيروس كورونا واتخذت عدداً من الاجراءات الاحترازية للحيلولة دون انتشار الفيروس ليتم رفعها عبر وزارة الصحة بالولاية الى اللجنة المختصة بمجلس الوزراء الاتحادي فيما قررت ولاية الخرطوم منع تعاطي الشيشة في الاماكن العامة، وتم تكليف الشرطة والمحليات لتنفيذ الايقاف والعمل على تقليل الزحام في المواقع التي يرتادها المواطنون لاجراء معاملاتهم المختلفة وشددت على ضرورة الموازنة مابين الهلع والاستهتار حتى لا تتوقف دورة الحياة وان الاعلام بكل وسائطه مطلوب منه القيام بهذه المهمة وعدم الانسياق وراء ترويج الشائعات والحرص على الحصول على المعلومات من مصدر واحد وهي لجنة الطوارئ بوزارة الصحة ولاية الخرطوم كما طالب الاجتماع برفع وعي المواطن بطرق الوقاية من المرض وضرورة الانضباط والجدية مع تكثيف اعمال صحة البيئة والنظافة .
واشارت الى الاستعدادات التي قامت بها وزارة الصحة بداية بالمعابر والتجهيزات للطلاب القادمين من ووهان الصينية والاجراءات الاحترازية للقادمين بمطار الخرطوم ويتم حجز اي شخص تزيد درجة حرارة جسمه عن ٣٨ درجة واي شخص ظهرت عليه الاعراض يتم عزله وعزل المخالطين له بمراكز للعزل والعلاج مع عناية مكثفة واجهزة تنفس صناعي لاستقبال المشتبه فيهم واي قادم من الدول المنتشر فيها المرض يتم التعامل معه كحالة اشتباه مؤكداً أنه لم تصدر حتى الان نشرة من منظمة الصحة العالمية تمنع السفر بين الدول لاغراض التجارة وغيرها .