حوار: تيسير حسين النور – تصوير: متوكل البيجاوي
قبل أيام، ضجت الأسافير ومجالس المجتمع غضباً واستنكاراً بخبر قيام مراسم زواج لمثليين بمقهى بإحدى أسواق التعدين بمنطقة أبوحمد بولاية نهر النيل .. خبر غير عادي رغم الاعتراف بوجود هذه الفئة في المجتمع .. فالمثلية الجنسية تم حذفها من الدليل الإحصائي الأمريكي ومن التصنيف الدولي في دول الغرب، ولم تعد تدرج لديهم كمرض أو اضطراب، فقد حذفت من أي دليل أو قاموس للأمراض وانتقلت إلى بند (الحرية شخصية)!، لكن في السودان توجد بعض الضوابط الاجتماعية والتقاليد تجعل من الشخص المثلي أو المثلية غير سوي نفسياً ولا اجتماعياً وغير سوي حتى في المجال القانوني والمجال النفسي، وبالتالي يتم التعامل معه وفق هذا المنظور، من أجل الوصول له أولاً ومن ثم عمل معالجات طبية ونفسية واجتماعية لهذه الظاهرة .. وتم رفع شعار (بالضرا يا أبشرا ..) لمعالجة هذه المشكلة في السودان، وبالفعل تم علاج أكثر من 1200 من المثليين والمثليات في شهر يناير فقط.. هذا الحديث جاء من استشاري الطب النفسي والعصبي وأستاذ الصحة النفسية والبارسايكولوجي علي بلدو الذي حدثنا عن المثلية والمثليين إحصاءاتهم وآفات المجتمع المختلفة والصحة النفسية وكيف نصل إليها …
*ما حدث في أبوحمد مؤخراً، الشذوذ ليس جديداً على المجتمع، ما الذي جد للمجاهرة والعلن بهذا الشكل ؟
-ما دار في أبو حمد حسب المعلومات الرائجة كان عبارة عن حفل ماجن يرتاده مجموعة من المثليين في تلك المنطقة، وقاموا بعمل أشياء غير مقبولة، حلق الحواجب والحنة والدخان واستعمال الدلكة والمساحيق التجميلية، هذه الظاهرة، ظاهرة المثلية في المجتمع السوداني التي نعمد تماماً إلى معالجتها هي موجودة منذ عصور سحيقة تماماً، وتم اكتشافها في السودان منذ ما يقارب ما قبل التاريخ نفسه، لكن ظهور هذه المجموعات بهذه الصور وبهذه العلنية كان موجوداً في النظام السابق ولكن كان يتم التغاضي عنه حتى لا يهدم ما يطلق عليه بالمشروع الحضاري، كان في تكتيم إعلامي حتى لا يهزم ما يسمى بالمشروع الحضاري، الآن تمت المجاهرة بها والممارسة بصورة مكشوفة للعلن نسبة لعوامل محددة أولاً الشعور العارم بأن التعبير عن هذه الظاهرة هو نوع من الحرية الشخصية، وهذا الأمر ينطبق في الغرب ولا ينطبق علينا في السودان نتيجة لعوامل محددة، العامل الثاني هو ربطها ما بين المثلية والرغبة في التعبير عن روح العنف تجاه الذات وهذه ناحية سايكولوجية، ثالثاً إن العنوسة والبورة لدى الرجال والنساء على حد سواء أسهمت في عدم الإشباع الجنسي وعدم القدرة على الإرواء العاطفي مما أدى إلى وجود مثليين ومثليات في المجتمع، ولعلنا نكون صادمين إذا قلنا إن نسبة الشذوذ الجنسي لدى النساء في السودان أعلى من نسبة شذوذ الرجال، لدى السيدات النسبة 9.3 في المائة (تسعة فاصل ثلاثة) سحاقيات ولدى الرجال 7 فاصل 2 في المائة (سبعة فاصل 2 في المائة ) مثليين، العامل الأخير عدم وجود أي رغبة لدى هؤلاء في العلاج خوفاً من الوصمة وخوفاً من الملاحقة الدينية وخوفاً من الملاحقة القانونية مما أدى إلى تزايد وإلى ظهور هذه الظاهرة بهذه الكثافة وهذه العلنية .وأعتقد تماماً أن هذه الظاهرة ما لم تتم معالجتها طبياً ونفسياً واجتماعياً فهي في سبيلها الى الازدياد وظهورها الى العلن في المواقع الإباحية السودانية وفي مواقع المثليين السودانيين التي تضم ما يقارب أكثر من مليون ونصف مثلي ومثلية ..
* هذه النسب والدراسات هل أجريت بشفافية حقيقية لأننا كمجتمع لا تبدو ظاهرة للعلن بشكل كبير.. كيف تمكنتم من عمل هذه الدراسات والإحصائيات؟
-البحث العلمي والتقصي الإحصائي وعمل الاستبيانات يتم بخصوصية علمية ,يمكن للشخص العادي أو المريض أو المثلي والمثلية يتعامل مع الجانب الطبي والبحثي دون خوف أو رهبة من عقاب أو اضطهاد أو من عدم احترام أو ما شابه وبالتالي وصول الجانب العلمي له أسهل من وصول الجانب القانوني أو الجانب الديني والخوف من الأسرة حتى لا يُرموا بالاوصاف او يتم طردهم أو سحلهم ..اذن علمياً وطبياً المثليون أقرب الى الجانب العلمي والطبي ولديهم الرغبة في التعامل من أجل شيئين اولاً الشفاء من هذه المشكلة وثانياً معالجة الاضطراب الذي يعانون منه..
* وهل يعالج؟
-حذفت المثلية الجنسية من اي دليل أو قاموس للأمراض في امريكا ودول الغرب ,ويعتبرونها حرية شخصية ,لكن نحن في السودان ورغم احترامنا لهذه التصنيفات الدولية وهذه التقسيمات الغربية إلا انه توجد بعض الضوابط الاجتماعية والتقاليد تجعل من الشخص المثلي أو المثلية غير سوي نفسياً ولا اجتماعياً وغير سوي حتى فى المجال القانوني والمجال النفسي ,وبالتالي يتم التعامل معه وفق هذا المنظور من أجل الوصول له أولاً ومن ثم عمل معالجات طبية ونفسية واجتماعية لهذه الظاهرة؛ وتمكنا بالمناسبة من تطوير برتوكول سوداني خاص بمعالجة المثلية لدى الرجال والسحاق لدى النساء في فترة شهر واحد فقط , ويرجع طبيعي وذلك بالوصول للمراكز الطبية السودانية, وهذا فى الغرب غير معتمد, ويعتبرونه انتهاكاً لحقوق الانسان, نحن رفعنا شعار (بالضرا يا أبشرا ..) في السودان لمعالجة هذه المشكلة, والحمدلله فى خلال شهر يناير فقط تم علاج أكثر من 1200 من المثليين والمثليات في مركز
العلاج السلوكي ..
* الشذوذ هل هو انحلال أخلاقي أم مرض ؟
-الشذوذ الجنسي هو خلل هرموني وخلل عضوي وخلل نفسي يؤدي الى سلوك غير مقبول ولا تألفه الفطرة السليمة, لكن الشخص لا يدري أنه يعاني من هذا المرض ويتم التعامل باعتباره صعلوكاً أو شخصاً غير مقبول وفي إشارة معينة أن الفاعل والمفعول به الاثنان يعتبران مثليان ,وحتى الشخص الذي يمارس الجنس مع طفل أو طفلة يعتبر مثلياً أيضاً, وبالتالي كل مرتكبي جرائم اغتصاب الأطفال هم مثليون, لذلك ازدادت الجرائم فى المجتمع السوداني ,ضحايا الاعتداء الجنسي على الاطفال الناجم عن عدم اكتشاف مشكلة المثلية الجنسية وعلاجها وبالتالي لا يمكن شفاء المجتمع من الاغتصاب الجنسي للأطفال أو التحرش بالاطفال ما لم يتم حل إشكال المثلية الجنسية لدى الرجال ولدى النساء اللاتي بدأن يتحرشن ببعضهن البعض ,ويتحرشن ايضاً بالطفلات والمشكلة أنه أصبحت هناك فى الخرطوم وفي أرقى الأماكن شقق نسائية خالصة لما يسمى بـ(الدعارة النسائية ).. متورطة فيها مجموعة كبيرة من السيدات المعروفات لانهن لديهن هذه الظاهرة ولم يتم التعامل معها , وأصبحت الان حواء السودانية أصبحت منافساً خطيراً للرجل السوداني في موضوع الارتباط بالفتيات الصغيرات والشابات الجميلات..
* مثل هؤلاء هل هم وصمة أم مثار شفقة أكثر ؟
-هذه الفئة ترتكب فعلاً مخالفاً للقانون السوداني وبالتالي اذا وقعت في يد القانون يتم التعامل معها بالحدود الشرعية بالسجن والجلد.. الخ, لكن اذا تم توفير الدعم النفسي لها خيرناها بين اثنين اما ان ترجم ولا تعالج حايختار العلاج, ايضاً المدمن بنقو او خمر عندما يأتيني المدمن هنا لا اسوقه الى السجن بل اعالجه, واذا وجدوه قبلي ناس المكافحة حايودوه السجن؛ اذاً السؤال من يصل الى المثلي أولاً؟ هل القانون والشرع أم الطب والعلاج؟ والخيار عند المثلي.. المشكلة ان معظم هؤلاء خوفاً من الوصمة الاجتماعية وخوفاً من العقاب الشرعي ومن البوليس يتم التكتم ويظهر في الحلة في صورة مجون وخلاعة واغاني مائعة وتشبه بالنساء وايضاً تحرش بالاطفال..
* الحالات التي قمتم بدراستها وعلاجها ذهبتم إليها أم أن هناك من حضر بنفسه؟
-نحن بعد الاستبيان وجدنا اشخاصاً يعانون من الظاهرة نتحدث معهم عن خطورة الامر عليهم وعلى المجتمع, ونقول لهم حاولوا ساعدونا للمعالجة من الظاهرة ولما يتعالج احدهم ويرجع سليم معافى يكون لديه شريك (pair) ويصارحه بانه عولج وقد يحضر شريكه ونكون ما يسمى بالشبكة العلاجية مع بعض. عندي واحدة من المثليات حاولت تنتحر ونطت من عمارة لان شريكتها الجنسية تخلت عنها وما قادرة تعيش من غيرها, وتمكنت من اقناعها بالعلاج, وهناك مثليون يرفضون الزواج نهائياً ويكتفون ببعضهم, والمثلية الجنسية من اسباب بورة الرجال وعنوسة السيدات في السودان. والمجتمع ينظر اليهم بوصمة اجتماعية كبيرة جداً ويتم التعامل معهم بعنف وبزجر شديد وهذه دعوة ان تتاح لهم فرصة للتعافي وفرصة للمعالجة حتى يعودوا أصحاء ويعودوا أسوياء للمجتمع وبالتالي يكون مجتمعنا خالياً من كل ظاهرة شاذة وبه نوع من الامان النفسي لأن وجود مثلي واحد في داخلية أو معسكر أو في اي مكان دون علاج يؤدي الى ظهور الظاهرة ما لم يتم التعامل معها بحسم وعلاجها بمنتهى السرعة.
* هل المثلية تحدث بسبب التعرض لاغتصاب في الصغر؟
-عندها أسباب كثيرة جداً منها الخلل الهرموني ويتعامل معهم بالفحص والعلاج اللازم بعد ذلك, السبب الثاني اذا كان في خلل تخليقي من الخلقة هناك ما يسمى بالتنميط ان يكون ولد لكن اعضاءه انثى ,فيتم عمل عملية اعادة التنميط الجراحي ويعود في مساره الطبيعي, الثالثة اذا كان هناك اغتصاب في الطفولة هناك عدد من المثليين تم اغتصابهم في الطفولة وبعد ذلك يمارس الظاهرة سواء أكان هو الفاعل أو المفعول به, رابعاً الفقد العاطفي والشعور بالاحتياج والاخفاق العاطفي وانعدام الرومانسية والعنف والعنف المضاد واللفظي وعدم الاستقرار الأسري ,الهجرة والاغتراب والنزوح والضائقة الاقتصادية لها اثر ايضاً الاضطراب النفسي والاضطرابات الذهنية الفصام والاكتئاب والهوس والوسواس القهري وما شابه كلها يمكن علاجها من الناحية الطبية وحتى لو المثلي تمت ادانته وعقوبته يحتاج ايضاً للعلاج لكيلا يعود لما كان سابقاً ..
* من الدراسات هل هذه الظاهرة زائدة أم في انحسار أم ماذا؟
-في ازدياد خطير جداً صور المثليين والمثليات وحفلاتهم ومظاهرهم في ازدياد مواقعهم في ازدهار ولديهم القدرة على كسب الاخرين عن طريق الحفلات والهدايا وجو الفرح ومنهم مجموعة كبيرة من الموسرين والموسرات, والانعام المادي يساعد ايضاً في الجذب ,اذن هي في تزايد وأصبحت احياؤنا وحلتنا وفريقنا في خطر ان يصلوا اليهم ما لم يتم علاجهم لحماية المجتمع ..
* هل يمكن أن يكونوا وسطنا ولا يظهر عليهم ؟
-دائماً المثلي او المثلية لا يتم اكتشافه الا بالمراقبة اللصيقة ,في ناس مظهرهم واضح وهؤلاء وصلوا مرحلة اللاعودة من الناحية الاجتماعية واخرون يدارون هذه الناحية لوضعهم المعين اجتماعياً او اقتصادياً او سياسياً او لديهم موقع في المجتمع ,لدينا نماذج لائمة أو دعاة ولوزراء لديهم هذه الناحية ولكن لا يتم الكشف عنها للمحاذير الاجتماعية ,أكثر نموذج ما حدث في القضارف قبل شهرين شيخ خلوة اغتصب سبعة أطفال في محراب المسجد!!
* أنت نجم مجتمع مثير للجدل أحياناً ومن كبار المتخصصين في المجال هل تؤثر النجومية هذه على عملك بشكل ما؟
-أنا أكثر سوداني تم مدحه وردمه في ذات الوقت في الفيس بوك والواتس اب, مدحاً وردماً وهذه ظاهرة حيوية؛ أنا أسعد بالشتيمة كما أسعد بالمدح تماماً وأرى أننا نلقي باحجار في برك ساكنة؛ تكلمنا عن غسيل العدة وعن الخيانة الزوجية وعن الرومانسية كلها تعمل نوعاً من الحراك ونرفع الوعي ونخلي الناس تتناقش في أمور كانت من المسكوت عنه, يحصل نوع من التوعية للاطفال في الثقافة الجنسية والخوف من الاخرين, والشعور بالامان المجتمعي, واقول لكل زول أردم زي ما داير وأمدح زي ما داير واحنا برضو بنعمل الدايرنو !
* هل آن الأوان لإدخال الثقافة الجنسية في المدارس؟
-هذه المادة جاهزة قمنا بإعدادها لكن تم رفضها في النظام السابق وتم وصفنا بأننا فاسقون شيوعيون؛ ونريد ان نشيع الفاحشة في المجتمع لاننا نريد للطفل ان يعرف ان هذه (اللمسة) غير بريئة ولا يحبني الزول ده,, وان يحمي نفسه وأخته,, لكن تم رفضها وتهديدنا ان لا تقدم مرة أخرى ,وعبركم ادعو دكتور القراي ووزير التربية والتعليم ان يتواصلوا معنا من اجل ان توصل مادة الثقافة الجنسية والثقافة المجتمعية ..
* أنسب أن تكون في أي منهج من المناهج الدراسية ؟
-تبدأ منذ سنة أولى أساس وتدرج بطريقة معينة واعطاء الاساتذة والمعلمات دورات في كيفية توصيل هذه الثقافة ,لانه الى هذه اللحظة سؤال الطفل لامه وابوه احنا جينا كيف؟ يخشاه كل اب وام سودانية..
* ذكرت سابقاً أن الحالات في ازدياد هل هي في فئة عمرية معينة ؟
-وسط الشباب من 17 الى 25 عاماً نتيجة لعدم التربية بصورة قياسية, نتيجة لاختلاط الفهم لدى الاخرين ونتيجة لغياب الوازع وغياب الثقافة الطبية والثقافة النفسية نحن نعيش في مجتمع فقير نفسياً يعاني تماماً من فقر مدقع في الثقافة الطبية وبالتالي ظهور مثل هذه الظواهر السالبة في المجتمع..
* ما هي أكبر مشاكلنا النفسية في مجتمعنا الآن؟
-أكبر مشاكلنا هي الحكومة الحالية.. نعم لانها أدت بصورة مباشرة الى انهيار نفسية المواطن السوداني, وما ألحقته هذه الحكومة من دمار بالنفسية السودانية خلال شهور من تكوينها لم تصل إليه الانقاذ خلال ثلاثين عاماً !
* هل لدينا وعي بالعلاج النفسي ؟
-الوعي أصبح في زيادة ولكن ليس بالصورة المطلوبة نتيجة ربط المرض النفسي بالخرافات والخزعبلات ونتيجة لعدم وجود قوانين لردع المعالجين غير الشرعيين ونتيجة للخوف من الوصمة والجنون ونتيجة لعدم اهتمام الصحة كوزارة بمجال الطب النفسي واهتمامها باشياء أخرى لم يسمع بها السودانيون سابقاً من حمى الضنك والوادي المتصدع, أما الصحة النفسية والسعادة والشعور بتقبل الآخر والشعور بالقدرة على أداء الأمور أدت لأن يكون المواطن السوداني هو أتعس المواطنين على وجه الأرض, والسودان احتل المرتبة الأخيرة في مقياس السعادة العالمي الصادر من الأمم المتحدة في 15 سبتمبر 2018..
* المرض النفسي يزيده فقر المواطن وتدهور اقتصاد البلد؟
-دون شك ان الوقوف في الصفوف للعيش والبنزين وانعدام المال لدى المواطنين والضغوط الاقتصادية والاجتماعية الكثيفة وعدم وضوح الرؤية تؤدي الى حالة من الاحباط والتذمر وبالتالي صعوبات النوم ليلاً والارق والشعور بالنرفزة والانفعال والغضب والرغبة في العنف وايضاً تساعد على ظهور الاكتئاب ويكفي ان نقول إن في السودان الان أكثر من 22 مليون مكتئب, وهذه نسبة عالمية أدت الى اختيار السودان باعتباره أكثر الدول الافريقية والعربية رغبة في الانتحار. وهذا صدر من الصحة العالمية لمكتب شرق المتوسط في 2017م باعتبار السودانيين لديهم قابلية اكثر للمحاولة او للانتحار فعلاً..
* لكن في الواقع هذا لم يحدث؟
-يحدث كثيراً وتقرأين كل يوم واحدة معلقة في شجرة وكذا… لكن يتم التكتم على الانتحار للاسباب الاجتماعية ويعلنون انه مات موت الله او جاءه هبوط او.. ولكن السبب الاساسي يكون محاولة الانتحار او انتحر فعلياً, عندما يقال ان فلان اختفى او راح وما لقوه وهدومه جمب البحر قد تكون الرغبة في الانتحار او ايذاء النفس وراء ذلك..
*المرأة أم الرجل أكثر عرضة للاكتئاب ومن يتسبب بمرض الآخر أكثر؟
-النساء أكثر عرضة من الرجل للشعور بالحالة النفسية وامام كل رجل سوداني تعيس أو مكتئب هناك أربع سيدات مكتئبات ..النسبة العالمية 1-3 وفي السودان 1-4 ولكن دون شك آدم السوداني هو سبب تعاسة وشقاء حواء السودانية .
* تحدثت عن أزمة الرومانسية لدى الرجل وشذوذ المرأة هل تعني الخرطوم أم السودان ككل ألا يعطي هذا نظرة قاتمة للبلد؟
-السودان كله, عموماً السودان يشبه بعضه البعض الى حد كبير والخرطوم هي عاصمة مريفة, في حاجة اسمها العينة الاحصائية, او التمثيلية للمجتمع, تمثل المجتمع كله اذن نحن نعيش في واقع سيء واقع نفسي مزر للغاية نعيش في ظل حكومة فاشلة أدت لى حدوث إخفاقات نفسية حتى على مستوى المواطنين نعيش في مستقبل مظلم من الناحية الصحية في ظل عدم وجود سياسات أو استراتيجيات واضحة من المسؤولين في الصحة لمعالجة المشاكل الصحية لدينا خلل أساسي في ترتيب أولوياتنا الصحية؛ وكل ذلك يدفع ثمنه المواطن البسيط مصران عصبي وتوتر وعدم نوم وما شابه.. ويكفي أن نقول إن مايقارب الـ60 في المائة من المواطنين الذين يرتادون اماكن طبية عامة هم عندهم نوبات قلق وتوتر واعراض نفسية ..
* هل لدينا أزمة ترفيه؟ أزمة تفريغ؟؟
-المواطن الى حد كبير كتوم، يلجأ الى التصريح الى دائرة ضيقة جداً من اصدقائه المقربين, عندنا عدم شفافية في تناول مشاكلنا بصراحة, نلجأ أكتر حاجة الى الفيس والواتس خوفاً من المواجهة ,حتى أصبح الفيس والواتس منبر من لا منبر له ,وفي نفس الوقت عندنا الخوف من انتقاد الاخرين ,عندنا حساسية مفرطة تجاه أي رأي سالب تجاهنا, الاسرة السودانية أصبحت في خطر نتيجة لعدم التناغم وعدم الشعور بالراحة داخل المنزل وعدم احياء العلاقات الاجتماعية بين الناس بصورة جيدة وده أدى الى جفاف عاطفي ,وأدى الى ما يسمى بالصحراء الشعورية والى ما يسمى بفقدان السوائل الوجدانية وبالتالي نحتاج الى معالجات ؛ان نسمع الكلام الحلو والاحتفاء والهزار والخروج نحتاج الى بث روح جديدة في مجتمعنا..
* أشياء نألفها.. عادية وهي مرض نفسي؟
-كلام الزول براهو؛ مؤشر على اضطرابات خطيرة, المشي أثناء النوم ,نسيان أشياء أساسية؛ كان ينسى حذاءه, نسيان اشخاص مهمين لك, اذا شعر الشخص ان لديه انفعالات غير مبررة, او انفعال زائد في شيء بسيط, السرحان في الاستوبات, الشعور بعدم الاستمتاع بالاشياء, كلها مؤشرات على بداية ظهور اضطراب نفسي أو عصبي يحتاج الى معالجة من شخص مختص..
* أشياء نحمي أنفسنا منها لأجل صحة نفسية سليمة؟
-الوراثة, الابتعاد عن زواج الاقارب قدر الإمكان, اللجوء الى ما يسمى بالفحص قبل الزواج وادعو عبركم الى اعتماد سياسة الفحص قبل الزواج, واعطائهم ما يسمى برخصة زواج ولا يتم عقد القران الا بعد اعطاء هذه الرخصة للمأذون, لان هناك من لديهم عجز جنسي ومن لديه ايدز ومن لديهم امراض منقولة تناسلياً ,ولا يعقل انك في بلد اذا حاتفتح طبلية تجيب رخصة تجارية فما بالك بفتح حياة وبيت ؟!!
نحتاج الى تعميم هذه الثقافة بعد ذلك الى بث ما يسمى الثقافة النفسية ,عندى مشكلة اجري الدكتور حكاية بقولوا وقالوا نتخلص منها, واخيراً عدم اخفاء الاعراض.. والبعد عن الاشياء الضارة الكحول المخدرات وما شابه للوقاية من المرض النفسي.
* روشتة لنكون متوازنين نفسياً؟
-اولاً تقبل النفس وتقبل الاخرين وتنمية مرونة في التعامل مع الضغوط الاجتماعية, التحكم في الغضب, ممارسة الرياضة, الاكل المتوازن, النوم مبكراً, عدم السهر عدم اللجوء الى تعاطي اي مؤثرات عقلية, اخذ الاجازات بصورة ثابتة, الترويح عن النفس, الاهم تقوية علاقة الانسان بربه .