الخرطوم : ندى محمد أحمد
لم يكن إعلان وزارة الصحة لاول حالة وفاة بفايروس (كرونا) مثاراً للانتباه الكبير من قبل الجميع فحسب، بل ظهر جدل من نوع آخر، إثر التصريح المنسوب لشقيق المرحوم فيصل الياس الذي توفى إثر إصابته بـ (كورونا)، وفقاً لتصريحات وزير الصحة اكرم التوم اول امس، نفى فيه صحة إصابة شقيقه بـ (كورنا)، بل وذهب إلى ابعد من ذلك بانه سيتجه لمقاضاة وزير الصحة اكرم التوم. وزارة الصحة أعلنت اول امس الجمعة، أول وفاة بفيروس (كورونا) المستجد في البلاد، لافتة إلى أن الحالة تعود لمواطن في الخمسينيات من العمر.
وقال بيان الوزارة إن المصاب رجل في الخمسينيات من العمر يسكن في ولاية الخرطوم، وقد توفي الخميس الفائت، وقال وزير الصحة أكرم علي التوم في وقت لاحق للصحافيين: (يجري الآن التعامل مع الذين خالطهم المرحوم من أفراد أسرته وكوادر صحية).
وقالت الحكومة في بيان إنّ مجلس الوزراء قرّر إغلاق المعابر البرية المتاخمة لمصر العربية، وإيقاف إصدار تأشيرات دخول للأجانب من مواطني الدول الموبوءة التي ثبت فيها الانتقال المحلّي وسط المجتمع، وهي كوريا الجنوبية والصين وإيطاليا وإيران وإسبانيا واليابان وجمهورية مصر العربية.
شقيق المرحوم اسامة الياس قال ان شقيقه فيصل عاد من الامارات في الاول من مارس الجاري، وانه امضى بها نحو اسبوع على وجه التقريب، واضاف في حديثه لـ (الإنتباهة) ان شقيقه ابلغه بانه يشعر باعراض داء الملاريا، ونفى ان تكون لديه اية امراض مزمنة، من قبيل الضغط والسكري، واما مرض القلب فاشار إلى ان ثلاثة من اقرباء واصدقاء المرحوم اشاروا بانه مصاب بالقلب، واوضح ان السبب الذي دفعه للذهاب للمستشفى انه كان يشكو من التهاب في الصدر، وقد ذهب اولاً لمستشفى الجودة الذي لم يستقبله، باعتبار ان الاعراض التي يشكو منها هي اعراض (كورونا)، ومن ثم توجه لمستشفى الخرطوم حيث الحجر الصحي لـ (كورونا)، وظل هناك من السابعة صباحاً وحتى الثانية عشرة ونصف ليلاً، وامضى ليلته في المستشفى، واخذت منه العينة صباحاً لتفحص في معمل إستاك، وبعد مرور نحو ست ساعات، ظهرت النتيجة سلبية (غير مصاب بكرونا)، وبالاشارة إلى ان نتيجة العينة التي اخذت من المرحوم في مستشفى يستبشرون بعد وفاته كانت إيجابية (مصاب بكورونا)، قال اسامة: اتصلت بدكتورة جيهان بالخميس وهي من معمل استاك التي جاءت واخذت العينة من المتوفى ومعها طبيب اسمه عبد الله، وقد اخبرني الاخير بأن النتيجة ستظهر بعد اربع ساعات، وبعد ان تم الدفن وبعد مرور اربع ساعات، اتصلت بالدكتور عبد الله لمعرفة نتيجة الفحص، فقال لي سافيدك بعد ساعتين، وعندما اتصلت به بعد مرور الساعتين لم يرد علي، وحتى الساعة الحادية عشرة مساءً لم يرد علي دكتور عبد الله، وعندها اتصلت بدكتورة جيهان التي اخبرتني بان قطوعات الكهرباء كانت متكررة، لذلك (العينة ما حصل فيها حاجة)، وانه لا يمكن فحص العينة من خلال (مولد الكهرباء)، فتعجب اسامة من ذلك، وقال لها كيف لا يمكن فحص العينة عبر (مولد الكهرباء)، بينما كل (مكيفات الهواء) تعمل بواسطته في المعمل؟
واخبرتها ان كلامها غير منطقي، فقالت لي ان وزير الصحة وآخرين مجتمعين حول العينة)، فقال لها كيف يجتمع الوزير ومن معه حول العينة ونتيجة فحصها لم تظهر، فطلبت من جيهان رقم وزير الصحة فهو دفعتي في الجامعة، حيث درست انا علوم كيمياء وهو درس طب، واوضح اسامة ان وزير الصحة اكرم التوم اتصل به، واخبره بما حدث من البداية للنهاية، فقال له الوزير ان ما حدث يفيد بوجود قصور واضح، ولا بد من محاسبة المسؤولين عنه. وقال اسامة: اذا صح ان نتيجة الفحص الاخير ايجابية، لماذا لم تؤخذ من اسرة المتوفى عينة لمعرفة ما اذا انتقلت لهم العدوى ام لا؟، ووصف حديث وزير الصحة بانهم اتفقوا معهم كاسرة لاقامة حجر صحي لهم بـ (الكذب)، واكد ان الدكتورة جيهان اتصلت به الساعة الخامسة والربع من مساء امس لتأتي وتأخذ العينة، ولم يأتوا حتى الآن لاخذ العينة.
واوضح اسامة انهم اقاموا العزاء على مدار يومي الخميس والجمعة وتم رفعه مغرب الجمعة. ولفت اسامة الى انه من البداية وضع احتمال إصابة شقيقه بـ (كورونا) واحتمال عدم إصابته بها، وقال: منذ البداية كنت اضع (الكمامة ولم انزلها) ومعي معقم في يدي.
مصدر طبي موثوق به اوضح ان المعمل فحص حوالى (35) حالة اشتباه بـ (كورونا) منذ شهر فبراير وحتى الآن، وجميعها كانت سلبية النتائج باستثناء حالة مستشفى يستبشرون، واضاف في حديثه لـ (الإنتباهة) ان مركز العزل الموجود في مستشفى الخرطوم كان كافيا للعزل، ولكن بعد ظهور حالة المصاب فيصل الياس الذي توفى الخميس الفائت في مستشفى يستبشرون، هناك اتجاه لفتح عدد من مراكز العزل، منها مستشفى جبرة الذي لم يفتتح منذ تشييده، وهو مستشفى بإمكانات عالية جداً، بالإضافة لمستشفيات ام درمان والخرطوم، بالإضافة إلى ذلك هناك توجه لاستخدام معسكرات القوات المسلحة كمراكز للعزل، ومنها معسكر السليت في شمال بحري.
وامتدح المصدر الخطط التي وضعتها وزارة الصحة، وقال: لو تم تنفيذ هذه الخطط فبالإمكان التعامل مع الفايروس بصورة إيجابية إلى حد كبير. واشار إلى انهم يديرون اجتماعات مطولة لمواجهة الفايروس بمشاركة منظمة الصحة العالمية. وذكر المصدر ان فحص (كورونا) يستغرق ما بين اربع إلى خمس ساعات لتظهر نتيجة الفحص، وقال ان الجهاز الذي يستخدم للفحص جهاز معقد، كما ان مادة الفحص ايضاً معقدة، وان تكلفة الفحص تقدر باربعة آلاف جنيه ونصف، وقال ان نتيجة الفحص سواء كانت سلبية او إيجابية فالنتيجة هي حتمية معالجة المريض. ولفت المصدر إلى ان احدث البحوث في الصين (اول دولة ظهر فيها الوباء)، تؤكد انه بعد بداية اعراض فيروس (كرونا) فإن نتيجة الفحص ممكن تكون سلبية لبضعة ايام، وعليه يجب الإبقاء على المشتبه وإعادة الفحص مرة اخرى، وهناك دول ترى ان يعاد الفحص بعد ثلاثة ايام.
وفي ما يتعلق بالمتوفى فيصل اوضح المصدر ان نتيجة الفحص الاولى له كانت سلبية (اي انه غير مصاب بكرونا)، والمعلومات المنشورة تفيد بأن مستشفى الشعب اخذ منه عينة بعد وفاته لمعرفة سبب الوفاة. وعندما تم الفحص ظهرت النتيجة إيجابية (اي انه مصاب بكرونا)، فتمت إعادة الفحص مرة اخرى، وايضاً ظهرت النتيجة إيجابية. وفي ما يتعلق بالنفي المنسوب لاسرة المتوفى فيصل حول إصابته بـ (كورونا)، اوضح المصدر انهم ممنوعون من التداول في مثل هذه الاحوال، بحكم المهنة.
يذكر ان قسم الفيروسات في معمل إستاك مثله مثل معهد (روبرت كوخ) في العاصمة الالمانية برلين، فالالمان هم الذين اسسوا القسم، فالاجهزة التي تعمل فيه المانية، وكلها اجهزة حديثة، وتمد المانيا القسم بها كهدية مرفقة معها مواد الفحص الخاصة به، كما تم تدريب التقنيين العاملين في القسم في المانيا، وكل ثلاثة اشهر يفد فريق الماني من معهد كوخ لمعمل إستاك، وذلك عبر اتفاقية العون الالماني مع المعمل، بل ان مدير المعهد الالماني وعدت المسؤولين بمعمل إستاك، بأنها ستجعل المعمل نسخة ثانية من معهد روبرت كوخ.