اخبار السودان لحظة بلحظة

مع ثوار الدندر

أحمد يوسف التاي

ظللنا ندعو كثيراً من خلال هذه الزاوية، إلى ضرورة وأهمية تنظيف صفوف قوى الحراك الثوري من القيادات الفاشلة والكوادر التي لا تُحظى بأي قبول من الشارع السوداني الثائر، فهناك كثير من القيادات والكوادر الضعيفة عليها كثير من التحفظات لأسباب متعددة ولممارسات مختلفة، وكما يقولون فإن الشوارع لا تخون فهي أيضاً لا يخيب (حدسها) ولا تجتمع على (باطل) ولا تُجمِع على (فاسد) ولا (انتهازي) ولا (ضعيف)، تلك أربعة كاملة.

إن أول مدخل لهزيمة الثورة هو أن يتقدم صفوفها مَن لا يرتقي إلى قامتها السامقة، وأول مِعول لهدم صرح التغيير هو السكوت على (العوج)، وكفى بالثائرين ضعفاً وهواناً أن يتصالحوا مع هذه الأوضاع المائلة.

 أعجبني اصطفاف الثوار ولجان المقاومة والمواطنين بمحلية الدندر، وإجماعهم على رفض بعض عناصر قوى الحرية والتغيير الممثلين لأحزابهم في (المجلس المركزي)، بطريقة حضارية وقانونية تعبر عن وعي الثورة وقوتها وعنفوانها وسلميتها التي هي السلاح الأقوى الذي ما أن لوحت به اهتزت له قلوب الذين في أنفسهم زيغٌ، ولم يؤمنوا بـ (التغيير) الذي حسبوه (تمكيناً) جديداً ولم يرتقوا لوعي الثورة والثوار، أعجبني منطقهم المركوز بالحجج والأسانيد وهم يسببون الرفض بسرد جملة من الخطايا والتجاوزات التي لا تليق بثورة التضحيات الجسام في مذكرة راقية وصريحة إلى كل الجهات ذات الصلة..

نما إلى علمنا أن والي الولاية المكلف الذي استقبله الثوار في المحلية بمظاهرات الرفض لهذه العناصر، قد أولى الأمر اهتماماً كبيراً وقطع بعدم التعامل الرسمي مع العناصر (المرفوضة)، وعلاوةً على ذلك وضع الكرة في ملعب الأحزاب التي انتدبتهم، وأظن أن الأحزاب التي رُفض ممثلوها أعقل من أن تفعل شيئاً غير الاستجابة لرغبة الجماهير، وإلا فإن الثمن سيكون باهظاً عليها.

إصرار الأحزاب التي وجدت اعتراضاً ورفضاً وتحفظات على ممثليها في المجلس المركزي لقوى الحرية والتغيير، يعني أحد أمرين: إمّا أن ما لديها من كوادر هم أقل مستوى من ممثليها المرفوضين من قبل الشارع وليس هناك في تلك الأحزاب من هو أفضل ممن دفعوا بهم من قبل، أو أن هذه الأحزاب تُقرُّ مثل تلك التجاوزات والمخالفات والممارسات التي حوتها مذكرة لجان المقاومة، وفي كلا الحالين يستبين للناس وزن ومستوى الحزب.

هذه القضية إذا ما قُرئت مع التجاوزات التي حدثت في قضية الوقود الذي تم سحبه من إحدى المحطات في توقيت مُثير للشبهات، تعني أن لجان المقاومة في الدندر ينتظرها الكثير من العمل الرقابي والطرد والفصل… عموماً سنعود إلى قضية إفراغ محطة الوقود من محتواها بتلك الطريقة المشبوهة في وقت لاحق، عندما نقف على حيثيات (البلاغ) الذي هو أيضاً التحق بالوقود… نتابع ونفيد ونقف بقوة مع لجان المقاومة بالدندر في تصحيح مسار الثورة التي حاول قصار القامة اختطافها وسرقتها، وهم لم يتعرضوا يوماً لاعتقال في عهد نظام البشير، ولم تتغبر أقدامهم يوماً في مظاهرة، ومع ذلك عايزين الحكاية كلها تكون في جيبهم، فيا لهملة ثورة ديسمبر المجيدة.. اللهم هذا قسمي في ما أملك.

نبضة أخيرة:

ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

اترك رد