سهير عبدالرحيم
] صديقتي الشيوعية والعزيزة جداً نجاة سيد أحمد والمقيمة بالولايات المتحدة الأمريكية، لم يعجبها مقالي عن محاولة اغتيال حمدوك والذي جاء تحت عنوان (عندنا قمبور)، أقول لم يعجبها مقالي البتة، كما لم يعجب كثير من (القحاتة).
] ونجاة هذه بالمناسبة شقيقة المناضلة الجسورة نجلاء سيد أحمد التي عانت من التعذيب في بيوت الأشباح الحد الذي جعل كل قطعة من جسدها موسومة بسياط أفراد جهاز الأمن، وتشرفت بصحبتها في عضوية لجان المقاومة إبان مظاهرات ثورة ديسمبر.
] كما أن شقيقها هو المناضل الكبير ضياء الدين سيد أحمد الذي أصيب برصاصة في صدره إبان مظاهرات ثورة ديسمبر.
] المقدمة أعلاه حتى يعلم القارئ أن نجاة وأسرتها أهل الجلد والرأس في الثورة السودانية منذ أمد بعيد.
] أقول إن الصديقة نجاة لم يعجبها المقال، وتعتقد أننا عوضاً عن أن نمد يد العون للرجل، أننا نقصم ظهره ونساهم في تحطيمه باغتياله معنوياً، وأن النقد يجب أن يكون بناءً وليس هداماً.
] رأي نجاة شاركها فيه كثير من السودانيين (المقيمين في الخارج)، وأقول المقيمين في الخارج بين قوسين، لأنه وكما يقول المثل (الإيدُه في الموية ما زي الإيدُه في النار).
] جميع المغتربين حتى الذين هاجروا إلى الصومال يتمتعون بالخدمات الضرورية الكهرباء والمياه والخبز والوقود ووفرة السلع الغذائية، هذا عوضاً عن العلاج المجاني والتعليم المجاني عند نسبة كبيرة منهم. لذلك يسهل الحديث عندهم ويسهل معه (التنظير)، وعلينا نحن أن نكتوي بنيران الصبر، وكما صبرنا (٣٠) سنة على الطاغية الديكتاتور عمر البشير، علينا أن نصبر على حمدوك عاماً واثنين وهكذا، ومافيش حد أحسن من حد.. نصبر بس!!
] ذلك علماً بأنه حين جاء الدكتور حمدوك وقام بأداء القسم، هللنا وكبرنا وقلنا له أرمِ قدام ونحن خلفك، ولم يكن ذلك لأنه يملك عصا موسى، ولكن لأن ما برز عن الرجل ترشيح المؤتمر الوطني له من قبل ورفضه لذلك الترشيح.
] وكل ما كان معلوماً عن الرجل أنه خبير اقتصادي لا يشق له غبار، وإن لم يخفض سعر الدولار إلى ستة جنيهات فعلى الأقل الأمل في أن يبقيه عند اثنين وستين جنيهاً، وهو السعر الذي وجده عليه، وهو ما لم يحدث حتى وصل السعر إلى (١٢٢) جنيهاً.
] كتبت حينها يا دكتور حمدوك انزل إلى الشارع إلى الأسواق، تفاعل مع المواطنين، قم بزيارة مشروع الجزيرة أنت ووزير زراعتك، ولكن لا حياة لمن تنادي!! فالرجل وشلة (الونسة) حوله لا يتفكرون ولا يسمعون.
] الوضع الآن غياب للكهرباء بمعدل (١٢) ساعة في اليوم، وفيات في مستشفى الامتياز وغيره نتيجة انقطاع التيار الكهربائي في غرف الانعاش، صفوف الخبز والوقود عادت أكثر قوة رغم تقليل الحصة، انقطاع المياه، شح رهيب في الأدوية المنقذة للحياة، وانفلات أمني ملحوظ.
] لم نطلب من الرجل أن نتحول إلى سنغافورة بين ليلة وضحاها، ولكن على الأقل وهو خبير اقتصادي كان ينبغي أن يوقف التدهور، لا أن يحمل كتابه إلى حميدتي طلباً للفزع.
] (قحت) الآن يا عزيزتي نجاة مع الأسف، لا تملك لا ملفات خارجية ولا داخلية، مسارات السلام عند حميدتي وكذلك الأمن والدفاع، تطبيع العلاقات الخارجية (إسرائيل وأمريكا) بيد البرهان، ملف الأزمة الاقتصادية قاصمة الظهر اختار الرجل أن يكون عضواً في آلية برئاسة حميدتي ومريم الصادق مقرراً وكأنه ينعي حكومته أو يسحب الثقة منها.
] ثم عقب الحركة (الفي شكل وردة) أول أمس عادوا وتبادلوا الأدوار، فأصبح هو رئيساً وحميدتي عضواً.
] عزيزتي نجاة.. نحن لا نكتب ليصفق لنا القحاتة أو الكيزان.. نحن نكتب للتاريخ.
خارج السور:
] كما قال أحدهم إنهم ومع الأسف يقرأون من نفس كتاب الكيزان، ونحن الآن في الصفحة الثانية التي تشبه صفحات الكيزان، إما أن نمزقها ونعيد ترتيب بيت الثورة، أو أن البدايات المتشابهة تؤدي إلى نهايات متشابهة.