إحتفى مركز راشد دياب للفنون بالتعاون مع الجمعية السودانية للمكتبات والمعلومات “باليوم العالمى للمكتبة ” والذى يصادق اليوم الثامن من مارس من كل عام ، تحدث فيه كل من الدكتور / فضل عبدالرحيم عبدالله استاذ مشارك بجامعة النيلين ، والدكتورة / عفاف محمد الحسن رئيس قسم المكتبات بجامعة الخرطوم ، فيما ادارت المنتدى الدكتورة/ إخلاص مكاوى ، وذلك وسط حضور كبير من المهتمين ورواد المنتدى التى القت الضوء على اهمية المكتبات ودورها البارز فى نهضة المجتمعات .
وبداية تعرضت الدكتورة / عفاف محمد الحسن فى حديثها الى دور المكتبات فى رفع الوعى المجتمعى ، فقالت ان المكتبات من ناحية تاريخية انها ضاربة فى عمق هذه المجتمعات بإعتبارها مؤسسات ثقافية وتوعويه تهدف الى رفع حاله الوعى داخل هذه المجتمعات واضافت ان هذه المكتبات تقدم نوعين من الخدمات المباشرة وغير المباشرة .
وذهبت الى الحديث عن تعدد وانواع المكتبات مشيرة الى المكتبة الاكاديمية او المكتبة الجامعية والمكتبة الوطنية المتخصصة وهى المكتبة التى تخدم فئات محدودة من البشر وكذلك المكتبة الخاصة او مكتبة الافراد او البيوتات ذات الثقافة العالية ، هذا الى جانب المكتبة المدرسية والمكتبة العامة ، وركزت الدكتورة عفاف على المكتبة العامة وذكرت بأنها تمثل مكتبة الشعب التى تؤسسها الدولة ، واعربت بأن هذه المكتبة تعد احد روافد التنمية المستدامة وذلك من خلال تقديم خدمات ثقافية ونوعية للاوساط المجتمعية ، اضافة الى تقديم نشاطات ثقافية تتعلق بعرض الافلام وتنظيم الرحلات والمسابقات إضافة الى دعم الهوايات المختلفة التى تخص الافراد ، هذا الى جانب دعم التراث الشفهى وغير الشفهى ورفع حالة الوعى الاجتماعى .
واكدت الدكتورة عفاف ان هنالك سبع انواع من الوعى ابرزها ان المكتبة العامة هى جامعة الشعب والتى تمثل احدى ثمرات الديمواقراطية اضافة الى انها تقوم بتلبية حوائج الناس فى بحثهم عن المعلومة ومصادرها .
وخلص د. عفاف محمد الحسن فى سياق حديثها الى التعرض الى التراث المادى والتراث الغير مادى فى الثقافة السودانية وقدمت شرحاً مفصلاً لهذه الانواع ووظائفها المختلفة لافته الى ان المكتبة العامة تلعب دوراً بارزاً فى الحفاظ على هذا التراث كما انها تقوم بدور التعليم الدينى والوعى السياسى .
وفى ذات السياق قدم الدكتور/ فضل عبدالرحيم مجموعة من الافكار اطلق عليها ” مبادرات تميز الابتكارات الرقمية” وكشف بأن هنالك جهود كبيرة يتم بذلها من قبل منظمات المجتمع المدنى والافراد تتعلق بتقديم خدمات ثقافية ومعرفية وتوعوية للمجتمع تفضى الى ما يسمى بعمليات الابتكار والدعوة الى الشراكات والعمل الجماعى .
ومن جهته طرح الدكتور / فضل عبدالرحيم سؤال لماذا لا نقرأ ؟ فقال ان اجابة هذا السؤال مرتبطة بالدولة ومؤسساتها المختلفة وكذلك مرتبط بالمجتمع وفئاته المتعددة واضاف بأن تركيبة الشعب السودانى تتميز بإجتماعيات متداخلة قد تكون خصماً على التحصيل المعرفى ويرى ان الجو العام داخل البيت ليس مهيأً بصورة مكتملة بحيث يكون حاضناً لعمليات البحث والإطلاع ، وشدد الدكتور فضل الى ضرورة واهمية وجود المكتبات العامة التى تهدف الى توطين المجتمعات وتنميتها وتوعيتها وناشد الدكتور فضل الدولة الى تمويل هذه المكتبات لافتاً بأن المكتبات العامة تلعب دوراً فى عمليات السلام الاجتماعى .
وختم الدكتور فضل بانواع المبادرات التى تمت فى اطار احياء المبادرات العامة مشيرا الى مبادرة مكتبة امدرمان المكتبية فى عهد معتمد امدرمان السابق الاستاذ ابوكساوى اضافة الى مبادرة شركة بتروناس ومبادرة الجمعية السودانية لدعم المكتبات العامة وغيرها من المبادرات ذات الصلة بهذا الموضوع .
ومن جانبه ناشد الدكتور فضل الدولة ومؤسساتها المختلفة وجميع مؤسسات المجتمع المدنى بتبنى احياء المكتبات العامة والوقوف على نهضتها الامر الذى سينعكس ايجاباً على المجتمع .
اما الدكتور راشد دياب يرى فى كلمته ان الكتاب يواجه مشكلة حقيقية تهدد وجوده وهى مشكلة التكنولوجيا لافتا ً الى ان كثير من الناس يتجهون الى وسائط النت لقراة الكتاب هذا الى جانب ارتفاع سعر الكتاب وطالب الدكتور راشد دياب بضرورة ايجاد مؤسسة شعبية تعمل على طباعة الكتاب وبيعه الى الافراد باسعار زهيدة تكون فى متناول اليد وختم بأن الكتاب يمثل اهم المراجع الاساسية والهامه للمعلومات .
وفى الختام تغنى الفنان/ مصطفى السنى باغنيات متميزة نالت اعجاب الحضور