اخبار السودان لحظة بلحظة

الانتباهة…

أحمد يوسف التاي
لستُ وحدي الذي يقرُّ بفداحة الخطأ الذي وقع فيه الكاتب المتعاون بـ»الانتباهة» العمدة حاج صالح بإيراد عبارة عنصرية في مقاله الجمعة الماضية الذي تم إيقافه من الكتابة فوراً من قبل إدارة الصحيفة، ذلك لأن الانتباهة لا يمكن أن تتساهل مع خطأ كهذا، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل كرر رئيس مجلس إدارة الصحيفة أسفه واعتذاره للشعب السوداني وكوَّن لجنة للتحقيق مع هيئة التحرير بكاملها، وسبق كل ذلك مُبادرة الصحيفة عشية وقوع الخطأ بالاعتذار للشعب السوداني دون أن يُطلب منها ذلك..
كل تلك الإجراءات فعلتها إدارة الصحيفة دون إملاء من أحد، أو التزام لأحد وإنما حرصاً منها على سلامة النسيج الاجتماعي وترابط الصف الوطني، وإني لاُشهد الله بوصفي أحد منسوبي الصحيفة أن إدارة الصحيفة وكل صحافييها الوطنيين الثوّار الأحرار وبدون أيّ استثناء أبعد ما يكونوا عن تهمة تعمُّد إثارة النعرة العنصرية.. نحنُ في الصحيفة كلنا أسفٌ وحزينون لورود تلك العبارة العنصرية التي سقطت من عين الرقيب ومقصه سهواً، ومع ذلك سوف تتحمل الصحيفة المسؤولية الأخلاقية بكل شجاعة وقد أقرت بالخطأ وفعلت ما يمكن فعله حتى الآن، وستفعل كل ما يلزم وفقاً للأعراف وتقاليد العمل الصحافي، وستكون مستعدة لتحمل المسؤولية القانونية وما يترتب عليها، وفقاً للقانون وليس لأهواء السياسة والأيدولوجيا وتصفية الحسابات الخاصة، والترصد الذي نراه الآن.
صحيح هناك خطأ غير مقصود قد وقع، وهناك الكثير مما يمكن فعله لمعالجة الخطأ بتحمل المسؤولية الأخلاقية والقانونية وتقبل أية عقوبة يُقرها القانون إذ لا عقوبة دون قانون.. لكن بالمُقابل دعوات التحريض السياسية والهياج الذي نراه اليوم من حملة شعواء تستهدف استئصال هذا المنبر المستقل لأسباب سياسية ومرارات شخصية قائمة على انطباعات قديمة تجاوزتها الأحداث هو ما لا يقبل به صحافيو الانتباهة الوطنيون الثوار الأحرار وسوف يكونوا على أتم الاستعداد للدفاع عن أنفسهم وصحيفتهم في مواجهة اتهامات باطلة وجائرة ومُضللة للرأي العام تحاول النيل من هذه المؤسسة الوطنية الرائدة والناجحة وذلك بإلصاق تهمة إثارة النعرة العنصرية عليها وكأنها لم تُؤسس إلا لهذا الغرض.. فمن الظلم الفادح أن تأخذ كل المؤسسة ومن فيها من الأقلام الوطنية المناضلة بجريرة شخص واحد وقع في ذلك الخطأ، وتتهمها بسوء القصد رغم الإجراءات الحاسمة التي اتخذتها واستعدادها لاتخاذ كل ما يلزم.
ما نستطيع أن نؤكده نحنُ صحافيو الانتباهة والله يشهد على ما نقول أن «الانتباهة» اليوم وبعد مغادرة رئيس تحريرها السابق قبل سقوط النظام بثمانية أشهر، ظلت ولا تزال هي المؤسسة الصحافية الوحيدة في السودان التي يتمتع صحافيّوها بحرية كاملة إلا ما يقيِّده القانون والأخلاق والقيّم، ولعل الناس قد لاحظوا تباين أفكار وتوجهات كُتّابها واختلاف ألوانهم السياسية، وهي الآن يديرها الصحافيون بمهنية عالية واستقلالية كاملة دون أدنى تدخل من ناشرها.. وما حدث لم يكن هو خط تحريرها ولا تقرّه بل قابلته بحساسية مفرطة وأسف شديد وحسم أكيد.
وما نستطيع تأكيده للناس أجمعين أن سياسة تحرير الصحيفة اليوم قائمة على المحافظة على أمن السودان ولُحمته الوطنية ووحدته واستقراره وتماسك جبهته الداخلية، لذلك فإن محاولات الترصد واستغلال هذا الخطأ لتصفية حسابات وانطباعات قديمة، هو ما نرفضه وسنقف أمامه بكل قوة وصرامة، وسيكون لنا عودة بإذن الله.. اللهم هذا قسمي فيما أملك.
نبضة أخيرة:
ضع نفسك دائماً في الموضع الذي تحب أن يراك فيه الله، وثق أنه يراك في كل حين.

The post الانتباهة… appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد