هاجر سليمان
(1)
على الرغم من ان أمر الاحالات والترقيات سنة كونية راتبة فى كل الاجهزة الأمنية، الا اننى تألمت كثيراً لأن كشوفات الاحالات هذه المرة حملت على متنها قادة شرفاء ونبلاء تألمنا كثيراً لفقدهم، امثال الفريق خالد بن الوليد واللواء على محمد عثمان واللواء ابراهيم مهدى والعميد على عبد الرحمن، وكثيرين أطاحت بهم الكشوفات، لا يسعنا الا ان نتمنى لهم حياة موفقة.. فهؤلاء الرجال واخوانهم الذين لا يتسع المجال لذكرهم لمن لا يعرفهم، كانوا من خيرة ضباط الشرطة، وظلوا يعملون بمهنية عالية بشرف دون كلل أو ملل أو سؤال أين؟ وكيف؟ وحقيقة فجعنا فيهم، ولا خير فينا ان لم نقلها، ولا خير فينا ان لم نقل ان الذين احيلوا للتقاعد لم يكونوا جميعاً (كيزان)، فالكثير منهم لا علاقة لهم بالاحزاب، فالشرطة على مر تاريخها ظلت وستظل شرطة تعمل بتجرد وحياد ومهنية، وحتى ان كان هنالك بعض الهفوات فهى لا تحسب ضد جهاز كامل، فكل مؤسسة تحتمل وجود هفوات وليست الشرطة وحدها، فهؤلاء الرجال فقد جلل للشرطة، ولكن كسبت اسرهم قربهم، وأكاد اجزم بأن هنالك من بينهم من لا يذهب الى منزله الا واطفاله نيام ويعود واطفاله نيام.
(2)
الشرطة ظلت طيلة احد عشر شهراً فى حالة استعداد دائم من اصغر جندى لديها وحتى اكبر رتبة، وكان اولئك المحالون ورفاقهم يرابطون بمكاتبهم لأيام وليالٍ، نومهم (مشتت) وعفشهم (بقج) يتركونها فى المكاتب لاغراض الغيار، وكان الكاكى لا يفارق اجسادهم الا للاستحمام. وحقيقة نحن لا نملك سوى ان ندعو لهم بالتوفيق فى مسيرتهم القادمة، وحقيقة اشعر بحزن بالغ ازاء اولئك المقالين، ولكن يبقى السؤال هل يا ترى افلحت وزارة المالية فى رصد اموال طائلة لتسليم هؤلاء المقالين حقوقهم فى اسرع وقت؟ نأمل الا يأتى يوم وتشعرون بالندم ازاء تلك الخطوة. والمرحلة القادمة ظللنا نقول كثيراً انها تحتاج للرجال والعتاد، وظللنا نردد لا لاحالات ضباط الشرطة.. نعم لترقيتهم وتطويرهم ومدهم باحتياجاتهم من المركبات والآليات.
(3)
إنى أرى (العجاف) آتيات ولا أرى (سماناً) مدخرات، مخازننا فارغة ولا قدرة لنا على التخزين والشراء، فلم ندخر شيئاً للايام السوداء، وها هى آتية لا محالة، واخشى ان ثورة (الجياع) التى ظللنا نحذر منها ستحدث، وستتواصل المليونيات تلو الأخرى، ولن يهدأ الوضع ايها السيادى سواء أحلتم قادة الشرطة الى التقاعد أم احتفظتم بهم، لذلك حاولوا أن تسيطروا على الاوضاع حتى لا تخرج عن نطاق سيطرتكم.
The post فقد جلل appeared first on الانتباهة أون لاين.