اخبار السودان لحظة بلحظة

للناطقين (كينماتيكا)

محمد عبد الماجد
(1)
• عندما كتب هاشم صديق (الملحمة) ،او (قصة ثورة) عمره لم يكن يتجاوز الـ (17) عاماً، وعندما قدم العمل في الذكرى السنوية لثورة اكتوبر 1964 على خشبة المسرح القومي في ام درمان كان هاشم صديق تواضعاً منه ونسبة لصغر سنه يجلس في (المقاعد الخلفية) مع الجمهور – في الوقت الذي كانت تجلس فيه قيادات حكومة الثورة في المقدمة. والمسرح يضج فرحاً وحراكاً ومحمد الامين مع المجموعة يقدم في النشيد الثوري الذي يعتبر الفتح الغنائي الاول للأغنيات الكبيرة – التي تصل لمرحلة ان تكون (ملحمة) وهي تقدم ابداعاً فنياً فريداً في الكلمات والالحان والاداء الجماعي العجيب.
• قصدت من ذلك ان اقول ان هاشم صديق بكل ابداعاته المختلفة والمتعددة والتى بلغ فيها القمة في كافة المجالات التي طرقها وهو في (زهو الشباب) في ثورة اكتوبر 1964 اختار ان يجلس بعيداً عن الاضواء والقيادات والناس يحتفلون بالثورة وبعمله الفني البديع. وها هو هاشم صديق الآن بكل خبراته وتاريخه المشرف وإبداعاته (المحيط) يبعد عن الاضواء ويجلس في (مقعد خلفي) ايضاً بعد كل مجاهداته ومشقته التي وجدها في نضاله السابق وفي محاربته للنظام البائد.
• لفت انتباهي لذلك ما خطه يراع الاستاذ صلاح شعيب الذي التفت لهاشم صديق بعد ان شعر بالقصور الجماعي في حق مبدع لوّن (بيوت الجالوص) وجعل لها (حنيناً) يؤكد عظيم الانتماء – في زمن كانت تنكر فيه القطط ما تأكل.
(2)
• مثلما كان لهاشم صديق ابداع كان يخرج منه كالرصاص في جسد النظام البائد شعرياً ودرامياً ونقدياً وصحفياً ،بل كان يسبق ذلك دوره في ثورة اكتوبر وفي ثورة ابريل– كان هناك مبدع اخر في مجاله العلمي والأكاديمي جعل للميكانيكي (موسيقى) ، وهو يحول قواعدها ولغتها المعقدة الى ان تكون (فناً) شأنها شأن اللوحات التشكيلية السريالية.
• اقصد بذلك البروف وليم ابراهيم اسعد الذي كان استاذاً للاجيال- وضع بصمته العلمية على كل طلاب الهندسة الميكانيكية، الذين يدركون فضل الرجل عليهم وهم ينقلون عنه رواياته العلمية في كل الانحاء.
• وليد ابراهيم اسعد الاب الروحي للهندسة الميكانيكية في السودان – مرت علينا ذكرى رحيله الاولى في 28 فبراير – وقد دفعني للكتابة عنه تلاميذه وابناؤه اعترافاً بفضل الرجل وتقديراً لمجاهداته التي كانت ضد النظام السابق والتي انتهت بالاطاحة به وانهاء نصف قرن ظل وليم ابراهيم اسعد يأتي فيها لجامعة الخرطوم بالمواصلات العامة من اجل ان ينفع طلبته في قاعات المحاضرات بعلمه العظيم ثم يخرج منها بعد (50) عاماً وهو محزون.
• من محاسن الصدف ان وزيرة الشباب والرياضة المهندسة ولاء عصام البوشي كانت احدى تلميذاته في جامعة الخرطوم وكانت احدى اللائي اعتصمن من اجله في جامعة الخرطوم من اجل عودته الى قاعات الدراسة والمحاضرات بعد ان حرم من ذلك.
• مثل هذا الرجل والذي يقول عنه تلاميذه – (الميكانيكا هي وليم ابراهيم ووليم ابراهيم هو الميكانيكا) جدير بالوقوف عنده وتكريمه والاعتراف بفضله خاصة ان طلبته في كل انحاء العالم يتحدثون لغته (كينماتيكا).
(3)
• لا تجعلوا الثورة يختطفونها من يبحث عن (منصب) او من ينتظر (بطولة) او يستجدى (الاضواء).
• لا تختصروها في (لايف) او (بوست) او (برنامج تلفزيوني) يبدأ فيه المتحدث بالترحم على الشهداء.
• هذه الثورة العظيمة لم تصنع في 13 ديسمبر 2018م.
• تلك الثورة صنعت في اشعار محجوب شريف ومحمد الحسن سالم حميد وهاشم صديق وازهري محمد علي ومحمد طه القدال – تلك الثورة كانت في (مواقف) ابوعركي البخيت التي ظلت ثابتة وراسخة (30) عاماً غير قابلة للتبدل والاستبدال.
• ثورة ديسمبر المجيدة كانت في (تفاني) البروفيسور وليم ابراهيم اسعد وفي خدمته الطويلة واخلاصه الذي علّم طلبته (الاعتصام) لاجله عندما كان انتهازيو النظام البائد وانصاره يصلون ويصومون بشعارات من جنس (ما لدنيا قد عملنا) و (فلترق كل الدماء)، وكانت درجة (الشهيد) ومنحة (البطل) تمنح من (اكاديمياتهم الخاصة) ، وكانت شهادة (الخبرة) والدرجات (العلمية) تمنحها (مزارع دواجنهم)!!.
• لقد خرج وليم ابراهيم غاضباً من جامعة الخرطوم ومات على فراشه في 28 فبراير 2019 وهو يتابع مواكب الشعب السوداني ضد النظام في الحدث والعربية والجزيرة.
(4)
• بغم /
• بنزين تجاري!!.
• جازولين تجاري!!.
• رغيف تجاري!!.
• للمعلومية – السمك (التجاري) عنده (ثلاثة) عيون، و(شوكة) فقط في (سعره)!!.

The post للناطقين (كينماتيكا) appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد