اخبار السودان لحظة بلحظة

أسامة عبد الماجد يكتب: هل الثورية (قحاتة) ؟

٭ ليس الغريب أن تقر الحكومة بفشلها في الاتفاق مع الجبهة الثورية بشأن تسمية ولاة جدد وأعضاء البرلمان .. لكن الأغرب أن تبدو الحكومة الانتقالية وكأنها الإنقاذ في نسخة جديدة .. وجه الشبه بات كبيراً خاصة فيما يلي مفاوضات جوبا.
٭ الجبهة الثورية أصبحت غريبة على الحكومة الانتقالية وتعاندها .. وتستخدم معها أسلوب المناورة والمراوغة وكذلك (الجرجرة) .. ذات الحال كان أيام التفاوض في عهد النظام السابق .. ليس هناك مايشير أو يعزز الحديث بأن حملة السلاح جزء من مكونات قوى الحرية والتغيير.
٭ إن كانت الثورية جزء من الحكومة الانتقالية فما الذي يمنع الجميع من التراضي .. جميعهم في مركب واحدة .. وجميعهم هدفهم واحد – إطاحة البشير – فهل تفرقهم اليوم (المناصب) و(المكاسب) .. قادة (قحت) يرددون أنهم لن ينتهجوا سياسة النظام السابق بتقسيم المناصب بـ(الكيانات) لا (الكفاءات).
٭ واقع الحال كذب تلك الشعارات .. والثورية صريحة وجريئة .. يقول قادتها بكل وضوح سنشارك في السلطة ويطالبون بنصيبهم .. وتدور الأيام ويتم تقاسم (الكيكة) بنسب جهوية مناطقية .. (20% لابناء دارفور و14% لابناء الشرق بالخدمة المدنية).
٭ حسناً .. ما النهج الجديد الذي سارت عليه الحكومة والحرية والتغيير في مفاوضات جوبا .. وما هو الاختلاف بينها والنظام السابق .. بل الذي أراه أن الإنقاذ كانت تتقاسم السلطة وكراسي الوزارات .. ولم تزحف نحو الخدمة المدنية بالشكل السافر الذي تم الإعلان عنه في جولات التفاوض بجوبا.
٭ حتى الآن لم تعقد الحكومة مؤتمرات صحفية ذات وزن لتوضح موقفها الحقيقي من مفاوضات جوبا .. الذي يتراءي للناس أن الثورية تمارس الابتزاز والجانب الآخر منهجه الاتزان .. وأن الثورية لاهثة نحو السلطة والحكومة ورافعتها السياسية (قحت) زاهدة .. وبالمقابل فإن النتائج تختلف.
٭ الأوضاع الاقتصادية بالداخل خانقة .. والمفاوضات فيها قدر كبير من التعتيم للحقائق .. وعرض المعلومات تنقصه الشفافية .. على سبيل المثال ما الذي يجعل المفاوضات بشأن الولاة تفشل .. هل حركات دارفور طالبت بمنصب الوالي في ولايات دارفور الخمس .. وهل الشعبية طالبت بكل كردفان والنيل الأزرق؟.
٭ كلها اسئلة كان يفترض أن تأتي إجاباتها مترادفة مع الإعلان الذي تم بواسطة الناطق باسم وفد التفاوض عضو السيادة محمد التعايشي أمس، عن فشل الاتفاق مع الثورية بشأن الولاة .. إن الأوضاع بجوبا تبدو مربكة للغاية .. ولا يبدو أي ترتيب محكم وجيد من جانب الحكومة للمفاوضات.
٭ الوقت يمضي دون أن تستشعر الحكومة خطورة إطالة أمد التفاوض .. ومن الجانب الآخر فان الجبهة الثورية وكأنها تراهن على أمر ما .. أو باتت غير راغبة في التعامل مع الحكومة وتحديداً المكون المدني .. غير متناسين أن قادة الثورية كثيراً ماصوبوا انتقادات حادة للحكومة والحرية والتغيير.
٭ مفاوضات جوبا ثغرة واضحة يمكن أن تؤتى منها الحكومة .. قراءة الملعب ممكنة والمرمى الحكومي يبدو مكشوفاً.

 

 

 

 

 

 

 

 

صحيفة أخر لحظة

اترك رد