اخبار السودان لحظة بلحظة

هذه البلاد لم يضرها غير (خبرائها)

محمد عبد الماجد

(1)

إبان الحراك الثوري كانت تظهر في الفضائيات العربية شخصيات هلامية يطلق عليهم صفة (الخبراء) – وكان كل منهم يتقدم اسمه صفة (خبير) في شيء ما، او في مجال محدد– لعل القنوات تقصد ان  تطلق صفة (الخبير) على من تستضيفه حتى تصنع لما يقوله (قيمة)- وحتى تثبت الفضائية انها تعمل (بمهنية) تامة، لذلك تستضيف (خبيراً) في كل موضوع تطرحه للنقاش او تستوثق فيه عن المعلومة والتحليل العلمي والمهني، لتخلي مسؤوليتها عن ما تريد ان تقوله فيقوله نيابة عنها ذلك (الخبير) الذي تستضيفه القناة.

لهذا فان الفضائيات والاذاعات والوكالات والصحف ايضاً ساعدت على انتحال الصفة من قبل شخص لا يستحقها.

الاكيد ان الشهادات العلمية لها مكانتها وتقديرها – كما للخبرة وضعها وقدرتها على التحليل والاضافة (ولا ينبِّئك مثل خبير)، ان كانت (الخبرة) مكتسبة بحق– ولكن عندما تمنح صفة (الخبير) وتطلق على من لا يستحقها يختلط الحابل بالنابل ويبقى التحليل اشبه بما كان يتفوه به (يونس شلبي) في مسرحية (مدرسة المشاغبين) عندما كان يعجز ان يتفوه بجملة مفيدة واحدة.

(2)

نحن عندنا عقدة (استراتيجيات)- ما ان يقال لك عن شخص ما انه (خبير استراتيجي) إلّا توقفت حواسك، لتنتبه لما يتوفه به ذلك الخبير (الاستراتيجي).. لذلك نحن احياناً بعمد ندخل مصطلح (استراتيجي) في كل خطاب نريد ان نجمّله، ولا نعدم من استعمال مصطلح (استراتيجية) وان كنا نريد ان نصلّح فولاً.

الناس تذكر بعد تفجر الثورة المجيدة في 13 ديسمبر 2018م اللواء عبد الهادي عبد الباسط وهو شخصية (نمطية) كانت تظهر في الفضائيات العربية وتحديداً في قناة الجزيرة للدفاع عن النظام البائد وهو يحمل صفة (الخبير الاستراتيجي)… واحياناً كانوا يطلقون عليه صفة (الخبير الاقتصادي) بحسب الموضوع الذي يستضيفونه فيه – فهو خبير في كل.

قناة الجزيرة كانت حتى تمنح لكلامه (قيمة) – خاصة في ظل الهبوط الذي يمارسه الرجل في تحليلاته فتمنحه عوضاً تلك الصفات – الخبير الامني والعسكري المستقل والذي عمل استاذاً باكاديمية الامن العليا لاحداث توازن بين ما يقوله وبين خبراته المتعددة – ثم تكتب اسفل صورته الخبير الاستراتيجي اللواء عبدالباسط عبدالهادي.

اين ذلك الرجل؟.

الرجل كان يقدم صورة سيئة لكل من يحمل صفة (الخبير)، ولو ان للخبرة نيابة عامة لرفعت عليه دعوى اشانة سمعة.

اللواء عبدالباسط عبدالهادي الذي كان يدافع عن نظام الانقاذ بطريقة تجعلك تشعر على الاقل بايمان الرجل بما يقوله – ظهر في افلام قناة العربية الوثائقية التى بثت تحت عنوان (الاسرار الكبرى – جماعة الاخوان) في الغرف المغلقة للحركة الاسلامية وهو يتحدث عن النظام بغير ما كان يتفوه به في الفضائيات ناعياً له ومشيعاً ليناقض نفسه بصورة تؤكد ان صفة (خبير) حصل عليها من طلمبة وقود.

اعتقد ان من مستلزمات درجة (خبير) ومن مستوجبات الامانة فيها، ألا يكون هناك تنقاض في القول في ما يقول في المنابر الاعلامية وما يقال في كواليسها.

(3)

دون اللواء عبدالباسط عبدالهادي هناك (خبراء) نشاهدهم في فضائيات عربية ومحلية ما انزل الله بها من سلطان– وهم يتحدثون في كل شيء بعد ان يمنحوا صك (الخبرة) من الفضائية التي تستضيفهم.

الخبير الاقتصادي – الخبير الرياضي – الخبير في العلاقات السودانية الصينية – الخبير في البيوتات التجارية – الخبيرة في التجميل وتفتيح البشرة، حتى (كورونا) وجدت احدى الفضائيات تستضيف شخصاً اطلقت عليه (الخبير في كورونا).

قناة سودانية 24 في هذا الاسبوع وفي احد برامجها المسائية 24 قيراط وفي فقرة تريند طرحت موضوع : (الحب خارج إطار الزوجية) للحديث عنه، ثم استضافت القناة سيدة اطلقت عليها صفة (خبيرة علاقات أسرية واستشارية).

لا ادري اين اكتسبت تلك الخبرة؟.

هل تؤجد مؤسسات تمنح هذه الدرجة (خبير علاقات أسرية واستشارية).

ما نفلعه نحن في (الخبرة) امر مؤسف ومخز وهو يصل بنا تجنيّاً بالخبرة لمرحلة (المرمطة).

الخبراء الذين يتحدثون لنا من منطلق تلك الخبرة يتفوهون بامور مضحكة – يمكن ان تكون لها عواقب وخيمة، لأنهم يحملون (كود) المرور للناس من خلال صفة (خبير) التي لم يكتب الله لهم منها شيئاً.

اعتقد ان كلمة (خبير) يستعاض بها بدلاً عن الدرجات العلمية والشهادات الاكاديمية نسبة لمطاطية الكلمة ولشموليتها – اذ لا توجد اسس وبنود متفق عليها لمنح درجة (خبير).. وهي درجة تتفضل بها الفضائيات وتمنح على عواهنها في سبيل (المجاملة) واعلاء شأن الحديث.

اذا مكثت في مهنة (50) سنة فلا يعني ذلك انك اصبحت (خبيراً) في مجالك ان لم تستوف اشتراطات اخرى.

(4)

بغم /

كتب الباشمهندس الطيب مصطفى امس : (انه عهد الظلم والظلمات الذي يسجن وداد بابكر في كوبر بلا جريرة غير انها زوجة البشير).

لو ان الزواج  من البشير تهمة يمكن العقاب عليها وسبباً للاعتقال والدخول للسجون لما تركت زوجة البشير الاولى السيدة فاطمة خالد حرة وطليقة، وهي قد سبقت وداد بابكر في زواجها من البشير بعشرات السنوات.

انهم عندما لم يجدوا النصف (الفارغ) من الكوب للحديث عنه، ذهبوا يحدثونا عن النصف (الفارع) من الكوب.

النظام السابق كان يذل النساء في (بنطال) او في (طرحة) سقطت بغير قصد، هل اضحى الامر صعباً الآن عندما اقترن بوداد بابكر وهي يحقق معها في قضايا فساد.

البنت الشيوعية التى اخرجت من (شنطتها) بندقية خرطوش وصوبتها على صدر الشهيد بابكر عبدالحميد لم تكن تحمل في شنطتها غير (حق المواصلات).

المصطفى عليه الصلاة والسلام كان يقول والله لو سرقت فاطمة بنت محمد لقطع محمد يدها – ووداد بابكر لا حماية لها من القانون.

The post هذه البلاد لم يضرها غير (خبرائها) appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد