اخبار السودان لحظة بلحظة

مــــــروريـات!!

د. حسن التيجاني أحمد

>  الحديث عن شرطة المرور لا ينقطع إلا بنفاذ آخر نقطة جاز أو بنزين من على فوهة مسدس محطات توزيع البترول بمشتقاته لا قدر الله أو باحتجاب الشمس.

لكن طالما هناك وقود يحرك السيارات ستظل الشرطة في المرور تتصدر الوقوف على مقدمة الطرقات موجهة ومرشدة، من أجل سلامة مرورية تضمن بها الإدارة العامة للمرور حياة المواطنين وسلامتهم.

>  والعمل في شرطة المرور نوع من أنواع الفن والإبداع، بدءاً بزيهم الأبيض الناصع البياض وجونتاتهم البيضاء التي يلوحون بها بغرض تنظيم سير المرور وفتح الطرقات تفادياً للتزاحم المروري وحل الضائقة المرورية.

>  العمل المروري في السودان عمل بجهد كبير، وفي ظروف البلد يعتبر جيداً، وأنه يشهد بفضل جهود الرجال تطوراً مطرداً وكل يوم يشهد جديداً … لأنه عمل فني يقبل التطور… والآن تجديد الرخصة بالمجمعات يتم خلال دقائق واستخراجها خلال سويعات، وحتى ترخيص السيارات أصبحت إجراءاته سهلة، خاصة بعد توسيع وتعدد المواعين الخاصة بهذه الإجراءات.

>  لكن لم تعد مفاهيم العمل المروري بذات المفاهيم التي انطلقت بها رئاسة الشرطة… بداية من تطور وتقدم وسرعة وجودة الأداء، وذلك بسبب الظروف التي مرت بها البلاد من حال السيولة السياسية التي أثرت كثيراً في حصيلة النتاج النهائي لجودة الأداء الذي رسمته رئاسة الشرطة ممثلة في الإدارة العامة للمرور من أجل خدمة العمل المروري بالبلاد.

>  تعلمون ويعلم العالم أجمع أن الطريق واحد، وهو من أهم عناصر العملية المرورية إذا كان العاملان الآخران هما القائد والمركبة… وبالتالي لم يعد الطريق ممهداً ولا سالكاً لما اعتراه من خراب سابقاً، وبالتالي ينعكس ذلك سلباً على العملية المرورية برمتها، حيث يصعب على رجل المرور أن يوجه خط السير على حسب خطته الموضوعة سلفاً.

>  أيضاً قائد المركبة لا يمكن له أن يجيد قيادة مركبته في ظل هذه الظروف الخاصة بالطريق غير الصالح للسير، وهذا يجعله يخالف قوانين وضوابط المرور مما يوقعه تحت طائلة المخالفات المرورية… وهذا ربما له انعكاساته السالبة على البعد الجنائي الذي يقع من القائد للمركبة حين يوجهه رجل المرور فلا ينصاع له، وهذا يوقع قائد المركبة في المخالفة، لأن الطريق غير القانوني يساهم في هذا الخلل التطبيقي. وهنا يظهر رجل المرور بمظهر غير صحيح، وكأنه يميل لأخذ الأمر بشدة أو بغلظة، ويسعى لإيقاع الناس من مستخدمي الطريق في المخالفات، وهنا يسميها بعض المواطنين وأجهزة الإعلام دون وجه حق (الجبايات)… وهي في واقع الأمر مخالفات مرورية وغرامات تجتهد إدارة المرور في إنزالها كنوع من أنواع العقوبات لتقليل الخطأ المروري الذي يرد نتيجة هذه المخالفات، والذي ربما يتسبب في أضرار قد تكون وراءها خسائر قد تصل حد فقدان الأرواح، كما يحدث في الحوادث المرورية خاصة في الطرق السريعة.

>  الحديث عن المركبة لا ينفك عن العنصرين السابقين، فالمسألة متشابكة مع بعضها البعض مباشرةً تخلق في حالة تدهورها المخالفة القاتلة، ولذا يجب أن تكون المركبة جاهزة، لكن حقيقة لو تمعنا في الأمر جيداً وقرأنا بين سطور أركان هذا المثلث الثلاثة، نجد أنها كلها تقوم على صحة هذا القائد الذي يمثل الانسان، فمتى أحسن هذا الإنسان الصنع في الطريق والمركبة وادار بجدارة ومهارة السيارة وانتظم بضوابط وقوانين المرور كلها، كان الطريق خالياً من المخالفات.. لذا لبداية تحسين حال العملية المرورية برمتها، يجب أن ننتبه إلى القائد الذي هو الإنسان وما أدراك ما الإنسان!!

>  لذا نجد أن إدارة الإعلام بكل من دائرة اعلام شرطة الولاية وإدارات شرطة المرور في إداراتها العامة، تحرص على تبصير الإنسان، فالمركبة لا يمكن إرشادها، ولكن الإرشاد للإنسان الذي يمثل القائد لها، وتبصيره يأتي في أن يحسن أمر سيارته من مراجعتها في إطاراتها وماكينتها وكل ما يتعلق بأمر (كوابحها)، فهو بكل مواقع الإدارة العامة للمرور يتقدم كل المحاضرات والندوات والإرشادات، إضافة لإنزال العقوبات الخاصة بالمخالفات التي تأتي في شكل غرامات مالية.. وهذه الغرامات ربما تذهب للإصلاح في الطرق أو الطريق الذي يمثل الركن الثالث في العملية المرورية وترميمه وإصلاحه.

>  لكن يمكن أن نقول إن المرور في إدارته العامة يحتاج بشدة إلى الإعلام، ولذا يمكن إضافته كركن رابع، ولكنه أكثر أهميةً لأنه يباشر العمل مع قائد المركبة مباشرةً بالتوعية والإرشاد.

>  إذن نتفق في أن العملية المرورية بلا إعلام مروري تصبح فاقدة لركن مهم رابع، وهو الإعلام الذي يأتي دوره متعاظماً متمثلاً في التوعية والإرشاد والتوجيه، ويمكن للإعلام لو كان حاضراً دائماً، أن يساعد في حسن قيادة المركبة.

 (إن قُدِّرَ لنا نعود).

The post مــــــروريـات!! appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد