صبرى محمد علي (العيكورة)
Sabri-1961@hotmail.com
هؤلاء لن يدعموك (كِده للّه) أقولها للمرة الألف للسيّد وزير المالية الدكتور ابراهيم البدوي مُلتقى مجموعة أصدقاء السودان تكونت بالسويد كمجموعة غير رسمية في العام 2018م ثم أصبحت رسمية بعد اندلاع الثورة في العام 2019م أعلنت الاسبوع الماضى عن تأجيل مُلتقاها المُزمع عقده لدعم حكومة السودان من أبريل القادم الى مُنتصف يونيو لم يُورد وزير المالية وهو يُعلن الخبر سبباً للتأجيل غير أن بعض المُراقبين رجّح فرضية أن (الأصدقاء) فضلوا أن يؤجّل مُؤتمرهُم بعد مؤتمر الحكومة السودانية المُتوقع عقده بالخرطوم في أبريل القادم حتى يُبنى على توصياته . وأظُنه سبباً وجيهاً (برأيي). ولكن السؤال هُو ما مقدار الدعم المُتوقع الذي يُعوِل عليه وزير الماليه وهل سيكون هذا (الترياق) بعيداً عن رهن إرادتنا و مواردنا للغير وخالياً من الشروط والأجندة المُذلّة؟ المؤتمر وحده ما سيجيب على هذه الاسئلة ، وشخصيّاً لستُ مُتفائلاً بالدعم الخارجى الخالى من الشُروط و(حليل زمن الحنان يابا) وعلى كل حال دعُونا ننتظر (ود البدوي) .
ولكن هل يملك السودان مشاريع جاهزة وبرامج محددة يدفع بها الى مُؤتمر المانحين أم سيظل كسابقاته قراءة أوراق (بحثية) تحدثنا عن ثرواتنا ثم يُدفع بها الى لجان واخرى مُنبثقة لا يجنى منها السودان سوى الكلام وتبادُل الأماني الطيّبة . إذاً على الحكومة أن تدخل هذين المؤتمرين بعقلية (التجار) فلدينا الموارد ومقومات النهوض وليأتونا بمالهم وتقانتهم وفق شراكة استراتيجية تحكمها المنفعة المُتبادلة و حِفظ حق الأجيال القادمة بشراكة لا تعرف الاحتكار الحصرى لمُستثمر دون آخر ولا تؤمن بالاحتلال الناعم لثرواتنا (تسعة وتسعون) عاماً لإيجار الأراضي الزراعية وخمسون عاماً للموانئ (لا) يا سيدي نريد أن نزرع القمح لنحصد بعد أربعة اشهر ونسمن العجول لنذبح ونأكل بعد شهرين فما نهضت أمة ببطون جائعة ، ولتتوقف الحكومة عن مطاردة (لوارى) الخضار و(درداقات) الكادحين، دعوا منتجاتنا تنساب بين الولايات بلا رسوم ، ادعموا مدخلات الانتاج بالوقود و(الميكنة) والرعاية البيطرية، يا أخي السيارات (المبردة) العملاقة تصل (جدة) يومياً بها من خيرات السودان (والّله) ما لم نره بالخليج وإنساننا تقتله (الأنيميا) كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول.
سيدي وزير المالية راجع خطتكم قبل انعقاد مؤتمر الخرطوم فقد مل الناس الوعود حتى سخر منّا الآخرون (أننا أغنياء بمواردنا فقراء بغبائنا)، يا سيدي قدم مشاريعك وفي (جيبك) (133) مليون رأس من الأنعام و(5) مليارات برميل احتياطى نفطى ومئات الأطنان من الغاز الطبيعى تحرق يومياً وصناعة (بتروكيماويات) وأسمدة غائبة تماماً عن صناعة النفط بالسودان وما يقارب الـ(200) طن من الذهب سنوياً لا تدخل جميعها خزينة الدولة وأطنان من (المانجو) نحرقها سنوياً اتقاءً للذباب تنتظر التصنيع ومخزون من النحاس والكروم والحديد. ومشاريع زراعية مُكتملة البُنية التحتيه وأراضٍ بكرٍ تئنُ من عبورها اللّوارى . فماذا تنتظر؟ أطرح مشاريعك يا سيدى بوطنية وتفاؤل وكُن مِهنياً ولا تكُن (آيدلوجياً) فمن أصلح انبوب النفط المعطُوب هُم مُهندسو (الكيزان) فما العيبُ في ذلك؟ .
يا سيدي الثروة الحيوانية تكفينا اذا أحسنّا الادارة . (هُولندا) تًصدر لحوماً ومشتقات الالبان بما يُعادل ضِعف صادرات العالم العربى وربع إنتاج العالم من الطماطم يأتي منها ،البرازيل تُصدر لُحُوم مُجمّدة بمبلغ تجاوز الخمسين مليار دولار سنوياً هى ضعف ميزانية السودان صدروا حتى (الكوارع) و(الكرشة) لم يتركُوها ، يا سيدي الهُنود صدروا البصلة المُحمّرة (الكُشنة) (إي وربُ الكعبة) ، لبنان والأردن يُصدران الملوخية الناشفة (أمْ تَكشُو) أفهمت يا سيدي كيف ينمُو الاقتصاد بتشجيع الصناعات الصغيرة؟ فدعك من المانحين و التفت الى الداخل ، فهؤلاء لن يأتوك إلا و(فلوسهم) في جيوبهم الخلفية ولن يدفعُوا إلا إذا حسبوا أرباحهم بدقه فكُن تاجراً حاذقاً و إحذر أن تبيع شيئاً لا تملكهُ .
تجار البقالات لا يعنيهم الجرد السنوى كثيراً بقدر ما تَهُمُهم المُتابعة اليومية وهذا ما يجعلهُم مُلمين بكُلِ (تمرة) أو(حجر طحنية) ولعل هذا ما يحتاجه السودان بابٌ و شباك وميزان واحد يكفى و اللبيبُ بالإشارةُ يفهمُ.
كانت عمتي (رحمهاالله) امرأة كادحة تصنع الطعمية واللقيمات وكانت تستدعينى كل مغرب لفرز (الكيمان) كما تُسميها وهى أن أحسب لها تكلفة المواد ليوم غدٍ الدقيق، الزيت، الفحم لدكان (ود الهادي) وتستلم فائض المبلغ الذى تعتبره ربحها وذات مرة طلبتُ منها أن تؤجل هذه المُحاسبة لنهاية الاسبوع او نهاية كُلّ شهر فكانت ترفض بشدة بقولها (شغلة اللخبته دى ما بدورا). أهدى هذه الجملة لمعالي الوزير.
قبل ما أنسى : تخصيص شركة (الفاخر) باحتكار تصدير الذهب مُش ده ياهُو (الهِناي) الخايفين منو؟
The post (حليل زمن الحنان يابا) appeared first on الانتباهة أون لاين.