اخبار السودان لحظة بلحظة

ملفات غائبة في زيارة الرئيس الألماني!

كمال عوض

> شغلت زيارة الرئيس الألماني فرانك فالتر شتاينماير للسودان العالم، وتسارعت وكالات الأنباء لنشر تفاصيل الزيارة التي جاءت بعد عزلة دولية استمرت لسنوات طويلة.

> خلال متابعتي للقاءات الرئيس الألماني بقادة الحكومة في البلاد بشقيها العسكري والمدني، لاحظت أن هناك كثيراً من الملفات ظلت غائبة، أو تم تناولها على عجل رغم تأثيرها.

> اهتم الناس بالخطأ المراسمي في طابور الشرف وبدلة حمدوك، وتجاهلوا أهم القضايا السياسية والاقتصادية التي تحدد مصير السودان في المستقبل القريب.

> تاريخ ألمانيا السياسي مع السودان طويل وممتد منذ أزمان، لكن دورها الأكبر يظهر بقوة في قضية دارفور، حيث كانت اللاعب الأبرز في هذا الملف الخطير.

> سأعود بكم إلى الوراء قليلاً عندما استضافت مدينة هرمانسبورغ في عام 2006م مؤتمراً حول الصراع من أجل السلام في السودان، وطالبت فيه حكومة برلين المجتمع الدولي بالتعاون لحل أزمة دارفور.

> كانت ألمانيا مركزاً لقادة الكفاح المسلح ومنطلقاً لنشاطهم، لكننا لم نسمع بدور فاعل لها الآن في المفاوضات الجارية بجوبا عاصمة دولة السودان لتحقيق حلم السلام الشامل الذي انتظرناه طويلاً.

> أقول ذلك لأن ألمانيا كانت حاضرة في أبوجا والدوحة وغيرها من منصات التفاوض، وكانت مطالبها واضحة في الضغط على الحكومة لتقديم تنازلات ووقف العمليات القتالية في الإقليم الملتهب آنذاك.

> على ذات الصعيد احتضنت ألمانيا أشرس المعارضين الإسلاميين لحكومة عمر البشير وذلك بعد المفاصلة الشهيرة، وحظي الأمين العام للمؤتمر الشعبي المعتقل حالياً بسجن كوبر د. علي الحاج بمعاملة خاصة، استطاع عبرها إدارة العديد من الملفات ضد الإنقاذ بما فيها قضية دارفور.

> خلال سنوات الإنقاذ توافد عدد لا يستهان به من المعارضين السياسيين صوب برلين، وقاموا بتنظيم مؤتمرات وتحالفات أسهمت بقدر كبير في إسقاط الإسلاميين.

> كنت أتوقع بهذه الخلفية الزاخرة أن يكون لألمانيا دور بارز في تحقيق السلام الشامل وإنقاذ العملية السياسية في السودان من المطبات التي تتعرض لها بين الفينة والأخرى.

> باستطاعة ألمانيا كدولة عظمى أن تضغط بقوة على المجتمع الدولي لإزالة اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإهاب وإنهاء هذا الكابوس المزعج الذي جثم على صدورنا لقرابة ربع قرن.

> أيضاً كان من الممكن للرئيس الألماني أن يعلن بصورة واضحة دعم برلين لكل الخطوات الجارية في مجال الهجرة غير الشرعية من الدول الإفريقية إلى أوروبا، ويعلم الجميع أن السودان دولة معبر لهجرات إنسان القرن الإفريقي، وتحتاج كوادره إلى التدريب المتقدم الذي تتميز فيه ألمانيا.

> وغير بعيد عن هذا الملف كان يجب الإعلان عن اتفاقيات تنقل التكنولوجيا والمعدات المتطورة في مجال مكافحة الجرائم والتدريب عالي المستوى، لأن هذا النوع يحتاج لتنسيق في المحيط الإقليمي والعالمي.

 > أما اقتصادياً فكنا نتمنى أن تكون ملفات التعاون التنموي بين السودان وألمانيا، حاضرة بصورة أكبر، عبر شراكات مع الشركات الألمانية الضخمة كشركة (مارسيدس) التي تعتبر منتجاتها من السيارات وقطع الغيار من أغلى الماركات في الأسواق السودانية، كما أن شركة لوفتهانزا  مازالت طائراتها تتحاشى الهبوط في مطار الخرطوم بعد تعليق رحلاتها قبل سنوات.

> هذا غير ما يمكن أن تقدمه بقية الشركات التي جعلت من ألمانيا عملاق الصناعات في أوروبا والعالم.

> نحن نحتاج إلى صفقات ضخمة لتطوير البنى التحتية وتشغيل كثير من المصانع المتوقفة، ونأمل في رؤى متقدمة تجذب رؤوس الأموال الأجنبية للاستثمار المفيد في ثروات السودان الزراعية والمعدنية والحيوانية.

> علينا الاستفادة القصوى من مثل هذه الزيارات المهمة، وإنجاز ما يعيننا على التقدم والنماء، بعيداً عن العبارات الفضفاضة والأحاديث العاطفية التي تجاوزها الزمن.

The post ملفات غائبة في زيارة الرئيس الألماني! appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد