اخبار السودان لحظة بلحظة

طلاب المدارس .. «ضحــايا الأزمات» !

الخرطوم : نجلاء عباس

تأزم الوضع الاقتصادي بالبلاد لما فيه من خلل وفجوات في أهم الجوانب الخدمية من «خبز ووقود»، ليصبح المواطن هو الضحية. ولكن عندما يكون «الأطفال « الأكثر تأثيرا،ً لا شك أن الأمر قد يحتاج الى تدخل عاجل من السلطات.
الكثير من شكاوى أولياء الأمور وصلت « الإنتباهة» مما استدعى الأمر أن تتحرك وتدخل أسوار المدارس لكشف أوضاع التلاميذ في ظل هذه الأزمات ومعرفة التدابير التي تقوم بها إدارة المدارس لتخفيف حدة المعاناة .
خرق القوانين :
وبالرغم من الرقابة المشددة على المدارس ومنع خروج الطالبات من سور المدرسة خلال اليوم الدراسي، إلا أن أزمة الخبز خرقت القوانيين لتسمح مديرة بإحدى المدارس لطالباتها بالذهاب الى المنزل لتناول وجبة الإفطار. ويوضح مدير إحدى المدارس لـ»الإنتباهة» أن مدرسته تضم «1600 «طالب وطالبة. وقال هناك ضائقة في العيش والوقود ونحن في المدرسة لم تطلنا أزمة الحبز لأننا نتعامل مع أفران تقوم بتوفير الخبز الذي نحتاجه. وتقول مديرة مدرسة إنه قبل يومين لم تجد العاملة ببوفية المدرسة الخبز بالفرن ما دعانا الى أن نسمح للطالبات اللاتي منازلهن بالقرب من المدرسة أن يذهبن لتناول الإفطار أما البقية فلم يفطرن في ذلك اليوم حتى نهاية الدوام الدراسي. بينما يشكو عامل بوفيه بمدرسة بام درمان أن الأزمة صعبة خاصة لطلاب المدارس. وأضاف أن واجبنا توفير وجبة الإفطار لأنهم ممنوعين من الخروج أثناء اليوم الدراسي. وتابع إن الطلاب في بعض الأحيان لايكملون اليوم الدراسي بسبب عدم تناولهم وجبة الإفطار. وقال بالرغم من أنه يتم تأخير فسحة الفطور لتوفير الخبز، إلا أننا نعجز عن توفير الكمية المطلوبة بالإضافة الى عدم تمكننا من توفير وجبة الغداء للصف الثامن الذين يظلون في معسكر دراسي بالمدرسة حتى الفترة المسائية.
ولفت الى محاولتهم حل الإشكال بشراء الخبز على دفعتين لا تتجاوز «100 و150 « رغيفة للفترة الصباحية. أما المواطن نجم الدين أحمد، فيعمل ببوفية مدرسة البنات. وقال إن الفرن الواحد لايسمح لنا بأكثر من 30 او20 رغيفة لذلك نذهب لأكثر من فرن لالتزامنا بإفطار التلاميذ. وقال إن الفرن الذي كنت أتعامل معه توقف عن العمل لعدم توفر حصص الدقيق، مشيراً الى أن بعض الأفران ترفض أن تبيعنا كميات كافية لأنهم مرتبطين بموزعين آخرين والبعض يتحجج بانعدام الدقيق .
رخصة خبز
ولم تتنه المعاناة هنا، بل امتدت الى أصحاب المخابز الذين أصبحوا مراقبين من قبل لجان المقاومة خاصة في توزيع الخبز سواء للمواطن او المدارس او حتى الكافتريات ليقول أحد أصحاب المخابز العم يحيى لـ»الإنتباهة» إنه أوقف توزيع الخبز للمدارس بسبب الإجراءات العقيمة التي يحتاج عملها بداية بتصديق وترخيص من لجان المقاومة وكثرة الأسئلة حول الكمية والمدرسة المعنية وغيرها مما جعله يكتفي بالبيع للمواطنين فقط .
سوق أسود
عانت المدارس الأمرين نتيجة الأزمات التي لحقت بالبلاد منذ أواخر العام الماضي وبداية الحالي لأحداث سياسية وأزمات اقتصادية تمثلت في انعدام الخبز والوقود وما يواجهه السائقون من أزمة جاز ليشكو مدير مدرسة من تأخر التراحيل في الفترة الصباحية وحضور الطلاب عقب «طابور الصباح»، إضافة الى تأخر بعض المعلمين عن الدوام الدراسي وتغيب البعض الآخر بسبب انعدام المواصلات. ويقول مجدي صاحب ترحيل مدرسي لـ»الإنتباهة» إن عدم توفر الجاز عائق كبير وفي بعض الأحيان لانجد الجاز للترحيل فنقوم باستلافة من السائقين الآخرين ونقضي ساعات طويلة في صفوف الجاز مما سبب لنا الكثير من الإشكالات مع إدارة الترحيل. مما دعا كثير من أصحاب التراحيل أن يوفروا الجاز بشرائه من السوق السوداء الذي تصل قيمة الجالون لـ»100» جنيه.

The post طلاب المدارس .. «ضحــايا الأزمات» ! appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد