الخرطوم: عبد الرؤوف طه
عاشت الخرطوم ساعات الخوف والرعب بعد شيوع انباء عن دخول ستة من مواطني الصين في الخرطوم عبر مطارها الدولي، وازدادت المخاوف بعد انتشار أنباء تتحدث عن اصابتهم بفيروس (كورونا) القاتل، ولكن سرعان ما هرعت وزارة الصحة بولاية الخرطوم واخرجت بياناً صحفياً حمل في طياته تفاصيل دخول الصينيين في الخرطوم.
تسلل أم دخول
دارت تساؤلات متعددة عن كيفية دخول الصينيين في الخرطوم.. هل عبروا عن طريق مطار الخرطوم ام تسللوا خلسة دون اخضاعهم للفحص الطبي، سيما في ظل الاجراءات الاحترازية التي تفرضها وزارة الصحة على القادمين من الصين، ووزارة الصحة في التعميم الصحفي كشف عن ان دخول المواطنين الصينيين في الخرطوم لم يكن حديثاً، بل ان بعضهم دخل منذ مطلع فبراير الجاري، وان آخر وفد دخل في الخرطوم كان في الثاني والعشرين من ذات الشهر، ونفت الوزارة في تعميمها الصحفي دخولهم في الخرطوم دون اجراءات طبية.
الاحتجاز بفندق
ويظن البعض ان الصينيين الذين حضروا الى الخرطوم كانوا قادمين من بكين مباشرة للخرطوم، بيد ان وزارة الصحة بولاية الخرطوم تنفي حضورهم المباشر للخرطوم.
وقال مدير الطب الوقائي بالولاية دكتور محمد عبد الرحمن ان ستة اشخاص صينيين اتوا الى الخرطوم من احدى الدول وليس من الصين مباشرة، وانهم بحالة صحية جيدة مع انعدام تام لاية اعراض تخص مرض (كورونا)، وقال لـ (الإنتباهة): (بعد قدموهم للخرطوم اخضعوا للفحص الطبي، ومن ثم تم حجزهم في فندق خاص الى حين الانتهاء من اعمالهم بالخرطوم)، وشدد على عدم اصابة اي شخص منهم باعراض (كورونا)، وقال ان جميع القادمين عبر مطار الخرطوم يخضعون للفحوصات الطبية، سيما تلك التي تتعلق بمرض (كورونا).
مراقبة المعابر
مظان كثيرة تدور في اذهان البعض حول كيفية دخول القادمين للخرطوم عبر المعابر البرية، مثل معبر ارقين بشمال السودان والقلابات بشرق السودان والحدود التشادية مع غرب السودان، اذ يتخوف البعض من عودة بعض السودانيين من الصين عبر المعابر وهم يحملون مرض (كورونا)، الا ان مدير ادارة الاوبئة والطوارئ بوزارة الصحة الاتحادية دكتور بابكر المقبول يقول انهم ضربوا طوقاً على المعابر الامنية، وان كل القادمين منها يتعرضون للفحوصات، مشدداً على عدم دخول أية حالة مشتبه فيها عبر المعابر البرية، وقال لـ (الإنتباهة) ان الوزارة على تنسيق كامل مع الجهات المعنية لمراقبة المطار والمعابر، واخضاع كل العائدين من الصين للفحوصات الطبية، ومن يشتبه فيه يتم وضعه في الحجز.
أرق الأسر
أبدى عدد من اسر السودانيين الموجودين بالصين قلقها على مستقبل ابنائهم، سيما في ظل جمود الحكومة وعدم تحركها لاجلاء المواطنين السودانيين بالصين، رغم مرور اكثر من شهر على انتشار المرض، وطالبت الاسر عبر بيانات احتجاجية وزارة الخارجية بالمسارعة في اجلاء ابنائهم، بينما استنجدت بعض الاسر بدولة الامارات العربية المتحدة من اجل المساعدة في اعادة ابنائها للخرطوم.
لجنة مشتركة
وفي السياق ذاته كشف وزير الدولة بالخارجية عمر قمر الدين لـ (الإنتباهة) عن تشكيل لجنة مشتركة بين وزارة العمل والرعاية الاجتماعية، والعمل مع وزارة الخارجية من اجل اعادة الطلاب السودانيين من الصين، وقال ان سفير السودان بالامارات محمد الامين الكارب يتابع اجراءات اعادتهم بالتنسيق مع السلطات الاماراتية.
عودة سرية
وفي ذات السياق كشف وزير الاعلام والمتحدث باسم الحكومة فيصل محمد صالح، عن تبرع دولة الامارات باعادة السودانيين للخرطوم عبر طيرانها، وقال صالح في تصريحات صحفية ان عملية اعادة السودانيين بالصين تتم في سرية تامة، وانهم لن يعلنوا مواقيت عودتهم للاعلام، وان الكشف عن عودتهم سيكون بعد وضعهم في المقر المخصص لهم. وأشار فيصل صالح الى قرب موعد العودة.
أين سيقيمون؟
والطلاب السودانيون الموجودون بالصين يتراوح عددهم ما بين (190) و (200) شخص، بحسب تقديرات رئيس رابطة الطلاب السودانبين بوهان ابو بكر البابو. ومن المتوقع ان يتم اجلاؤهم بصورة كاملة للخرطوم عبر الطيران الاماراتي، ويكشف مدير ادارة الاوبئة والطوارئ بوزارة الصحة الاتحادية بابكر المقبول عن تخصيص عمارة بوسط الخرطوم للعائدين من الصين. وقال في اوقات سابقة لـ (الإنتباهة) ان وضعهم في وسط الخرطوم ليس مخيفاً، وان الاجراءات الاحترازية الطبية كافية للحيلولة دون وقوع أية اصابات.
سر التأخير
تأخير إجلاء السودانيين من الصين أثار موجة من الغضب، لدرجة وصم البعض الحكومة بالعجز عن اعادة مواطنيها، سيما في ظل تحرك كل الدول التي لديها وجود بشري في الصين، الا ان مصدراً مطلعاً كشف لـ (الإنتباهة) عن اسباب تأخير اجلائهم، قائلاً ان معظم شركات الطيران تتهرب من دخول الصين، سيما مدنية وهان الموبوءة، خشية من اصابة كوادرها بالمرض، وقال ان شركات الطيران هي العامل الاساسي في عملية تأخير اجلاء السودانيين من الصين.
The post (كــورونـــا).. (البعبع) على أبواب الخرطوم!! appeared first on الانتباهة أون لاين.