اخبار السودان لحظة بلحظة

إسحاق من كرامات (الغزالة) إلى كرامات (تراجي)!!

بقلم: الطيب عبدالماجد

(1)
الانزلاق الذي حدث في (استشهادات) الاستاذ اسحاق احمد فضل الله – يؤكد ان اقوى معاقل اعلام الانقاذ – واحد اكبر حرّاس بوابة الاسلام في السودان يتراجع بصورة كبيرة – مما يثبت ان ثورة ديسمبر المجيدة تمضي في الطريق الصحيح.
رغم اعتراضنا على تلك (الازمات) الاقتصادية التي يتعرض لها الشعب السوداني، وحرصنا ألا نبحث لها عن (مبررات) – إلّا ان تركيبة الدولة القوية والحكومة الراسخة في حاجة لأن تمر بهذه (الازمات) – حتى تكتشف (قدراتها) – وحتى تحفّز قوتها (المناعية) – والطفل الذي لا يمرض لا يكتسب جسمه مصدات مناعية ضد الفيروسات والجراثيم.
خلايا المناعة تكوّن من الامراض.
الحكومة الانتقالية اذ تجاوزت هذه المرحلة بكل تعقيداتها الاقتصادية الصعبة – سوف تحقق باذن الله نجاحات كبيرة في الفترة المقبلة – اننا نختبر قوة الحكومة ونستكشف سعة الاحتمال فيها.
ان كانت الحكومة (ضعيفة) و (هشة) فلا اسف عليها ان انهارت او سقطت.
نحن في ظل هذه الاوضاع نحتاج لحكومة مقنعة وقوية – قادرة على التعامل مع كل الاوضاع – ومحتملة لكل الانتقادات التى يمكن ان تتعرض لها.
اذا كانت الحكومة الانتقالية تريد ان تحقق نجاحها بعيداً عن (المؤامرات) – فان لنا ان نقول لهم استقيلوا او ارحلوا – لأن الطبيعي بعد سقوط نظام الانقاذ ان تتعرض البلاد للكثير من المؤامرات والمحن والأزمات.
حققوا نجاحكم من خلال تلك المعطيات – ولا تبحثوا لنا عن (افتراضات ) حتى تحققوا النجاح.
النجاح الذي يأتي بدون صعاب ومن غير مطبات وعراقيل – لا قيمة له ولا معنى.
(2)
اعود للاستاذ الكبير اسحاق احمد فضل الله ، الذي اشرت لانزلاقاته الاخيرة دون ذكرها – اسحاق يبدو قريباً من الاعتراف بفضل الثورة وبفساد النظام البائد – واظن ان الخلاف ليس كبيراً – لأن الحقوق ومكارم الاسلام ومثله الجميلة لا تثبت بالمكابرة ولا بالكذب ولا بقصص اسحاق التى تجعل (الحلو) يموت ثلاث مرات توالياً لتحقق الانقاذ انتصاراً على الحركة الشعبية.
اسحاق احمد فضل الله ان كان حارساً حقاً لبوابة الاسلام – عليه ان يشهد لثورة ديسمبر المجيدة بالسداد – وقد كشفت (مفاسد) الانقاذ وعللها وتعرت شعاراتها التى كانت ترفع نهاراً بغير ما كان يحدث ليلاً.
كتب اسحاق احمد فضل الله امس تثبيتاً لانزلاقه الذي اشرت له : (قلنا ان الحكومة الحالية مهمتها هي …التدمير ثم الهروب … وامس تراجي تقول : حمدوك يدمر لأن عينه على منصب سكرتارية الامم المتحدة).
لا هزيمة اكبر من هذا التحول الذي حدث في استشهادات اسحاق احمد فضل الله الذي كان يستشهد لنا بكرامات (الغزالة) وهي تقف قبر الشهيد – وعاد الآن يؤكد صدقه، ويستبدل قناعاته وقناعة القراء التي يبحث عنها بتصريحات تراجي مصطفى – والتي كانت تجلد النظام البائد بألسنة حداد – وكان اسحاق احمد فضل الله يسخر منها ولا يقف عند تصريحاتها.
هل اصبحت تراجي الآن يعتد بها في قياس الامور، هل اضحت هي (تيرومتر) الحكومة؟.
(3)
ويشهد اسحاق احمد فضل الله ويقول في مساحته امس (المرحوم يس عمر الامام في آخر ايام الانقاذ قال للإسلاميين ..اصبحت اخجل من دعوة الناس للتنظيم الاسلامي) – وقد صدق الامام رحمة الله عليه – ولكن الذي لم يصدق فيه اسحاق ان كلام المرحوم يس عمر الامام لم يكن في اخر ايام الانقاذ – وانما كان ذلك في اخر ايام يس عمر الامام الذي رحل في 22 يوليو 2013 أي قبل سقوط نظام الانقاذ باكثر من (5) سنوات، وهي مدة تمثل سدس فترة الانقاذ في الحكم… مما يؤكد ان (الخجل) من الدعوة للانضمام للتنظيم الاسلامي من شيوخ الحركة الاسلامية وكبارها كان مبكراً.
(4)
بغم /
شكراً للحزب الشيوعي السوداني فهو لو لم يقدم في تاريخه كله غير ان يكون (شماعة) تعلق عليها كل اخفاقات الحكومة الانتقالية، و(منصة) تستقبل كل السهام التى توجه للحكومة لكفاه ذلك.
الحزب الشيوعي هو يقوم بالدور الاعظم الآن – على الاقل يبدد كل (ذخيرة) اسحاق احمد فضل الله والطيب مصطفى في الهواء.

The post إسحاق من كرامات (الغزالة) إلى كرامات (تراجي)!! appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد