اخبار السودان لحظة بلحظة

تغيير المنهج الدراسي.. جدل لا ينتهـي

عرض : حجة
اُثير جدل واسع في الشارع العام حول قضية تعديل المناهج، لتجد المؤيد والمعارض وسط اولياء الامور الذين بينهم من يشكو من كثرة المواد وعدم تناسبها مع المقدرات العقلية لاطفالهم، ولا شك ان التغيير لا يتم الا بجمع الاراء وتكوين لجان للمنهج ويشارك فيها كل الخبراء من ابناء السودان من الداخل والخارج.
وهذا ما دفع عدداً من التربويين والناشطين واولياء امور الطلاب الى الشكوى من صعوبة المناهج الدراسية المقررة خاصة مرحلة الاساس، وطالبوا وزارة التربية والتعليم بتعديلها وتبسيطها، وسبق ان شنت جماعات إسلامية في السودان حملة إعلامية هوجاء ضد مدير المركز القومي للمناهج والبحث التربوي، د.عمر القراي بسبب تصريحاته الداعية لضرورة إجراء تعديلات جذرية للمناهج الدراسية بسبب ما تعرضت له من تشويه إبان عهد الرئيس السابق، عمر البشير.
مراجعات واجبة
وكان مدير مركز المناهج د. القراي قد قال في تصريحات صحفية إن «المنهج الدراسي الحالي تقليدي وقائم على الحفظ والتلقين وليس الفهم كما ينبغي، فضلاً عن أنه يحتوي على مواد كبيرة تشكل عبئاً على التلاميذ، بالإضافة إلى احتوائه على مئات الأخطاء وهو كذلك يحتوي على واجبات تتطلب الحفظ وكثافة القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة على حساب الرياضيات والعلوم» فإن المنهج ينطوي على تسييس واضح ، حيث تم وضعه في إطار برنامج التمكين الذي تبناه النظام الإسلاموي الشمولي، والتي كان من أبرز أهدافه كما قال واضعوه «إعادة صياغة الإنسان السوداني» وفقاً لأيدلوجيا الإسلام السياسي .
من أخطر المفاهيم التي تناولها المنهج هو مفهوم «الوطن» حيث يقول إن الوطن هو «الدولة الإسلامية»، وهذا فهم يعكس الرؤية التي يتبناها تيار الإسلام السياسي بمكوناته المختلفة ولا يعبِر عن رؤى مدارس إسلامية أخرى لا ترى أن الوطن بتعريفه المعاصر يُخالف الدين الإسلامي.
أعباء أسرية
وتقول أم التلميذة نور الشام في مرحلة الاساس لـ»الانتباهة» انها اعتادت على مساعدتها في كتابة الواجبات المدرسية لاحراز نتيجة مشرفة نهاية العام الدراسي، وتشكو من صعوبة مهمتها من جهة، ومن جهه اخرى عدم فائدة عدد كبير منها .وتضيف ايضاً ان المواد تتخطى اثنتي عشرة مادة في بعض الفصول، الامر الذي ينهك التلاميذ ذهنياً وجسدياً وايضاً تقول ان كثيراً من الاطفال في مرحلة الاساس يعانون من حمل الحقيبة المدرسية نظراً الى ثقلها . وايضاً هناك اربع عشرة مادة مفروضة على ابني في مرحلة الثانوي، وهو لا يستطيع في يوم واحد اتمام كل واجباته، واشارت الى صعوبة المواد الاساسية مثل الرياضيات واللغة الانجليزية واللغة العربية، الامر الذي يجعل الاسرة تستعين بـ»مدرسين خصوصيين» وهذا ويشكل عبئاً مالياً على الاسرة.
عدم تكافؤ
ووقفت «الانتباهة» مع عدد من المعلمين لقياس الراي حول تغيير المنهج لتقول مدرسة الرياضيات بمدرسة بام درمان غادة محمد، ان المقرر الجديد كتبه كبيرة وفيها صعوبة بالنسبة لاعمارهم وخصوصاً مادة الرياضيات كانت تدرس للصف الرابع مثل مضاعفة الاعداد وذلك لا يتناسب مع اعمارهم، وايضاً يعاني الصف الثاني من نفس المشكلة في باب القياس والتقريب، فهو يحتاج الى مهارات واساس متين. اما معلمة اللغة العربية ميساء محمد تقول ان الصفوف الثالث والرابع والخامس تدرس ثماني حصص في اليوم من الساعة الثامنة صباحاً الى الثانية ظهراً ويعانون من مشكلة كثرة المواد وصعوبة استيعابها ، منها الجغرافيا والتاريخ والحاسوب وهذا قد يرهقهم جسدياً وعقلياً لانها متشابهة ومتكررة، وايضاً تقول ان هنالك مواداً لا تناسب سنهم في العلوم مثل باب التكاثر والنسل .
تسييس المنهج
فيما اعرب مدير ادارة المناهج ياسر محمد ابراهيم، رفضه ذكر الجانب السلبي باعتباره من ضمن الذين وضعوا المنهج ،ووصفه بافضل منهج ،وضع عن طريق خبراء التربية وخبراء من علم النفس وخبراء احصاء وتمت دراسة محكمة للمجتمع داخل العاصمة والولايات من تلاميذ واساتذة، كما اضاف ان الشكاوى التي تصل اليهم من الاساتذة هي فقط بسبب الوقت فهم يريدون ان يتفرغوا لاعمالهم الخاصة من دروس خصوصية في المدارس الخاصة وغيرها من الاعمال، اما بالنسبة لاولياء الامور فهم لا يختارون الموقع الجغرافي والبيئي المناسب لابنائهم بل يركزون على الافضل رغم بعد المسافة ، واذا ازلنا هذه المواد سيحدث فراغ بالنسبة التلاميذ وستزيد اوقات مشاهدتهم للتلفاز والالعاب، ونفى الشائعات التي تقال في الشارع العام كاستهداف القرآن الكريم وتسييس المناهج، لان الذين وضعوا المنهج هم خبراء.

The post تغيير المنهج الدراسي.. جدل لا ينتهـي appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد