اخبار السودان لحظة بلحظة

فريق التطبيع مع السودان.. في انتظار السفارة

الخرطوم: هادية قاسم

قال بنيامين نتنياهو، إن فريقاً إسرائيلياً سيجتمع هذا الأسبوع، للعمل على بلورة خطة لتوسيع التعاون مع السودان، ولفت إلى أن الهدف من اللجنة الإسرائيلية، هو التوصل إلى إكمال التطبيع، وإقامة علاقات دبلوماسية بين السودان وإسرائيل، كما أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية عبور طائرة إسرائيلية (شركة العال) الأجواء السودانية، لأول مرة، إذاً هل ستكون هاتان الخطوتان ( تشكيل اللجنة – وعبور طائرة إسرائيلية ) إعلان صافرة لبداية التطبيع الفعلي مع إسرائيل! وهل ستعبر سحابة الخلافات الداخلية حول الأمر سماء الأجواء السياسية، أم ستكون هنالك غيوم ملبّدة بإمكانها أن تعيق التعاون المُرتقب؟ :-

تاريخي:
سبق أن وصف نتنياهو في تغريدة على حسابه بموقع تويتر، لقاءه برئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق عبدالفتاح البرهان، بـ (التاريخي)، فالخطوة التي تمت بين الطرفين لم تتحقق مسبقاً بالرغم من المحاولات والمشاورات الخفية التي كانت تحدث إبان النظام البائد ولم يُعلن عنها بشكل رسمي .
تأييد
فيما اعتبر رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان، أمر التطبيع مع إسرائيل يلقى تأييداً شعبياً واسعاً، ولا ترفضه إلا مجموعات أيديولوجية محدودة، فيما تقبله بقية مكونات المجتمع، وأكد وجود دور إسرائيلي في قضية رفع اسم السودان من القائمة الأمريكية للدول الراعية للإرهاب .
عبور
حسناً، يمكن القول إن المجلس السيادي الانتقالي يريد أن يعبر عبر التطبيع مع إسرائيل الى أمريكا، والتي أرهقت عقوباتها الاقتصادية جسد البلاد حتى انعكس على الأوضاع الداخلية بشكل ملحوظ، وأن تكون إسرائيل سبباً في الخروج من عنق الزجاجة من خلال رفع اسم السودان من قائمة الدول الإرهابية، فلا شك أن المسعى للتطبيع سيكون هو الخيار الأنسب الذي سيتماشى مع المصلحة .
تباين
وقد انقسم الشارع السياسي فيما قبل الى مؤيد ومعارض للفكرة منذ انطلاق الحديث حولها، فهنالك من يتشبّث بالرفض القاطع للتطبيع باعتبار أنه يعدُّ خيانة وطنية للشعب، وقد انبرت وقتها الأحزاب القومية تعارض التطبيع لكن مجمل مواقفها كانت تأتي من باب عدم التشاور في الأمر أكثر من رفضها القاطع للأمر، فيما خفتت بعض الأصوات المناوئة للقرار من قبل الشارع بصورة عامة .
خطوات حثيثة
ويرى المحلل السياسي د. الفاتح محجوب في حديثه مع (الانتباهة) أن التطبيع مع إسرائيل متواصل ويمضي في خطوات حثيثة، وأنه بتشكيل اللجنة تأتي التفاصيل فيما تم الاتفاق عليه لاحقاً . وقال إن التطبيع يمر بخطوات وإن عبور الطيران الإسرائيلي يعتبر الخطوة العملية الأولى . ويوضح بحسب حديث البرهان فإن أمريكا هي التي رعت خطوات التطبيع وأن الثمن الذي يقبضه السودان هو رفع اسمه من قائمة الدول الراعية للإرهاب وتسديد الديون وبموجب هذا الاتفاق تم تقديم دعوة مباشرة للبرهان لزيارة الولايات المتحدة الأمريكية والتي تدل على جدية الطرفين .
محركات
ويذهب الفاتح الى أن الشارع السوداني في ظل الظرف الاقتصادي الراهن بالطبع لا يحبّذ الانعزال بموجب التطبيع مع إسرائيل إذا كان ذلك يخدم الاقتصاد، خاصة وأن الظرف البائس – بحسب الفاتح – هو الذي حرّك البرهان، وكذلك حرّك رئيس الوزراء حمدوك وجعله يطالب الأمم المتحدة بتخصيص بعثة تحت الفصل السادس لدعم السلام في البلاد. واعتبر ذلك محاولة البحث عن حل خارج المتعارف عليه . وأشار د. الفاتح في مجمل حديثه الى أن السودان يصعب عليه الاستفادة من إسرائيل مباشرةً، وليس بالأمر السهل تحقيق اختراق كبير في الجانب الاقتصادي هناك، وإنما تكون الفائدة من الجهة الراعية للاتفاق وهي أمريكا . وقال في خواتيم حديثه ما يحدث الآن هو نفس الشيء الذي حدث للأردن لكن السودان ليس لديه طلبات كثيرة .
مسألة وقت
أما المحلل السياسي د. يعقوب الدموكي فقد قال للصحيفة إن العلاقة بين السودان وإسرائيل تحتاج الى عامل الوقت لا أكثر، وإنها قائمة وفقاً لتصريحات البرهان ونتنياهو والتي تدل على فعلية التطبيع . وأضاف أن السودان قد سبق اسرائيل في تشكيل لجنة لدراسة التعاون بين البلدين ،معتبراً تكوين اللجنتين هي مخرجات ما تم التوصل اليه في اللقاء الذي جمع البرهان بنتنياهو في أوغندا، مشيراً الى أن اللجان ستجدول مرحلة التطبيع. وقال يعقوب إن رفض البعض للتطبيع ينضوي تحت حساسية الوضع السوداني كدولة مسلمة وأن السودانيين قطعاً مع اسلامية القدس لكن في نفس الوقت إقامة علاقات مع اسرائيل أمر تفرضه المصلحة العامة، سيما وأن فلسطين نفسها كان لديها لقاءات مع اسرائيل .
رأس الرمح
ويذهب الدكتور في حديثه الى أن الإسرائيليين ينظرون الى السودان كرأس الرمح بالنسبة للعالم الإسلامي . وكشف عن وجود سفارات لإسرائيل في عدد من الدول العربية المحيطة بالسودان عدا ليبيا ،لكن إسرائيل لم تهتم بكل ذلك بل اهتمت بالسودان، وربما كان ذلك لوقوفه مع فلسطين لسنوات طويلة بجانب موقعه الجغرافي المميز . وأكد أن السودان دولة مؤثرة تهم الغرب وأن الاستفادة من أمريكا لا تحتاج وسيطاً مثلما رشح وإذا أراد السودان الذهاب الى أمريكا فإنه لا يحتاج وساطة اسرائيل في ذلك .

The post فريق التطبيع مع السودان.. في انتظار السفارة appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد