اخبار السودان لحظة بلحظة

الحاضنة السياسية للحكومة ..الخُطة (ب) ..!

الخرطوم: عبدالرؤوف طه
يبدو أن الحاضنة السياسية للحكومة الانتقالية (الحرية والتغيير) شعرت بأن الرمال بدأت تتحرك من تحت أقدامها، وأن الشُقة بينها والحكومة متباعدة، واتضح ذلك من خلال النقد الذي ظل يصدر من قيادات داخل التحالف نفسه. لذا عقدت الحرية والتغيير مؤتمراً صحفياً اختارت له عنواناً «دور الحاضنة السياسية في الحكومة الانتقالية» بمركز «طيبة برس» الصحفي، وتحدث فيه كل من صديق يوسف وإبراهيم الشيخ وساطع الحاج .

نقض الاتفاقيات
المفاوضات التي احتضنتها عاصمة جنوب السودان (جوبا) بدت غير مرضية للحرية والتغيير رغم مشاركتها في الجولات الاولى للتفاوض في اغسطس الماضي، وقال القيادي بالتحالف صديق يوسف إن مسيرة المفاوضات التي جرت بجوبا غير سليمة ولن تعود بالسلام، ومضى أبعد من ذلك وقال نحن غير موافقين على الاتفاقيات التي وقّعت لانها لا تمثل الحرية والتغيير، وكشف عن اجتماعات مكثفة بين الثلاثي المكون للحكومة (السيادي ومجلس الوزراء والحرية والتغيير) لتقييم المفاوضات وقال انهم عقدو اكثر 30 اجتماعاً لتقييم التفاوض.
خُطة بديلة
تأكيداً لعدم جدوى المفاوضات التي جرت بجوبا، شرعت الحرية والتغيير في وضع خطة بديلة من اجل استكمال السلام، وقال صديق يوسف انهم سيعقدون اتفاقيات غير رسمية مع قادة الكفاح المسلح على رأسهم عبدالواحد محمد نور وعبدالعزيز الحلو ومالك عقار، وقال ان التحالف شكل لجاناً للاتصال بهم وانهم سيقومون بمقابلة الحكومة من اجل الوصول لصيغة نهائية من هذه الاجتماعات، في السياق قال المهندس ابراهيم الشيخ، إن مسار السلام شهد بعض الخروقات مثل تكوين المجلس الاعلى للسلام، وعدّ ذلك نوعاً من خرق الوثيقة الدستورية، وقال انهم يملكون رؤية بديلة حول عملية السلام ومن يديرها، تتمحور الرؤية الخاصة بالسلام في الاتفاق على قضايا التفاوض ومساراته وتكوين الوفود ومستقبل الحكم بالبلاد، وكشف عن اطروحات قدمتها بعض الجهات تتعلق بشكل الحكومة، وقال ان بعض الجهات ترغب في الاكتفاء بتقسيم السودان الى اقاليم وليس ولايات، وقال ان الوفد الحكومي المفاوض عاد من جوبا للتشاور حول المسارات الخمسة.
خُطوة نحو العبور
بدا المتحدث باسم المجلس المركزي للحرية والتغيير المهندس ابراهيم الشيخ، متفائلاً بمستقبل الشراكة بينهم كتحالف سياسي والجهاز التنفيذي، وقال انهم يعملون في تناغم من اجل الوصول بالمرحلة الانتقالية لبر الامان، وتباهى الشيخ بتماسك التحالف وقال الحرية والتغيير هو التحالف الاعرض في تاريخ السودان ويضم مكونات سياسية من اقصى اليمين الى اقصى اليسار، وأقر الشيخ في الوقت نفسه بحدوث تباينات وتعقيدات تداخل التحالف، وعزا ذلك للتنوع السياسي الموجود بداخل التحالف.
مراكز قوى
إبراهيم الشيخ ألمح في الوقت نفسه لوجود صراع مراكز داخل السلطة الانتقالية بالسودان، ازاء وجود اكثر من مركز للحكم مثل المجلس السيادي الذي يحوذ على بعض السلطات فضلاً عن وجود الجهاز التنفيذي، وقال الشيخ هنالك مركزان للسلطة سيادي وبه المكون العسكري، بالاضافة لمجلس الوزراء الذي تم اختياره من قبل الحرية والتغيير، وأقر بحدوث مشاكسات في اوقات سابقة بين المكون العسكري والحرية والتغيير، مرجعاً تلك المشاكسات لوقوع احداث مثل فض الاعتصام والخلاف حول الشراكة في السلطة، غير انه عاد وقال انهم تجاوزوا التشاكسات لاحقاً وشكلوا حكومة انتقالية، وقال الشيخ انهم بحاجة لفتح الافق السياسي وايجاد المعالجات الكافية لكل القضايا .
الفترة الانتقالية والجيش
على صعيد متصل كشف ابراهيم الشيخ عن بروز اصوات داخل الحرية والتغيير، تتحدث عن اهمية تمديد الفترة الانتقالية بغية تحقيق السلام وتثبيت هياكل الحكم ودمج حركات الكفاح المسلح في المشهد السياسي، وتحدث الشيخ في الوقت ذاته عن قومية القوات المسلحة بكل فصائلها من الجيش والشرطة والامن، وقال ان قومية هذه الاجهزة ستسهم في دمج قوات الحركات المسلحة داخل الاجهزة النظامية، بيد انه عاد وقال ان الترتيبات الامنية واحدة من معوقات عملية التفاوض، وشدد الشيخ على ان الانقلابات العسكرية ستكون واردة اذا لم يتماسك التحالف الحاكم، وان الانقلاب سيأتي تحت مبرر عجز السياسيين عن ادارة البلاد، واضاف امامنا فرصة تاريخية للعبور الى الامام رغم البطء الذي يصاحب اداء الجهاز التنفيذي.
تفكيك التمكين
في السياق اعتبر القيادي الابرز بالتحالف ساطع الحاج، ان الهدف من الحاضنة السياسية تفكيك التمكين وانشاء دولة ديمقراطية، وقال ان الحرية والتغيير استطاعت ان تكون حاضنة سياسية للحكومة، وكشف عن تشكيل لجان للتواصل مع الاجهزة الحكومية مثل مجلسي السيادة والوزراء، كما اشاد الحاج بدور لجان المقاومة ووصف دورها بالفاعل، بالمقابل تحدث الحاج عن وضعية قوات الدعم السريع وقال انها تملك 65 الف جندي، وان الدعم السريع عقّد المشهد السياسي مقارنة بثورتي اكتوبر 1964م وابريل 1985م، فضلاً عن وجود اجهزة امنية كانت تدعم النظام السابق، وعاد وقال قوى الحرية والتغيير استطاعت تفكيك منظومة الاستبداد وبناء دولة قومية، مرجعاً ذلك لالتفاف الشعب السوداني حول اطروحات الحرية والتغيير وقال التف حولنا الملايين من الشعب السوداني، من اجل تحقيق السلام والديمقراطية، وقال نحن لا نملك عصا موسى لإحداث التغيير المطلوب وهنالك تعقيدات تواجه الانتقال ونعمل على تجاوز هذه التعقيدات .

The post الحاضنة السياسية للحكومة ..الخُطة (ب) ..! appeared first on الانتباهة أون لاين.

اترك رد