فى قديم الزمان كان هنالك شابان وسيمان اشتهرا بالفراسة والقوة، عشقا عاهرة تمارس مجونها فى جوف الليل، حيث تتزين وترتدى ما يبرز نحرها للقادمين، وكانت ترتدى ثياباً ضيقة طويلة حتى ان اذيال ثوبها كانت تتلوث من خلفها بخشاش الارض واوساخه، وكانت تحرص كل الحرص على تغطية ساقيها النحيلين المنفرين، بينما كانت تحرص بدقة على ابراز نحرها ومقدمة صدرها الطامح لتجذب اليها رواد الملهى، وكان وجهها عادياً، ولكن مع اضافة القليل من تلك المساحيق السحرية التى كانت تعدها لها احدى الساحرات فى ذلك الزمان، كانت تبدو جميلة وجذابة، خاصة انها لبقة فى الحديث وتأسر قلوب العاشقين، وكان بطلانا الشابان يجتهدان لارضائها، بل فكرا فى انتشالها من مستنقع الفجور الذى كانت تعيش فيه وادمنته، وكانا يقدمان لها كل احتياجات الحياة حتى الكماليات حتى لا تخرج، ولكنهما نسيا انها ادمنت التعامل مع الوجوه المتغيرة، فكانت تخرج كل ليلة لمقابلة زبائن جدد وتتزين بما يقدمه لها العاشقان الولهانان، وأدمنت الخيانة ومجاراة الرجال، وأصبح العهر يسري في وريدها، وهى بذلك لن تتخلى عما تفعله كل ليلة، فهى غير راغبة فى قفل حياتها على رجل واحد وأدمنت التعدد والتباين واختلاف الوجوه والسمار والرقص على انغام الموسيقى ونظرات اللاهثين، فقرر عاشقاها قتلها لاراحة الناس من شرها، فحمل كل واحد منهما سيفه وذهبا اليها آخر الليل لقتلها، وكانا قد شدا رحالهما لمغادرة البلدة فور قتلها، لأنها رغم عهرها كان لديها عشاق ومريدون يقصدونها كل ليلة، وفى الليلة المحددة حضر الفارسان ودلفا الى خيمتها، ووقتها كانت مستلقية لتنام، ولعبت الافكار الشيطانية برأس احد الفوارس، فقرر ان يفعل معها ما يفعله اى رجل، فانقض عليها واستيقظت هى فى تلك اللحظة، وقبل ان تدفعه دلف الفارس الآخر ووجدهما على فراش واحد، فقرر قتلهما معاً، ولكن تصدى له نديده وتبارزا بالسيوف، وسدد كل واحد منهما طعنة للآخر، وبدلاً من ان تموت عاهرة البلدة مات فارساها بسبب العاهرة، وانطوت صفحة قبيلتهما وارتاحت العاهرة من كليهما، وعادت لذات مجونها كل ليلة، وهذا هو حال كثير ممن يمارس العهر السياسى فى العالم الآن.
فالسياسة لعبة قذرة غالباً ما تنتهى بتصفية الخونة والذين يبيعون اوطانهم، ففى العديد من قصص التجسس والجاسوسية نجد ان الدول المتجسسة تقوم بتصفية جواسيسها من الدول المراد التجسس عليها، وعقب استنفاد أدوارهم المخابراتية تتم تصفيتهم بنجاح، وهنالك دول همها الأول والأخير ان تنال من كيكة السودان، وان تضعفه من خلال زرع الفتن والسعى وراء تفكيك وحداته والطعن مباشرة فى خاصرة حصنه الأمنى، واضعاف خططه الاستراتيجية وزرع الجواسيس فيه، وغالباً ما يكونون من ابناء ذات الوطن ممن ارتضوا التجسس على بلادهم من أجل حفنة اموال، ولا تنسوا ان هنالك شخصيات عرضت وحدة بلادنا للتهديد، وجعلت السودان هدفاً سهل الاصطياد، والآن المخططات الموضوعة للسيطرة على السودان تسير بنجاح، فهنالك من باع وآخرون قبضوا الثمن، وهنالك من انتهى دوره فى اللعبة وغادر البلاد، وآخرون مازالوا يؤدون ادوارهم فى اللعبة والجمهور يتفرج ويصفق ولا يعرف ما يدور خلف الكواليس.
The post في عشق السياسة!! appeared first on الانتباهة او لاين.