> الوطن في حدقات العيون … والمواطن في ننو العيون … وكلاهما عزيزان علينا.
> لن ينهزم دابي الليل ولن يقهر ولن ينكسر يوماً ما … طالما أدى الشرطي القسم الغليظ لحماية الوطن والمواطن.
> عندما جاء الشرطي لهذا الجهاز جاءه تلبيةً لنداء الوطن، وهو يعلم علم اليقين أنه لن ينال مالاً يسد حاجته ولا سلطة تجعله للعمل في هذا الجهاز، فهو بوابة من بوابات خدمة الأوطان.
> الشرطي يعلم علم اليقين أنه حينما يخرج لعمله مبكراً في باله أن العودة لأهله في علم اليقين … فهو حين يخرج يعلم أنه ربما لا يعود فهو الذاهب بروحه فداءً للآخرين والوطن لحماية أبرياء (عزل) جاء دوره لحمايتهم من تسلط الآخرين، فالذي يميزه عن الأعزل ما يحمله من سلاح يكون في الغالب هو الفيصل بين الحق والباطل … متحملاً قساوة حمل الأمانة التي يريد جزاءها من عند الله تعالى وحده لا من غيره.
> أصعب أنواع الحياة فوق سطح هذه البسيطة هي حياة الشرطي … لكن سبحان الله يعيشها ويعشقها ويحبها فقط من أجل الوطن وحماية مواطنه، وإلا اسألوني لماذا التمسك بها وهي لا تأتي إلا بهمها.
> الشرطي من الجندي حتى الفريق أول مديرها العام يحمل من الشهادات والمؤهلات ما يجعله يعمل في أكثر الوظائف راحة وعائداً مادياً … لأن الشرطي في الرتب الدنيا يحمل الماجستير ومنهم من يحمل الدكتوراة كذلك، ومنهم من يحمل عقلاً أثقلته التجربة فصار خبيراً بالأمور كلها، فهو الفالح في العمل الإداري والسياسي والاقتصادي والاجتماعي خاصة، وحتى الثقافي الفني له فيه دور وأدوار.. لكنه يفضل العمل بالشرطة لأنها أعظم مهنة لخدمة الإنسان وحماية الأوطان.
> الشرطي ــ وهذا الذي ذكرته في عمود سابق ــ يموت من أجل الوطن والمواطن، ولكنه لا يموت بضرر المواطن ضد الوطن.
> عشان الوطن يا دابي الليل قوم (بي همة) أخذل الاعداء واصحاب البيانات الصفراء.
> لن يتهاون الشرطي في خدمة المواطن، ولن يركن ولن يستسلم، وبحقه وحقوقه لن يتنازل ولن ينتكس.
> الآن المشهد يقول إن الحال يحتاج لوقفة تبصر الكثيرين بالادوار المتعاظمة التي تقوم بها الشرطة السودانية في استتباب الأمن واستقرار المجتمع.
> الكثيرون يتساءلون أين الشرطة؟.. وأقول أين ذهبت هي حتى يتساءل المواطن عن الشرطة؟ فهي موجودة، وإلا اختلط الحابل بالنابل إذا كانت بالفعل غائبة.. الآن الشرطة موجودة في الأقسام الجنائية والطرقات وفي المرور والمستشفيات الشرطية تسد النقص في بقية المستشفيات بأطباء شرطيين، والآن الشرطة موجودة في كل الجهات الخدمية.. الأجانب والمرور في استخراج رخص القيادة والجوازات والرقم الوطني والبطاقة القومية وشهادات الميلاد والوفاة والزواج والطلاق أو ما يعرف بالواقعات الحياتية … والشرطة موجودة في الدفاع المدني والحياة البرية … ويكفي وجودها حقيقة في شرطة الجمارك بالموانئ الجوية والبحرية والبرية … وفي الموانئ الجافة.
> إذا غابت الشرطة أو لم تكن هناك إجابة للسؤال عنها هل الشرطة غائبة أم غُيبت … وعندما تكون كل هذه المواقع خالية من الشرطة، حينها يختلط الحابل بالنابل كما قلنا، ولكن استمرار الحياة في هذه المواقع هو دليل براءة من اتهام غياب الشرطة.
> لكن لا ننكر أنها تقلصت في شرطة أمن المجتمع الذي كان يسد خانة الانضباط العام في الطريق العام، ويحافظ على السلوك المنضبط الذي هو من سلوك وأخلاق الانسان السوداني … وظهور بعض هذه الظواهر السلبية جعل المواطن يتساءل أين الشرطة؟ لأنه لم يتعود على مشاهدة مثل هذه الظواهر السالبة التي كانت تكافح بواسطة شرطة أمن المجتمع، لذا كان دافعه ذلك في السؤال عن أين الشرطة؟
> ربما بعض السلوكيات التي ظهرت في التوجه السياسي الاخير أيضاً كانت وراء تعطيل بعض مهام العمل الشرطي، وهذا أمر طبيعي، فحين تبدأ الفرقة الموسيقية المصاحبة لأي فنان في بداية العمل يحدث نشاز هنا وهناك من إحدى الآلات الموسيقية، لكن سرعان ما تنسجم كل هذه الآلات لإخراج نغمة موسيقية مريحة يقبلها الجميع، ونحسب أنها آتية ولو بعد حين.
> إذن الشرطة لم تغب، ولكنها كانت تتعامل وفق المطلوب ومراقبة المشهد الجديد.
> ولا ينكر أحد أن السودان مر بظروف وأطوار غريبة جداً … لكن بحمد الله بدأت تزول تدريجياً، وهذا هو شأن الثورات لكن سرعان ما يحدث لها الاستقرار، والشرطة جزء أصيل من الكيان المجتمعي الذي بدأ ينسجم مع مهام الشرطة وأهميتها ودورها المتعاظم في حماية الديمقراطية والجو الديمقراطي المدني الذي ينشده المجتمع, علماً بأن الشرطة هي التي تحمي المدنية التي تقوم مفاهيم الحماية عندها على القانون وتطبيقه وتنفيذه.
> ولذا قلنا ونقول لدابي الليل عشان الوطن والمواطن قوم يا دابي الليل كثف نشاطك واحزم قاشك ورتب نقاشك (وواصل) كفاحك.
(إن قُدِّرَ لنا نعود).
The post عشان الوطن والمواطن يا دابي الليل!! appeared first on الانتباهة او لاين.