اخبار السودان لحظة بلحظة

السودان: حسين خوجلي يكتب: خطبة الجمعة الثانية

كل القافلة هذه الأيام تعرض بضاعتها في عكاظ الأفكار السوداني اليساريون والعلمانيون والشعوبيون والجمهوريون والطائفيون والوطنيون والشعبيون وحاملو السلاح. وبعد انتهاء جدالهم دفع التاريخ بحكاية تسليم مفاتيح القدس، ومقولة الفاروق بوصيته المخترِّقة لآليات الشتات يقول الشاهد :
في عام خمسة عشر للهجرة أرسلَ قادة الجيوش الإسلامية إلى حاكم القدس ليسلمهم مفاتيح القدس بعد أن أراد السلم ، فأبى حاكمها البطريارك صفرونيوس أن يُسلم المفاتيح لأيّ ٍ من القادة عمرو بن العاص ، أو شرحبيل بن حسنة ، أو أبا عُبيدة عامر بن الجراح ،وقال لهم : لقد قرأنا في كُتبنا أوصافاً لمن يتسلم مفاتيح مدينة القدس ، ولا نرى هذه الأوصاف في أي واحد من قادتكم ، فأرسلوا إلى الخليفة عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) وطلبوا منه الحضورليتسلم المفاتيح بنفسه ، ما داموا لا يُريدون القتال ، ويُريدونَ تسليم المفاتيح والسلم ، ولا نـُريدُ أن ندخلَ معهم في قتال حتى تأذن لنا ، فركب عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ومعه غلامه ، وكانا يتناوبان على الدابة بالركوب ويتركانها ترتاح مرة ، وعندما قاربا على مشارف بلاد الشام وقريباً من القدس ، قابلتهم مخاضة من الطين بسيل وادي عمواس ، فقال له أمين هذه الأمة أبو عُبيدة عامر بن الجراح : أتخوض الطينَ بقدميك يا أمير المؤمنين وتلبس هذه المُرقعةوهؤلاء القوم قياصرة وملوك ويُحبون المظاهر ،وأنت أمير المؤنين فهلا غيرت ثيابك وغسلت قدميك ؟؟ وهذا مقام عزة وتشريف للمسلمين بتسلم مفاتيح القدس .
فقال عمر : لقد كنا أذلاء فأعزنا الله بالإسلام ، فإذا إبتغينا العزة بغيره ِ أذلنا الله . والله لو قالها أحد ٌ غيرك َ يا أبا عُبيدة لعلوت رأسه ِ بهذه الدِّرة .وركب عمر وسار الغلام ، ثم تناوب معه حتى قال أمراء وقادة الجند ،نتمنى أن تكون نوبة عمر على الدابة حينَ يدخل على حاكم القدس ، ونخشى أن تكون نوبة الغلام ، فحصل ما كانوا يحذرون ، ودخل الغلام راكباً وأمير المؤمنين يمشي على قدميه ، ولما وصلوا نظر صفرونيوس إلى عمر وثوبه ِ وهو يقودُ الدابة لغلامه ِفسلمهُ مفاتيح القدس .وقال له : أنتَ الذي قرأنا أوصافه في كتبنا يدخلُ ماشياً وغلامهُ راكباً وفي ثوبه ِ سبعة عشرة رقعة ، (وفي رواية أربعة عشر رقعة ) ، وعندما تسلم عمر المفاتيح خرَّ ساجداً لله ،وقضى ليلتهُ يبكي وما جفت دموعه ، ولما سُئلَ عن سبب بكائه ِ قال : أبكي لأنني أخشى أن تـُفتحَ عليكم الدنيا فينكر بعضكم بعضاً ، وعندها يُنكركم أهل السماء .
قوموا إلى صلاتكم يرحمكم الله
حسين خوجلي

The post السودان: حسين خوجلي يكتب: خطبة الجمعة الثانية appeared first on الانتباهة او لاين.

اترك رد