اخبار السودان لحظة بلحظة

أسامة عبد الماجد يكتب :حملة سلاح أم حركات كفاح ؟

٭طار وزير الدفاع جمال عمر أمس الأول إلى جوبا لمناقشة الترتيبات الأمنية مع حملة السلاح وليس (حركات الكفاح المسلح).. لأنهم جزء من قوى الحُرية.. وهو الذي دفعنا للكتابة اليوم.. قبل أن نتفاءل كما هو حال التعايشي، لنقرأ الأوضاع في الخرطوم وجوبا بتجرد وبعيداً عن أي عاطفة.
٭في الخرطوم وضع اقتصادي خانق، جهاز مخابرات في خانة الخائن، (البوليس شراد)، لو تذكرون هتاف (شفاتة جو بوليس جرى).. القوات المسلحة يهتفون لها (معليش ما عندنا جيش).. حكومة تاركة للأولويات (الاقتصاد).
٭ في جوبا .. حركات متلهفة للسلام .. فإلى جانب تدهور أوضاعها المادية والبشرية، هي ترى أن المركز في أضعف حالاته .. بالنسبة للصورة التي رسمها البعض عن القوات النظامية .. كما تقارن الحركات بين مفاوضي الأمس واليوم.
٭ لأن الحكومة لم تقم بتدعيم ،وفدها التفاوضي بخبراء.. ولمزيد من (الاطمئنان) لا نريدهم (كيزان) .. لكن البلاد مليئة بالخبرات السياسية والعسكرية والدبلوماسية والأهلية .. في هذه الأجواء قد تريد الحركات أكثر السلام أي أكثر من حقها وبما يفزق حجمها.
٭نقول ذلك لأنه ربما منذ الاستقلال لم تستطع أي حركة حاملة للسلاح بدءًا من الشعبية وفي عز قوتها أيام قائدها جون قرنق من احتلال عاصمة ولاية .. حتى في أثناء مفاوضات نيفاشا عندما احتلت توريت، علقت الحكومة التفاوض ودخلت البلاد في حالة استنفار وتم استرداد توريت بعد فترة قصيرة.. وزارها البشير ثم عادت الحكومة للتفاوض.
٭وحتى عندما كررت الشعبية فعلتها واحتلت هجليج .. تم دحرها وزحف الشعب نحو القيادة العامة مباركاً .. إن التغيير في أي دولة يتم بثلاثة طرق (انقلاب، انتفاضة، انتخابات والكفاح المسلح) .. الأخير لم يحدث قط في السودان إلا أيام الإمام المهدي .. حيث أعد جيوشه وبدأ في احتلال المدن والزحف نحو العاصمة .. حتى (ستف رأس غردون في مخلاية) وأسقط الخرطوم.
٭حاول زعيم العدل والمساواة الراحل د. جبريل إبراهيم تكرار السيناريو المهدوي.. زحف نحو الخرطوم في مايو 2008.. الذي حفز خليل وهو رجل مغامر ومجاهد .. أن دولاً من حولنا أسقط الكفاح المسلح أنظمتها .. في إثيوبيا بقيادة ملس زيناوي، تشاد (إدريس ديبي) واريتريا (أسياسِ أفورقي) .. فرصة الحركات أن تأتي للخرطوم في هذا التوقيت .. ولو كانت تعتمر قبعة السلام.
٭ لكن هل يقصد كاتب السطور أن يحذر من قدومها ؟ .. بالطبع لا، ولكن وضع خانق سياسياً واقتصادياً وقادمين إليه حملة سلاح .. كيف سيكون الحال ؟.. يضاف إليه تكرار التعايشي لعبارة أن الحكومة مستعدة لتقديم كل التنازلات .. وكان ياسر عرمان أذكى منه عندما أشار لشرط الحلو (العلمانية) .. أن مكانه المؤتمر الدستوري.. كما أن شروط الحركات مستمرة (لا تعينوا أعضاء التشريعي، لا للولاة، نريد كذا وكذا) وهم جزء من (قحت).
٭ المطلوب من الحكومة والتغيير ثلاثة.. إعادة الثقة في القوات النظامية لا يستسهلوا المفاوضات، ولا يتركوا أمراً معلقاً.. ويتذكروا أنهم محظوظون .. فالإنقاذ كسرت شوكة الحركات.

 

 

 

 

صحيفة أخر لحظة

اترك رد