نشرت شرطة ولاية الخرطوم اعداداً كبيرة من قواتها الراجلة والراكبة والاطواف الليلية والنهارية، واقامت نقاط ارتكاز ثابتة على كباري المنشية والحلفايا، ونشرت قوات المباحث وقوات بالزي المدني بالمواقع التي تشهد تجمعات المواطنين بغرض التبليغ الفوري عن اي نشاط هدام او اجرامي يستهدف امن وسلامة المواطن وتطبق شرطة الخرطوم هذه الايام حملات مكثفة تستهدف اماكن التجمعات درءاً للفوضى .
كل تلك الاجراءات الاحترازية شرعت شرطة الخرطوم في تنفيذها لاحتواء التفلتات الامنية التي تحدث بالبلاد خاصة عقب الاحداث التي شهدتها ام درمان وساحة الحرية إبان الكريسماس واحتفالات رأس السنة، والتي نفذتها عصابات متفلتة تحمل السواطير والاسلحة البيضاء .
البلاد الآن تمر بمنعطف خطير بسبب التردي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي، واحسب أن هذا المنعطف الخطير كان بالنسبة لنا نتيجة راجحة ومتوقعة في ظل الكبت الذي مارسته حكومة البشير على الشباب في فترات متواصلة من عمر البلاد، فقد خلالها الشباب البوصلة. ذلك الكبت الذي كان سبباً في انتشار جرائم اغتصاب الاطفال وتفشي المخدرات وغيرها من الظواهر، اجيال العقود الثلاثة التي مرت، كان من الصعب أن تحتمل ذلك الكبت، وكنا نعرف انه لابد أن يأتي يوم وتنفجر فيه الاوضاع، وكان الكبت والممارسات في الخفاء، سبباً في التردي الاجتماعي الذي يحدث الآن .
باتت عصابات النيقروز ابناء اسر عريقة، وبات اللصوص ابناء عائلات وليس كالسابق، حيث كانت السرقة والنهب تمارس من ابناء طبقات وسحنات معينة، ولكن الآن اختلط الحابل بالنابل، وبات من الصعب التمييز، وفي هذه الظروف يصعب على الدولة تطبيق شعار المدنية والحرية، ما لم تبدأ حملات تطهير مكثفة تنتهي بأحكام وعقوبات رادعة لكل من يحاول النيْل من حريات الآخرين او كبتهم، وإن تحدثنا عن الازياء التي ترتديها الفتيات، فمهما بلغ سوءها، فذلك لايعتبر مبرراً كافياً يعطي حق اي شاب ان يتحرش بها او ينال من كرامتها، ولكنه المفهوم الخاطئ للمدنية لدى بعض المتفلتين الذين يسعون لخلق فوضى وبلبلة في الخرطوم وتهديداً لأمن المواطن .
على وزراء الداخلية والدفاع ومدير عام الجهاز ثلاثتهم أن يعوا أن الفترة المقبلة بالغة الخطورة عليهم، بالاضافة الى النائب العام والسلطة القضائية أن يعملوا في تناغم ليس من حقهم الالتفات للاملاءات واصدار كشوفات احالات من اجل ارضاء غرور الرجرجة والدهماء، وليس من حقهم المجازفة بالوطن وإن كانوا غير قادرين على تحمل أمانة ، فليتقدموا باستقالاتهم غير مأسوف عليهم، الفترة القادمة فترة تتطلب من الشرطة والامن والجيش والدعم السريع والقضائية والنائب العام أن يتكاتفوا لبسط الامن والاستقرار وألا يضعوا امن المواطن في خط التماس فالفترة القادمة خطيرة جداً والايام القادمة سيكون السودان عبارة عن (مكسيك) آخر. ولمن لايعرف قصة المكسيك، فهي تصدرت أكثر (10) دول تفتقر للامن وتعاني من الانفلاتات الامنية. يلا انكربوا وورونا شطارتكم زيدوا اعداد القوات اوعاكم تنقصوها مادايرين احالات تاني دايرين تعيينات وترقيات وتحفيزاً للقوات ورفعاً للقوة المعنوية واعادة الثقة للامن واطلاق يده في العصابات المتفلتة. عايزين الامان يرجع للخرطوم من تاني ولا رأيكم شنو ؟؟!!
The post احترس.. أمامك كمين! appeared first on الانتباهة او لاين.