رئيس لجنة المفصولين صلاح محمد عيسى لـ(الانتباهة):300 ألف تم تشريدهم من الخدمة المدنية في عهد الإنقاذ
<
p style=”text-align: justify;”>
حاوره: صديق رمضان
كشف رئيس لجنة المفصولين القومية، صلاح محمد عيسى، أن الذين فقدوا وظائفهم في عهد الانقاذ بسبب الصالح العام والخصخصة والغاء الوظائف يبلغون ثلاثمائة الف عامل وموظف، موضحاً ان بعض المفصولين تعرضوا لامراض نفسية واخرين ماتوا كمداً، مبيناً ان عدداً من المؤسسات والوحدات الحكومية احرقت واتلفت مستندات المفصولين، مؤكداً على ان اللجنة الوزارية التي تم تكوينها في انتظار اكمال المفصولين لمستنداتهم لتعيد من لم يصل سن المعاش الى الخدمة وتعويض الاخرين، وفي المساحة التالية نستعرض اجاباته على اسئلة (الانتباهة؟):ـ
] في البدء نرجو أن تلقي لنا الضوء على كيفية إحالتك للصالح العام ؟
– انا من مواطني الجزيرة ابا تخرجت في جامعة القاهرة الام تخصص تأمين في العام 1979 وعملت لمدة عشر سنوات في التأمينات الاجتماعية وتمت احالتي للصالح العام في الثامن من يناير عام 1990، وقصة فصلي عن العمل لا تختلف عن كثيرين من الذين تجرعوا كأس الظلم في عهد الانقاذ فاسباب الغاء الوظيفة لم يتم توضيحها وقتها، حيث كنت امارس عملي بشكل طبيعي واذكر في ذات يوم تسليمي خطاب الفصل انني عدت من جولة تفتيش ميدانية وعند وصولي الى المكتب سلمني مدير التأمينات الاجتماعية خطاباً يتأسف فيه ابلاغي بقرار مجلس الوزراء القاضي باحالتي للصالح العام، وفي اليوم الثاني حضرت اليه في مكتبه وشكرته على بداية خطابه بالاسف وسألته عن اسباب الفصل ، فقال ان بحوزتهم ملفان لشخصي احدهما سري والاخر مفتوح ورغم ذلك اكد عدم سؤاله عنهما من اي جهة في الحكومة.
] مثل غيرك كانت أسباب فصلك سياسية بحكم انتمائك للحزب الشيوعي ؟
– نعم.. كثيرون تمت احالتهم للصالح العام في بواكير عهد الانقاذ بسبب الانتماء السياسي، وقد استهدف نظام الاسلاميين بشكل اساسي اعضاء النقابات فقد كنت عضواً في احدى النقابات بالتأمينات الاجتماعية ،وكانت الانقاذ اكثر اصراراً على تشريد كل النقابيين عبر الاحالة للتقاعد الاجباري حتى تتمكن من مفاصل الدولة وهذا ما فعلته، ليشمل الصف الاول من المفصولين قادة الخدمة المدنية للاستفادة من وظائفهم بالاضافة الى النقابيين ،وبعد ذلك استهدفت الانقاذ مؤسسات الشعب للاستفادة من ريعها مثل النقل النهري والميكانيكي والاشغال والسكة الحديد فالغت هذه المؤسسات العريقة وحولتها لصالح منسوبيها وشردت عمالها.
] كيف كان وقع الاستغناء عن خدماتكم وقتها عليكم ؟
– اذا بحثنا عن الاثار النفسية والاقتصادية والاجتماعية التي لحقت بالمفصولين فانها كثيرة وتحتاج لورش وسمنارات وندوات ومجلدات، فالذين كانوا على وعي سياسي ادركوا ان هذا شكل من اشكال الصراع السياسي وكنت منهم لذا فان هذا الوعي حصننا من ان تحدث لنا هزة اجتماعية ونفسية واقتصادية ، ولكن كثيرين لم يكن لهم نشاط سياسي فحدثت لهم هزة عنيفة افقدت عدداً منهم وعيهم واصابهم الجنون، وايضاً حدث تفكك اسري حاد، ومن المفصولين من لفظتهم المدينة بعد ان وجدوا انفسهم مجبورين على بيع منازلهم واثاثاتهم، وغيرها من نماذج لمفصولين لحقت بهم اثار كارثية بسبب الفصل، وقد اعددنا بحثاً كاملاً عن هذا الامر وسيأتي يوم ونسلمكم نسخة منه حتى تدركوا حجم الالم الذي سببه الانقاذيون في حق مواطنين سودانيين ابرياء .
] كم بلغ عدد الذين أحالتهم الإنقاذ إلى الصالح العام أو استغنت عن وظائفهم وكذلك ضحايا الخصخصة وغيرهم ؟
-من الصعوبة تحديد الرقم القاطع الذي سيتضح في الفترة القادمة والسبب في ذلك يعود الى ان الفصل بدأ وقتها بمجلس الوزراء ثم تدرج وصولاً الى درجة المدير المباشر الذي كان يتمتع بحق فصل العمال، والعدد التقريبي بحسب الخدمة المدنية فانه لا يقل عن ثلاثمائة الف مفصول وكان هذا الرقم يمثل قوة كبيرة ومؤثرة، والذين تم الاستغناء عنهم هم من تسلموا الراية من البريطانيين وتمتعوا بالكفاءة والتأهيل وكانت على عهدهم الخدمة المدنية السودانية الافضل في المنطقة العربية والافريقية.
] عدد كبير من المفصولين توزعوا على مختلف دول العالم ؟
– نعم ..هذه حقيقة فقد توزع عدد مقدر من المفصولين ولانهم اصحاب كفاءة وتأهيل على معظم دول العالم في الخليج واوروبا وامريكا واثبتوا براعة ومقدرة في الاداء واليوم اكبر الجراحين والاقتصاديين وغيرهم في المهجر من مفصولي الخدمة المدنية السودانية ويكفي ان منهم رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك، واعتقد ان الانقاذ ارتكبت جريمة بحق البلاد لانها دمرت الخدمة المدنية، ومن أسوأ ما فعلته انها وبسبب الاحالة للصالح العام دمرت التعليم بالاستغناء عن افضل المعلمين في مختلف المراحل ومن ضمنهم الشاعر محجوب شريف والدكتور محمد يوسف احمد المصطفى.
] كيف كان وقع نجاح ثورة ديسمبر على نفوس مظلومي الصالح العام ؟
– على الصعيد الشخصي فانني ظللت في المعتقل منذ السابع والعشرين من شهر ديسمبر وحتى الحادي عشر من ابريل وحينما خرجت وجدت الشارع قد انتفض وان النظام سقط وبكل تأكيد فان فرحتنا كانت عظيمة ونابعة من الدواخل فالحمد لله اننا رأينا من اوقعوا علينا ظلماً فادحاً وقد لفظهم الشعب، فهؤلاء ارتكبوا بحق قضيتنا ظلماً كبيراً وطوال ثلاثين عاماً طرقنا كافة الابواب لرفع الظلم ولكن تمادوا في الخطأ.
] ولكن حكومة النظام المباد وبواسطة لجنة عمر محمد صالح أجرت بعض المعالجات للمفصولين ؟
– ما فعلته لجنته نطلق عليه اسم عقوبات وليس معالجات لجهة انه وبعد سبعة عشر عاماً مثلاً من الفصل يتم ارجاعه العمل واعطاؤه درجة واحدة فقط فوق التي كان يحملها حينما تم الاستغناء عنه و هذا يضع العامل في وضع نفسي سيئ لانه بعد اعادته للعمل يجد من كان يرأسهم قد تحولوا الى رؤساء له، وهذه كانت عقوبة وعدد من الزملاء قدموا استقالاتهم بسبب هذا الامر واخرون اختاروا الاستمرار في العمل تحت وطأة الحاجة ولكنهم تأثروا نفسياً ومنهم من مات كمداً، وذات اللجنة ارتكبت خطأً فنياً مقصوداً وتمثل في عدم اعطاء المفصولين مرتبات الفترة التي توقفوا فيها بسبب الفصل عن العمل بل اوقعت عليهم عبء اشتراكات التأمين الاجتماعي والمعاشات ،وقانون التأمين الاجتماعي معروف بانه ينص على الا اشتراك بلا اجر، والاشتراكات تم اخذها من المعاشات وهذا ليس مخالفة قانونية وحسب بل لم يحدث من قبل في اي دولة في العالم.
] هل تشمل أعمال اللجنة الوزارية التي تم تكوينها قضايا كل المفصولين بمن فيهم ضحايا الخصخصة وغيرهم ؟
– نعم ،توجيه رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك واضح ويتمثل في رد مظلمة كل من فقد وظيفته في عهد الانقاذ ،وفي تعريفنا للفصل فان كل المسميات صالح عام ،خصخصة والغاء وظيفة واعادة هيكلة وحتى الذين تم اجبارهم على الاستقالة كلها مسميات لجريمة واحدة والقصد منها ابعاد غير الموالين لنظام الانقاذ وتمكين الموالين ،وعمل اللجنة يرتكز على رفع الظلم عن المفصولين وكأنما الفصل لم يحدث .
] نرجو التفسير أكثر ؟
– بكل وضوح فان رفع الظلم يعني بالضرورة حصول المفصول على كل المرتبات والمستحقات الاخرى للفترة التي تم ابعاده خلالها عن العالم حتى لو كانت ثلاثين عاماً، وكذلك يعود اذا كان عمره دون الخامسة والستين الى الدرجة الوظيفية التي وصلها زملاؤه الذين استمروا في العمل ،واذا توفي المفصول فانه عند تاريخ وفاته يتم النظر الى درجة دفعته ليعطى معاشاً على اساسها وكذلك من وصل سن المعاش من المفصولين ينال حقوقه بالدرجة التي عليها دفعته ،بالاضافة الى حصول المفصولين على كل الامتيازات الاخرى ،اما الذين لم يصلوا سن المعاش من المفصولين فانهم يعودون الى العمل وينالون حقوقهم كاملة وينزلون في ذات الدرجة الوظيفية التي يتمتع بها دفعته.
] عفواً سيد صلاح في 1964 و1985 فإن المفصولين تنازلوا عن حقوقهم، فمن أين للحكومة الحالية بمبالغ طائلة للإيفاء بضحايا الإنقاذ من المفصولين ؟
– الحكومة اكدت عبر وكيل وزارة المالية الذي هي عضو في اللجنة الجاهزية التامة لدفع حقوق المفصولين ،واعتقد ان الموارد كثيرة فممتلكات الحزب المحلول المؤتمر الوطني يمكن ان تساعد بالاضافة الى اصدقاء السودان والاموال الموجودة داخل وخارج البلاد، ويمكننا نساعد اللجنة بعلاقتنا حتى يتمتع صندوق تعويض وانصاف المفصولين بامكانيات جيدة ،ونعتقد ان الدولة السودانية اجرمت في حق المفصولين ،نعم تنازل المفصولون في 1964 و1985 عن حقوقهم ولكن الدولة السودانية لم ترعوي وهذه المرة نريد تأديب الدولة السودانية حتى لا ترتكب جريمة بحق الناس لذا نطالب كافة مستحقاتنا .
] أين وصلت إجراءات اللجنة الوزارية التي تم تشكيلها لقضية المفصولين ؟
– الإجراءات تمضي بشكل جيد وقد خاطبت اللجنة الوحدات الحكومية في التأمينات وبنك السودان والوزارات وغيرها ان تعمل على مساعدة المفصول في ملء استمارته بالمعلومات المطلوبة وابرزها شهادة الفصل وصورة من قرار الفصل ويوم الخميس كان اخر يوم لتسليم المستندات المطلوبة وفي الاسبوع القادم فان اللجنة ستنعقد لتصنيف المفصولين وعلى رأسهم الذين يملكون حق العودة للعمل وهؤلاء ستتم اعادتهم سريعاً لوظائفهم وكذلك الذين توفاهم الله ومن بلغوا سن المعاش سينالون حقوقهم كاملة .
] كثيرون فشلوا في الحصول على شهادات الفصل لطول المدة؟
– تم توجيه صندوق المعاشات بان تمنح المنافذ التي يصرف منها المفصول مستندات فصله او شهادة المعاش التي توضح تاريخ الفصل والدرجة الوظيفية ،ومعروف ان الفصل الاول للصالح العام مستنداته موجودة بمجلس الوزراء ويمكن للمفصول ان يتقدم بطلب للحصول على شهادة فصله وهذا من حقه، واذا لم يجد كل هذه المستندات فان اشارة الى رقم قرار فصله تكفي .
] ولماذا لم توفر المؤسسات التي تم فصل العمال منها المستندات المطلوبة ؟
– للأسف رجعوا ولكن وجدنا ان بعض المؤسسات احرقت مستندات زملائنا المفصولين وجهات حكومية اخرى عرضتها للتلف، وهم فعلوا ذلك باعتقاد اننا لن نعود مجدداً وان قضيتنا لن يتم فتحها مجدداً، ولكن لا بد من الاشارة الى ان عدداً من المؤسسات احتفظت بالمستندات ومنها التأمينات .
] إذا أردت أن «تقتل» قضية فكون لها لجنة، المفصولون يخشون من عدم قطف ثمار جهود لجنتكم قريباً؟
– لا.. نطمئن جميع المفصولين بان اللجنة ظلت في اجتماعات متواصلة واعمالها حالياً تتوقف على استلام الاستثمارات وبعد ذلك ستبدأ مباشرة في تصنيفها تمهيداً لاعطاء المفصولين حقوقهم كاملة.
The post رئيس لجنة المفصولين صلاح محمد عيسى لـ(الانتباهة):300 ألف تم تشريدهم من الخدمة المدنية في عهد الإنقاذ appeared first on الانتباهة او لاين.