اخبار السودان لحظة بلحظة

موكب الاختشوا ماتوا

في عام ٢٠٠٧م كنت اعمل في قسم الاخبار في صحيفة (الرأي العام) وكنت مسؤولة عن تغطية المحاكم، وصادف ان كانت هنالك قضية اخلاقية امام احد القضاة، القضية صاحبتها ضجة مهولة حتى اصبحت من قضايا الرأي العام التي تشغل بالضرورة اهتمام الإعلام.

ما حدث انه واثناء تغطيتي للجلسة لاحظت ان المتهمات السبع داخل قفص الاتهام يأتين الى المحكمة دون تغطية وجوههن، بل ينظرن في وجوه المواطنين المتجمهرين واطراف القضية من دفاع واتهام بصورة طبيعية، وكأن الأمر لا يعنيهن وكأن القضية ليست قضية شرف!!

عقب انقضاء اول جلسة لتلك القضية وكانت اول تغطية لي كصحافية في المحاكم، سألت القاضي عقب الجلسة قلت له هل تمنع المحكمة المتهمات من تغطية وجوههن …؟؟ قال لي لا …لا نمنعهن..!!

قلت له لماذا اذن يأتين كاشفات الوجه رغم حساسية القضية الا يستحين..؟؟
اجابني القاضي هل سمعت بالمثل الذي يقول الاختشوا ماتوا ..!؟؟ قلت نعم سمعته …؟؟ قال هل تعلمين ما قصته..؟ قلت لا ..!! قال لي ان احدى حمامات البخار في الشام قد شب به حريق، فهرب الناس منه وخرجوا عراة ومن استحوا ماتوا حرقاً ..؟ فجاء المثل الاختشوا ماتوا.
تذكرت تلك القصة وانا اطالع الكيزان يدعون الى موكبهم يوم (١٤).. الموكب مدفوع القيمة والنوايا السيئة تجاه الوطن ما كان للكيزان ان يدعوا اليه لولا ان ايدي الثورة امتدت الى جيوبهم لإعادة ما سرقوه ونهبوه طيلة الثلاثين عاماً العجاف الماضية.

الكيزان وعقب الثورة ارتدوا تارة عباءة الثوار وتارة اخرى اكتفوا بالصمت، والبعض اجاد دور الذي يتباكى على الدين والقيم، وبعضهم تفرغوا لنشر الشائعات، وآخرون هربوا خارج الديار ومنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر.

لم يفكروا ابداً في الخروج الى العلن والكشف عن وجوههم القميئة، الا حين تحسسوا جيوبهم واكتشفوا ان عين الثورة ستجردهم من الاموال والعقارات والسيارات، وانهم سيعودون كيوم ولدتهم امهاتهم.

هذه شريعة الكيزان لم يحركها الموت في الشوارع ولا المذابح ولا الفساد الذي ازكم الانوف في عهدهم البائد، يريدون فقط ان يخرجوا اليوم لهثاً خلف السلطة والثروة وليس بحثاً عن قيم لا يعرفونها.

خارج السور
لا تعترضوا سبيل موكبهم، فقط على الثوار أن يقوموا بنشر صور الذين سيشاركون في موكب الكيزان يوم (١٤)، وتحويلها للكنداكات في قروب منبرشات.. زمن الدسدسة والغتغيت انتهى.

نقلا عن الإنتباهة نت

اترك رد