اخبار السودان لحظة بلحظة

خطط تركية لترحيل عناصر “داعش” تشغل السياسة الألمانية



ترك برس

تتابع الأوساط السياسية في ألمانيا عن كثب إجراءات السلطات التركية المتعلقة بترحيل عناصر تنظيم الدولة “داعش” المسجونين لديها إلى بلدانهم.

وبحسب تقرير لموقع “دويتشه فيله”، أثارت خطط تركيا لترحيل ألمان مشتبه في انتمائهم لتنظيم “داعش” جدلا بين الساسة في ألمانيا حول مدى استعداد البلاد لاستقبال هؤلاء العائدين والتعامل معهم بمقتضى القانون.

وذكر خبير الشؤون الداخلية في الحزب الديمقراطي المسيحي الألماني، أرمين شوستر، أن بلاده مستعدة على النحو الكافي لعودة هؤلاء الألمان.

وقال السياسي في الحزب المنتمية إليه المستشارة أنغيلا ميركل في تصريحات لقناة “إيه آر د” الألمانية الإعلامية، إنه أصبح من الواضح أن هؤلاء الألمان يريدون العودة في وقت ما. 

وأضاف: “من الواضح بالنسبة لنا أننا نريد رؤية أي خطير أمنيا في الحبس وليس طليقا”. وذكر أن وكالة الاستخبارات الخارجية الألمانية (بي إن دي) تعلم بأمر خطيرين أمنيا مشتبه بهم. 

وقال: “كل عائد ستستقبله سلطات الأمن في المطار وسوف تستجوبه بعد ذلك على نحو مكثف”، مضيفا في المقابل أنه لن يكون من السهل دائما إثبات مشاركة أحد الخطيرين المشتبه بهم في عمليات قتالية لدى داعش.

من جانبه، انتقد نائب رئيس الكتلة البرلمانية للحزب الديمقراطي الحر، شتيفان تومه في تصريحات لإذاعة ألمانيا عدم وجود إجراءات موحدة حتى الآن لاستعادة أنصار داعش الألمان. 

وقال: “الحكومة أزاحت الموضوع من أمامها، ووضعت رأسها في الرمال”، مضيفا أنه لا يمكن ممانعة عودة مواطنين ألمان إلى بلدهم، إلا أن هناك حاجة إلى خطة لتنظيم الأمر وإدارته بدون فزع، على حد تعبيره.

وفي المقابل، انتقدت نائبة رئيس الكتلة البرلمانية لحزب “اليسار”، سيفيم داجدلين ضعف استعدادات الحكومة لعودة أنصار داعش الألمان. 

وقالت داجدلين في تصريحات لإذاعة جنوب غرب ألمانيا إنه لم تتوفر حتى الآن معلومات عن الجرائم التي ارتكبها أنصار داعش الألمان على الأراضي السورية.

وأضافت أنه سيكون من الصعب للغاية ملاحقتهم جنائيا بدون هذه المعلومات، محذرة من عدم تمكن سلطات الأمن من إيداع هؤلاء الأفراد السجن فور وصولهم إلى البلاد بسبب عدم امتلاكها أدلة كافية ضدهم.

واتهمت السياسية اليسارية الحكومة الألمانية بأنها قطعت العلاقات الدبلوماسية مع حكومة دمشق وحرمت نفسها من الحصول على معلومات مفيدة قد تساعد على الحكم على المشتبه بهم في العمل والقتال لحساب داعش في الشرق الأوسط.

يذكر أن تركيا تعتزم ترحيل سبعة ألمان مشتبه في انتمائهم لداعش مع طفلين إلى ألمانيا خلال هذا الأسبوع. وهذه المرة الأولى التي يعود فيها مسلحون ألمان من “داعش” إلى موطنهم بهذه الطريقة. 

وعاد عشرات من أنصار داعش الألمان خلال الأعوام الماضية بطرقهم الخاصة، وتم محاكمة الكثير منهم بعد ذلك.

على صعيد متصل، أكد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن بلاده ستواصل إعادة مسلحي تنظيم داعش الموقوفين لديها إلى بلدانهم، ودعا الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في مواقفه تجاه تركيا. 

ونقلت وكالة “الأناضول” التركية عنه القول، قبل المغادرة إلى الولايات المتحدة، في زيارة تستمر يومين، إن تركيا “ستواصل إعادة إرهابيي داعش إلى بلدانهم، ولا يعنينا استقبالهم أو رفضهم لهذه العناصر”.

وحث الاتحاد الأوروبي على إعادة النظر في مواقفه إزاء تركيا، وقال موجها الحديث للتكتل: “عليكم إعادة النظر في مواقفكم تجاه تركيا التي تحبس هذا الكم من عناصر داعش في سجونها وتضبطُهم في الجانب السوري”. 

وأضاف: “لا تحاولوا تخويف تركيا بشأن التطورات في قبرص، فنحن لا نهتم بذلك… ونواصل طريقنا”.

وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية الإثنين (11 نوفمبر/ تشرين الثاني 2019) إن بلاده لا تعرف حتى الآن هوية أشخاص تعتزم تركيا ترحيلهم إليها بسبب قتالهم لصالح تنظيم “داعش”.

وقال المتحدث في برلين إنه من المنتظر ترحيل سبعة أشخاص يوم الخميس واثنين يوم الجمعة وأن الأمر يتعلق بثلاثة رجال وخمس نساء وطفلين. 

ومن بين النساء توجد اثنتان هناك دلائل على إنهما أقامتا في سوريا. وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية “لا يمكننا تأكيد أنهم من مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية”. 

وتابع أن السلطات سوف تسعى للتحقق من هوياتهم وخلفياتهم عند تقديم طلبات لحصُولهم على وثائق السفر.

وذكر متحدث باسم وزارة الداخلية أنه لا يمكن منعهم من دخول البلاد إذا كانوا ألمانًا.

اترك رد