خطوة إيجابية
ويعدد أردول المكاسب التي حققها الطرفان بقوله إنه وضع ترتيبات أمنية لإحلال السلام وتضمن معالجات لقضايا النزوح واللجوء، كما أكد على ما تم الاتفاق عليه بين قوى التغيير والمجلس العسكري بأن تخصص الأشهر الستة الأولى من الفترة الانتقالية لتحقيق السلام، على أن يعاد تشكيل كافة هياكل الحكم بعد توقيع اتفاق السلام لاستيعاب منسوبي الحركات المسلحة داخل حكومة المرحلة الانتقالية.
وبحسب الجزيرة نت يعتبر الاتفاق إضافة إلى موقف الثورة، لأنه يقوي موقف الحرية والتغيير خلال مفاوضاتها مع المجلس العسكري، لكون قوى التغيير أصبحت بموجب هذا الاتفاق “تمثل كل الطيف الوطني من أحزاب ونقابات ومهنيين وحركات مسلحة ومنظمات مجتمع مدني”.
ويضيف أردول أن “الاتفاق يجعل كتلة قوى الثورة قادرة على إنجاز ما تم الاتفاق عليه في ميثاق قوى التغيير حول كيفية حكم السودان في المستقبل”.
أما القيادي في المؤتمر الشعبي أبو بكر عبد الرازق فيقول للجزيرة نت إن الاتفاق خطوة إيجابية بالتقاء أبناء الوطن على برنامج موحد الفترة الانتقالية، لكن الاتفاق من وجهة نظره يحتاج إلى تطوير كي يشمل كل الأحزاب السلمية، في إشارة إلى حزب المؤتمر الشعبي.
ورغم أن الاتفاق يبدو وكأنه “محاصصة” بين الطرفين فإن عبد الرازق يرى أن الاتفاق يحقق هدفا عظيما “باستيعابه أقاليم السودان داخل هياكل السلطة الانتقالية كون موقعيه تساموا على ذواتهم، وقدموا قضايا الهامش على محاصصاتهم”.
أما الخبير القانوني مهدي إسماعيل فيعدد نقاط ضعف الاتفاق، وهي “أنه أغفل موضوع العدالة، وركز على السلام، وهو هدف لا يمكن أن يتحقق بدون عدل، كما أغفل مسألة بناء وحماية المؤسسات الديمقراطية”.
وذكّر بموقف المجلس العسكري المعلن بأنه لن يسمح للحركات المسلحة بأي نشاط سياسي قبل التوصل إلى اتفاق سلام، وأن المجلس أقدم على إبعاد ياسر عرمان ورفيقيه من الخرطوم.
ويتساءل مهدي: إن كان هذا هو موقف المجلس العسكري، فهل يتقبل تولي أعضاء بالحركات المسلحة مقاعد داخل مجلس السيادة؟
ويخلص إلى أن لقاء قوى التغيير والجبهة الثورية كان سيذهب “لمحاصصة السلطة لولا أن ضغط الشارع أجبرهم على تكرار ما تم الاتفاق عليه في ميثاق الحرية والتغيير”.
خدعة سياسية
بدوره، يقول الصحفي عادل كلر إن الاتفاق “مجرد خدعة سياسية من قوى الهبوط الناعم”، معتبرا أن تلك القوى “مكنت المحاور الإقليمية للاستفادة من التناقضات الجوهرية داخل تركيبة قوى الحرية والتغيير”.
ويشير إلى أن الجبهة الثورية جزء من قوى نداء السودان التي وقعت على ميثاق الحرية والتغيير، وبالتالي لا يستقيم القول إن هناك اتفاقا جديدا يمكن أن يُحتفى به، كما يقلل فرص صمود ما تم التوقيع عليه، محذرا من انفجار الموقف قريبا بين قوى التغيير والمجلس العسكري.
ويضيف كلر أنه نتيجة لمفارقة قوى الحرية والتغيير لمسار الثورة، فإن المتوقع أن يقود سياق الأزمة إلى صراع بين قوى الثورة وقوى التغيير، وهو وضع تستفيد منه قوات الدعم السريع، على حد قوله.
وفي السياق ذاته، يقول عضو شبكة الصحفيين السودانيين خالد ماسا إن الاتفاق بين قوى التغيير والجبهة الثورية “يزيد المشهد تعقيدا، ويطيل أمد السيولة السياسية”.
ويتوقع ماسا معارضة بعض أطراف قوى التغيير الاتفاق، باعتبار أن تلك القوى “أهملت ما تم الاتفاق عليه داخل التركيبة التفاوضية الأولى”، في إشارة إلى تمسك قوى التغيير بتشكيل حكومة تكنوقراط ونبذ المحاصصات خلال فترة الانتقال.
<
p dir=”rtl”>
<
p dir=”rtl”>
الخرطوم (كوش نيوز)