اخبار السودان لحظة بلحظة

تفاصيل المحاكمة كامله ..الحكم بإعدام (5) أشخاص في قضية مقتل وتعذيب أبناء العسيلات

 

 

محكمة جنايات سوبا المنعقدة ببحري أمس، حكمت بعقوبة الإعدام شنقاً حتى الموت قصاصاً على (5) متهمين، بعد أن أدانتهم باستدراج اثنين من أبناء العسيلات العاملين بمطار الخرطوم إلى مزرعة بشرق النيل وتعذيبهم لمدة ثلاثة أيام، مما أدى إلى حدوث صدمة نزفية أودت بحياتهما. وأوقعت المحكمة عقوبة السجن لمدة عامين اعتباراً من تاريخ الحكم للمدان السادس في البلاغ وذلك لإخفائه معلومات عن تعذيب المجني عليهما ولم يبلغ السلطات.

تفاصيل الجلسة
القاضي الطيب سعد أثناء تلاوته للقرار قال إنه بتاريخ 22/12/2018م أبلغ الشاكي بقسم سوبا بأن المتهم الأول وآخرين قد قتلوا المجنى عليهما بالفادينة، وأن المتهم الأول لديه معرفة بالمجني عليهما ويساعدانه على تهريب الذهب إلى خارج السودان بوضعه داخل الطائرة، ونفّذا له عمليتي تهريب، وفي آخر مرة وصلت الحقيبة فارغة من الذهب إلى دولة الإمارات، حينها استدرج المتهم الأول ومعه شقيقه المجني عليهما إلى منزل شقيقتهم، واتصل بأصحاب الذهب (بقية المتهمين) حيث تم تعذبيهم هناك، ومن ثم تم نقلهم إلى مسرح الجريمة الثاني منزل شقيق المتهم الأول وأيضاً تم تعذبيهم هناك، وأخيراً تم نقل المجني عليهما إلى المزرعة حيث تم ربطهم وتعليقهم لمدة يوم كامل بالحبال كما تم ربطهم في أعناقهم وهو أمر أقرب إلى الخنق أو الشنق، بجانب ضربهم بالسوط وحرقهم بالنار، وأشار إلى أن المتهمين عذبوا الضحايا بالتيار الكهربائي بجانب خلعهم لأظافرهم بــ(الزردية) وأفاد القاضي بأنه تم العثور على الدماء في المعروضات التي عُثر عليها في مسارح الجريمة وعلى الأرض.
أبشع صور ودردشات
وأفاد القاضي بأنه ثبت من خلال البينات المقدمة أن هناك صورا تم العثور عليها في تلفون المتهم الأول لأحد المجني عليهما موثق اليدين والرجلين وملطخ بالدماء وعليه علامات التعذيب. ووصف القاضي تلك الصورة بأنها أبشع صورة، كما استمعت المحكمة إلى المكالمات التي دارت بين المتهم الأول وبقية المتهمين عن الواقعة، كما أن الدردشات التي عثر عليها بالـ(واتساب) وُجِدَ بها المتهم الأول متحدثاً مع شخص خارج البلاد، ذاكراً له (دخلنا ليهم سيخا في دبرهم) و(لومات الأول الثاني بعترف) وهذه إشارات واضحة لاستمرار عملية التعذيب، مضيفاً أن اعترافات المتهمين القضائية جاءت مطابقة تماماً لتمثيلهم للجريمة والبينات والقرائن كلها أدت إلى الموت، وأن المتهمين لم يستفيدوا من الاستثناءات الواردة في المادة 130.
معدة فارغة وإخصاء
كما ثبت من خلال تقرير التشريح الطبي للمجني عليهما بأنهما تعرضا للضرب والتعذيب الشديد، وتم تجويعهما، وأدى ذلك إلى فقدان لترين ونصف لتر من الدماء وأدى إلى الصدمة النزفية، كما أن المتهمين منعوا الدواء عن المجني عليهما وتقاعسوا عن علاجهم وأنه كان بإمكان المتهمين إنقاذ المجني عليهما منذ سقوط أول نقطة دم منهم والذهاب بهما إلى أي مستشفى متطور، كما تم العثور على (قرن شطة) بدبر أحد المرحومين كما تم ربط (خصاهما) بالطبلة. وبحسب التقرير سبب الوفاة للمجني عليه الأول وهي كسر قاع الجمجمة والنزف الحاد المتواصل كما يوجد نزف دموي من الأذن اليسرى ويوجد جرح ربطي بمؤخرات الرأس من الجهة اليسرى وتكدم واسع بالمخيخ وتكدمات أخرى بالجثة بالإضافة إلى وجود آثار حروق بمنطقة الكليتين من أعلى والمنتصف وأسفلها وعددها (20)، مشيرا إلى وجود تجمعات دموية تحت فروة الرأس وجروح دائرية الشكل في أصابع اليد بينما سبب الوفاة للمجني عليه الثاني ارتجاج الدماغ والنزف الواسع بالمخيخ ووجود (15) أثرا لحروق بشكل دائري في منطقة الكليتين، ووجود تجمعات دموية تحت فروة الراس وأنزفة حبرية واسعة، كما يوجد كسر بالضلع الخامس في الصدر من الجهة اليسرى وكسر بطلع بالجهة اليمنى للصدر.

فلاش باك
يذكر أن أحداث البلاغ وقعت في خواتيم ديسمبر الماضي وأن تجار ذهب بمنطقة الفادنية بشرق النيل اتفقوا مع اثنين من العاملين بمطار الخرطوم على تهريب سبائك ذهب قدرت قيمتها بـ(13) مليار جنيه إلى إحدى دول الخليج بيد أن الذهب اختفى ولم يصل إلى وجهته وأبلغ المجني عليهما أصحاب الذهب بأن السُلطات قد صادرته ولاحقاً اكتشف أصحاب الذهب أنهم خدعوا وأن السلطات لم تصادر الذهب مما دفعهم إلى استدراج المجني عليهما إلى المزرعة بضاحية شرق النيل وتعذيبهما بطرق وحشية.
وكانت الشرطة الدولية (الإنتربول) قد ألقت القبض على متهم رئيسي (شقيق المتهم الأول) في البلاغ بإمارة دبي بدولة الإمارات العربية التي كان قد هرب إليها بعد الحادث لتكمل إجراءات البلاغ المفتوح في مواجهته.

اترك رد