اخبار السودان لحظة بلحظة

القيادية بالمؤتمر الشعبي د.سهير صلاح: ماتم بين المجلس العسكري و(قحت) اتفاق ثنائي لكنه إيجابي

 

إجابات واضحة اتسمت بالموضوعية كانت القيادية بالشعبي د.سهير صلاح ترد على اسئلة ساخنة فهي ترى ان الساحة فيها حالة ارتباك كما تؤمن على أطروحات وروشتة حزبها لحل الأزمة السياسية ، هذا عوضا عن آرائها في عدد من القضايا السياسية خاصة المتعلقة بالخلافات بين العسكري وقحت وبروز التحالفات الجديدة للقوى السياسية، حسناً ندلف مباشرة الى الحوار .

  • رأيك في الاتفاق المبرم بين “العسكري” و”قحت” ؟
    ـــ نتيجة للفراغ في الجهاز التنفيذي للدولة واي اتفاق في هذه المرحلة يشكل تحولا ايجابيا على الرغم من تحفظنا على الاتفاق الثنائي، وكذلك في الفترة الانتقالية ثلاث سنوات خاصة وانه من المعروف ان مهام الفترة الانتقالية محددة ولا تحتاج الى 3 سنوات، وهي تتعلق بالانتخابات وادارة الفترة الانتقالية لمهمة واحدة وخالية من التشريعات والإجراءات التي تحدث تغييرات أساسية في الدولة.
  • تنسيقية القوى الوطنية اعترضت على الاتفاق الثنائي والشعبي جزء منها ألا يعتبر ذلك تناقضاً ؟
    ــ ليس تناقضاً ونحن ايضاً معترضين على ثنائية الاتفاق وفترة الـ 3 سنوات ولكننا متفقون على ما جاء من تشكيل مجلس وزراء من حكومة تتشكل من كفاءات غير حزبية.
  • هل في رأيك هنالك مهددات لهذا الاتفاق المبرم بين الطرفين العسكري وقحت ؟
    ـــ طالما أنه من طرفين هو بالطبع لم يقدم خطابا وطنيا جامعا لكل السودان وهذا يفقده المطلوب من الحشد والتفعيل لمقدرات وموارد أهل السودان أجمع في اتجاه البناء وخلال المرحلة المقبلة يجب ان نعلي من قيم الحرية والتعاون واحترام الآخر والاحتفاء بالتنوع، وهذا الاتفاق ربما يشعر بعض القوى السياسي بانها مبعدة من الفعل السياسي خلال الفترة المقبلة.
  • ما المطلوب خلال الفترة المقبلة للاستقرار السياسي؟
    ــ المطلوب خلال الفترة المقبلة من كل القوى السياسية ان تتجه نحو مسار ديمقراطي وترسيخ قيمها بين الناس وان يتمتع الجميع بالحريات العامة في الممارسة السياسية عموما والتوجه نحو توعية الجماهير بأهمية قبول الآخر وإدارة التنوع والتسامح والعمل من أجل مصلحة الوطن.
  • كيف تقرأين الوضع الراهن للمشهد السياسي؟
    ــ المشهد السياسي بالإمكان ان أصفه بالمرتبك، والمجلس العسكري ما قادر يتخذ قراراً على الرغم من وجود رؤى سياسية للأحزاب على غرار تنسيقية القوى الوطنية التي قدمت رؤى متكاملة للمرحلة الانتقالية والأجهزة والمهام ووسائل التنفيذ ، قوى الحرية والتغيير ليست لديها رؤية واضحة وحتى المقترحات التي تقدمها هي للوصول الى السلطة ولكن كيفية ادارة السلطة لم تقدمها ونحن كقوى سياسية يجب ان تقدم لنا رؤية متكاملة لكيفية ادارة الفترة الانتقالية، هنالك خلاف سياسي حول مدة الفترة الانتقالية، قوى التغيير ترى ان الأنسب 3 سنوات ولكن باقي الأحزاب ترى ان فترة عام كافية لفترة انتقالية وذلك للإعداد لانتخابات حرة ومباشرة وتولي فيها السلطة صاحبة الشرعية عقب صناديق الاقتراع.
  • ظهرت الكثير من التحالفات خلال الفترة الأخيرة على غرار تنسيقية القوى الوطنية إضافة الى تحالف نهضة السودان وغيرهما كثر ما تعليقك على ظهور هكذا مجموعات سياسية؟
    ـــ تحالف نهضة السودان هي جزء من مكونات القوى الوطنية التي تتكون من مجموعة تحالفات من ضمنها قوى النهضة وهي عمل ايجابي كبير منذ الحوار الوطني كنا ندعو الى ان تتحالف القوى السياسية المتشابهة المشتركة بالاهداف التي تؤمن بمشروعات وبرامج مشتركة وارجو وأأمل ان تحدث اندماجات كبيرة بالفترة المقبلة حتى تتكون قوى سياسية ذات برامج واهداف مشتركة وتصبح كيانا واحدا او يتكون تياران او 3 على الأكثر تكون عريضة وتعبر عن مشروعات لمجموعات مختلفة ويختار المواطن المشروع الذي يريد ، مشروع للتيار اليميني وآخر لليسار واي مشروع آخر يختار طريقه واذا حدث هذا الأمر نحن مبشرون بديمقراطية حقيقية.
  • ظهور التحالفات هل يعني ضمنيًا وداع حقبة الحزب الواحد في الانتخابات على سبيل المثال ؟
    ـــ نعم إضافة الى انه نهاية فترة التشرذم والاحزاب والقوى السياسية وهذه التحالفات فرصة عظيمة لـ الحركات المسلحة التي وقعت على السلام سابقا والتي ستوقع اتفاقيات سلام قادمة ان تكون من ضمن هذه التحالفات العريضة والتوجه نحو التحول الديمقراطي كأحزاب سياسية وليست حركات مسلحة.
  • البعض يرى أن قحت بطريقتها في الحوار مع المجلس العسكري اتسمت بالإقصاء، ما تعليقك ؟
    ــ هذه سمة تميزت بها قوى الحرية والتغيير خلال الممارسة السابقة من ادارة الميدان الى التعامل مع القوى السياسية والتفاوض مع المجلس العسكري واجندة التفاوض معها وقبول بعض المكونات السياسية التي كانت تود التوقيع معها في ميثاق الحرية والتغيير واذا لم يتغير هذا السلوك فان ذلك سيؤدي الى استقطاب ولن يؤدي الى وفاق وطني وبالتالي عدم الاستقرار.
  • قحت ظلت تجاهر طيلة الفترة الماضية بأنها الأحق بتمثيل الحراك الثوري ؟
    ـــ الحراك بدأ عفوياً وتجمع المهنيين الذي كان يخرج الجداول للشباب واستجابوا ولكن الشباب الآن يقولون انهم ليسو مع الشيوعيين او بعض الفئات داخل الحرية بل ان بعض الشباب الكانوا الموجودين داخل الميدان خرجوا وكونوا تيارات عديدة جزء منهم انضموا لتنسيقية القوى الوطنية وهذا يرجع لعامل الإقصاء الذي ظلت تتعامل به قحت والتزمت في طرح الاجندة وفرضها على الآخر وقوى الحرية والتغيير لا تمثل كل الشعب السوداني وهذا الادعاء ادعاء باطل خاصة وان هنالك قوى سياسية كبيرة ومنظمة ولها وزن سياسي وهي خارج قحت.
  • ما تقييمك لمواقف حزب الأمة القومي وتحديداً رئيسه الصادق المهدي خلال الفترة الأخيرة حيث ظل الرجل يميل الى التهدئة بصورة بائنة حتى اتهمه البعض بأنه منحاز للعسكري ؟
    ـــ اعتقد ان شخصا بخبرة وعمر الإمام اتوقع ان يكون خطه العقلانية والحكمة وعدم التصعيد والخبرة السياسية وهي نقاط ايجابية واتسم بهذه المواقف.
  • نداء السودان أحد مكونات (قحت) ظل خطه مختلفا عن باقي تيارات قوى الحرية والتغيير وبرز ذلك من خلال تصريحات بعض قياداتها مثلاً التوم هجو وهجومه على الحرية والتغيير في أول مؤتمر صحفي له بعد وصوله ؟
    ـــ عبر عن هذا الخط التوم هجو حيث ان رؤيته كانت واضحة في هذه المسارات حيث عبر عن رأي نداء السودان في المؤتمر الصحفي حيث انه يختلف كثيرا عن مكونات الحرية والتغيير الاخرى.
  • ما رؤية الشعبي وحلوله لهذه الأزمة السياسية ؟
    ـــ نحن في الرؤية التي قدمناها في الشعبي تعتمد على التراضي بين كل القوى السياسية والتوافق على كيفية ادارة الفترة الانتقالية بغض النظر عن من يشارك ولكن يجب ان يكون توافقا على منهج ادارة الفترة الانتقالية والشعبي لا يريد المشاركة في الجهاز التنفيذي حيث انه يريد الاستعداد للانتخابات المقبلة، ولكن بالنسبة لنا التوافق السياسي هو الحل حيث ألا تقصى اية وجهة نظر من الحل في إدارة هذه الفترة.
  • هنالك مقترحات طرأت بأن يتم إرجاء تشكيل المجلس التشريعي ؟
    ــ هذا تكتيك للتوافق وإمضاء نقطتين حول المجلس السيادي ومجلس الوزراء حتي لا يتم التوافق عليها كحزمة واحدة رغم انها حزمة واحدة أصلا واي إرجاء لها تعني تجزئة للمطالب.
  • ما تقييمك للمجلس العسكري وأطروحاته منذ تقلده مهامه بعد التغيير ؟
    ـــ المجلس العسكري شريك أصيل في التغيير الذي حدث باعتبار أن انحيازه أحدث التغيير وهذا لا يعني بان يكون هو الحاكم على طول ، مهمته الإشراف على تشكيل الحكومة واستقرار البلاد وحفظ أمنها ورعاية مصالح المواطنين فيها والإشراف على الفترة الانتقالية بالتعاون مع القوى السياسية الاخرى على تشكيل الحكومة الانتقالية.
  • هل في نظرك فترة عام كانت كافية لإجراء انتخابات في ظل الظروف العصيبة التي تشهدها البلاد خاصة في النواحي الاقتصادية ؟
    ــ ما مطلوب من الحكومة الانتقالية ان تحل كل هذه الاشكاليات حيث ان مشاكل البلاد متراكمة وتحتاج الى فترة انتخابية كاملة ولذلك اعتقد بان فترة عام واحد كاف لإجراء الانتخابات وحتى تتحمل الحكومة المنتخبة مسؤولية معالجة الاقتصاد.
  • ولكن هل الفترة كافية للقوى السياسية لتجهيز نفسها ؟
    ــ إذا تم الآن إعلان الحكومة الانتقالية وتشكيل مفوضية الانتخابات ووضع جدول الانتخابات اعتقد بانها فترة كافية حيث إطالة الفترة الانتقالية ستزيد من تعقيد المشهد السياسي.
  • في وطأة هذه المتغيرات على المعادلة السياسية هل بالإمكان أن نشهد وحدة جميع التيارات الإسلامية في تحالف واحد ؟
    ــ في هذه المرحلة تبقى اولولية وحدة التيارات الوطنية جميعها الاسلامية والآخرين هي المهمة ويجب النظر لتيار واحد فقط وانما ندعو كل التيارات بان تشكل منظومات محدودة العدد وواضحة المهمة والأهداف خلال الفترة المقبلة، والتيار الإسلامي واحد من مكونات الحياة السودانية الهامة جدا الذي لا يمكن اقصاؤها.
  • ما هو المطلوب الآن للاستقرار السياسي ؟
    ـــ السمو فوق المصالح الحزبية والشخصية والايدلوجية والتواضع على توافق لبرنامج المرحلة الانتقالية والتحضير لانتخابات حرة ونزية وعلى الأحزاب الكبرى ان يكون لديها برنامج واضح للخروج بالسودان من الوضع الاقتصادي الحالي ومعالجة قضايا النزوح والتعليم والصحة وكل المسائل المرتبطة بالمجتمع.
  • للاستقرار السياسي ايضاً يرى البعض بأنه يجب التوصل الى اتفاق بين العسكري وقحت دون إقصاء الآخرين ولكن تبقى المعضلة بحسب المراقبين في الاتفاق السابق الذي كان يقضي بمنح قحت 67% من التشريعي وتشكيل حكومة كاملة وتم إلغاء هذا الاتفاق، كيف تقرأين مشهداً بهذا التعقيد ؟
    ـــ اعتقد ان إلغاء الاتفاق الأول كان خطوة صحيحة لاستعياب برامج القوى السياسية الاخرى التي تنادي بتشكيل حكومة كفاءات غير حزبية لإدارة الفترة الانتقالية مع ضرورة الوصول الى اتفاق بين جميع المكونات السياسية بما فيها الحرية والتغيير.

 

حوار: محمد جمال قندول

صحيفة الانتباهة

اترك رد