اخبار السودان لحظة بلحظة

بين (الإضراب) و(العصيان).. حالة رفض

 

لم يكن الشارع في تمام عادته بضجيجه وسرينات الاسعاف وأبواق السيارات التي تشكو من الإزدحام المروري، وتجمعات أهل المرضى، بالرغم من انسياب المواصلات، إلا أن الأسفلت ربما تفاجأ نهار الثامن

والعشرون من مايو من قلة الحركة التي فقدت دقتها مساء السادس من أبريل، يوم أمس سيبقى طويلاً في ذاكرة ثورة ديسمبر، اليوم الأول للإضراب الذي أعلنته قوى التغيير للضغط على المجلس العسكري

في اتجاه الحصول على مستحقات الثورة السودانية، (شارع الحوادث) لم يكن بعيداً عن دفتر الحضور الثوري، هدوء لم يكن مألوفاً في جغرافيا لا تعرف سوى الإزدحام البشري والمروري، وبين (الإضراب)

المُعلن و(العصيان المدني) كان الرفض هو المُشترك بين الصيدليات التي في كامل اغلاقها، والمستشفيات الخاصة والحكومية، ولم تستثنى أحلام التغيير نحو (المدنية) حتى مستشفى (الزيتونة)

 

التي يملكها د.مأمون حميدة وزير الصحة السابق كانت الأكثر تمسكاً بالإضراب.. (الجريدة) وإن كان خيارها إلى جانب الإضراب، إلا أن هنالك لحظات فارقة في تأريخ السودان لابد من توثيقها..

صيدليات شارع الحوادث

منذ صباح الثلاثاء والمشاهد تُنبئ أن اليوم لن يكون كسابقه، صيدليات شارع الحوادث توقفت تماماً عن التعامل مع الجمهور، بعضها أبقى على البوابات الداخلية مع اعتذار لطيف بأن اليوم إضراب وأن (الحصة

وطن)، بينما أختار كثيرون الاغلاق الكامل، في إفادات لصيادلة أشاروا إلى أن دورهم تجاه الثورة بدأ مبكراً وانحيازهم للشارع السوداني ومطالب الثورة لن يتزحزح، كما أبدى الصيادلة التزامهم بتوجيهات قوى

التغيير من أجل الوصول للدولة المدنية.

الحقل الطبي

تساؤلات عبرت أول أمس حاجز الصمت، حول نجاح الإضراب وفشله، بينما ذهب البعض لأبعد من ذلك مطالبين بالعصيان المدني، وبين التساؤلات والمطالبة بالتصعيد كان (شارع الحوادث) محتشداً بالعشرات

من الكوادر الطبية، مما أضاف للحراك الثوري بُعدا آخر لم يتضمنه جدول الحراك حيث شهد شارع الحوادث وكثير من مناطق السودان وقفات احتجاجية مصاحبة للإضراب، حيث يرى مراقبون أن الشعب السوداني

في أوج درجات ثورته ومستعدون لتنفيذ أقصى درجات الرفض.

حوارات الراهن السياسي

رفض المواطن طالب الخدمة لحالة الإضراب لم تتشكل على خارطة الأمس في كثير من المؤسسات، حيث شكل الإعلام الذي قامت به اللجان حالة من الاستعداد وسط المواطنين، حوارات هادئة تدور بين

الموظفين ومواطنين طالبين للخدمة، موظفون يشرحون وجودهم على مكاتبهم وغياب الخدمة، تنته

ي الحوارات في الغالب بعبارة: (أها نجي متين؟).. بعدها تدور أحداث الراهن السياسي حول صراع يتبدى بين (المجلس العسكري) وقطاع واسع من الشعب السوداني.

تحديات اليوم الثاني

يوم أول مضى في كامل سلاسته سوى بعض الاحتكاكات بين (المضربين) عن العمل بأمر قوى التغيير، وقوات أمنية سعت لكسر الإضراب.. يوم مضى سيظل يُثقل كاهل التأريخ بقصصه وصموده، مضى اليوم

الأول والمؤشرات تقول أن نسبة نجاحه تجاوزت الـ٩٠٪، مما يجعل التحديات تبدو أكبر في اليوم الثاني، حضور مؤسساتي في ساحة الإضراب لم تشهده الخارطة السودانية، يُنتظر منه تحولاً على مستوى

التواصل بين قوى التغيير والمجلس العسكري.

 

الخرطوم: ماجد القوني

صحيفة الجريدة

اترك رد