اخبار السودان لحظة بلحظة

علاء الدين بابكر: لا يا دكتور جبريل لم يكن الأمر أكل وشراب ورقيص بل “ثورة”

استمعت إلي تسجيل صوتي صادم لدكتور جبريل ابراهيم رئيس حركة العدل والمساواة، يتحدث فيه عن الثورة السودانية باستخفاف غريب وغير مقبول لكل صاحب حس وطني وصاحب وجعة ،يصف فيه برنامج المعتصمين بألاكل والشراب والرقيص والشاشات! لذلك يصعب فضه، وعلي حسب وصفه ان الشعب جاع وطلع الشارع!.

هذا تبسيط مخل لأعظم ثورة في المنطقة ستغير مسار التاريخ والجغرافيا وموازين القوي علي الأرض، وستعيد تشكيل السودان والمنطقة من جديد وستضع السودان في الطريق الصحيح.

من المؤسف أن يكون رأي رئيس أبرز حركات الكفاح المسلح في السودان، في الثورة بهذا الاستخفاف والاستهتار الغير مبرر، إي كان التسجيل خاص ام عام، كان من المفترض ان تكون اللغة والتقييم أرفع من ذلك ، وللعلم العدل والمساواة واحدة من مكونات قوي إعلان والحرية والتغير التي تقود الثورة في السودان ولها مساهمة في الدفع بالثورة الي الإمام!

لم يكن الأمر أكل وشراب ورقيص كما تفضلت يا دكتور لكنها ثورة مكتملة الشروط الذاتية والموضوعية ، ثورة ضد الظلم والقهر والاستبداد والفشل السياسي، ثورة أنهت أسوء حقبة سياسية في تاريخ السودان ، معلوم أنكم رفعتم السلاح في مواجهتها لكنكم فشلتم في اسقاطها واستطاع ميدان الاعتصام والثوار في باقي الأقاليم إسقاطها، لكن الفاتورة كانت مكلفة من أجل أن يكون هنالك سودان، هذه التضحيات يجب أن تقابل باشادة وليست بنكران وتشويه وعدم تقدير لهذا الفعل الثوري العظيم .

الاعتصام الذي تصفه بالأكل الشراب والرقيص قدم الشباب فيه أرواحهم رخيصة مقابل ان نعيش كلنا أحرار ومرفوعي الرؤوس ونعبر الي دولة الحرية والسلام والعدالة التي ننشدها ،
ساحة الاعتصام وصدور الشباب أصبحت “دروة” لكتائب الظل وفلول الاسلامين والدولة العميقة، يقطفون فيها رؤس شباب غض تحملوا الرصاص بصدور عارية ومؤمنة بأنتصار القضية من أجل مستقبل زاهر وغد مشرق لكل السودانيين .

بفضل هذا الاعتصام والثورة ستاتون الي الخرطوم التي كنتم محرومون من دخولها وستدخلونها كما الفاتحين، وتشاركون في حكمها مع بقية الشركاء .

الشباب في ميدان الاعتصام رفضوا ان يعيش السودانيين في معسكرات اللجوء والنزوح والمنافي رفضوا الظلم والقهر والزل لذلك خرجو واجهو اكبر دكتاتور في المنطقة وتاجر دين وكذاب وحرامي وقاتل،مقابل ذلك سالت دمائهم ومازالت تسيل لنعيش أحرار في بلدنا وليس من أجل الاكل والشراب والرقيص كما تفضلت.

ميدان الاعتصام متجاوز هذه الأوصاف المجحفة والظالمة والغير واقعية، الشباب الموجودين في الميدان يحملون هم كل السودانيين وجودهم سيشكل مستقبل السودان والمنطقة بأسرها ، الطبيعي ان نرفع لهم القبعات إجلال ً واكراماً واكباراً لما قدوموه من تضحيات ونترحم علي من مضو في الطريق الي الحرية سائلين المولي عز وجل أن يتقبلهم شهداء وينزلهم منازل الصديقين والصالحين،امين يارب.

اترك رد