اخبار السودان لحظة بلحظة

الناشط المجتمعي ناظم سراج في أول حوار بعد خروجه من معتقلات النظام

الناشط المجتمعي ناظم سراج في أول حوار بعد خروجه من معتقلات النظام
*جهاز الأمن هو المسؤول عن قتل المتظاهرين لذلك نطالبه بدفع تكاليف علاج جميع المصابين بالمستشفيات الآن
*هناك مساومات بين جهاز الأمن والقطط السمان والمعدنين قبل وبعد قانون الطوارئ
*الأمن يصادر الأموال والذهب ويجبر التجار على كتابة إقرار بالتنازل لصالح جهاز الأمن والمخابرات الوطني وليس حكومة السودان
*المعتقلون يتعرضون للضرب بعنف بطوب (الإنترلوك) والهراوات والصعق الكهربائي والضرب بالأرجل في المناطق الحساسة
*دواعش ورزيقات وأجانب ضمن المعتقلين
*أكثر من ٢٠ مليار جنيه تكلفة علاج المصابين في الاحتجاجات حتى الآن
*أكثر من ألف مصاب منذ بدأ الاحتجاجات وأغلبها إصابات بطلق ناري وعبوات بمبان

 

شهران ونصف قضاهما الناشط المجتمعي ناظم سراج بمعتقلات النظام السابق بتهمة غريبة تتمثل في علاج الجرحى ودعم أسر الشهداء من المواطنين والقوات المسلحة، خرج ناظم بقرار من المجلس العسكري بإطلاق سراح جميع المعتقلين إلا أنه صرح بوجود عدد آخر من المعتقلين ما زال داخل الزنازين، وناظم الأكثر من ألف مصاب منذ بدأ الاحتجاجات وأغلبها إصابات بطلق ناري وعبوات البمباني بدأ عليه السخط من الإجراءات التي قام بها جهاز الأمن والمخابرات الوطني في حق المعتقلين والمتظاهرين كشف أيضاً عن مصادرة الجهاز لأموال تخص معدنين ورجال أعمال قبل وبعد قانون الطوارئ. (الجريدة) التقت ناظم سراج في أول حوار بعد خروجه من المعتقل فإلى مضابط الحوار:
*هل صادر جهاز الأمن أموالا تخص مبادرة علاج الجرحى؟
نعم تمت مصادرة عملات سودانية ودولارات خصوصاً من قبل أمن المنظمات الذين صادروا من بعض شباب المبادرة مبلغ ٩٥٠ دولارا و٥٣ مليون جنيه بالقديم وعندما طالبنا بها بعد إطلاق سراحنا قال الضابط لأحد زملائنا انهم لن يعيدو الأموال فحتى لو ذهب البشير أو ابن عوف فإن النظام موجود وبعد البيان الثاني ذهبنا مرة أخرى وقالوا لنا إن الأموال وردناها لرئاسة الجهاز ويجب أن تعودوا بعد ثلاثة أشهر ونحن نطالبكم من هنا من صحيفة (الجريدة) أن يرد جهاز الأمن الأموال المصادرة.
*ما هو العدد الذي تم علاجه من المصابين؟
أكثر من ألف مصاب منذ بدأ الاحتجاجات وأغلبها إصابات بطلق ناري وعبوات البمبان ومن هنام نقول إن جهاز الأمن هو المسؤول عن قتل المتظاهرين لذلك نطالبه بدفع تكاليف علاج كل المصابين بكافة المستشفيات المحلية وحتى خارج السودان.
*كم تكلفة علاج المصابين في الاحتجاجات حتى الآن؟
مستشفى رويال كير بلغت فاتورة علاج المصابين أكثر من ١٦ مليار جنيه ومستشفى فضيل أكثر ٦ مليارات وهذا لضرب المثل فقط، وأصدقك القول أن مستشفى فضيل استقبل يوم ٦ أبريل فقط عدد ١٠٠ إصابة ومستشفى رويال كير أكثر من ٣٠٠ إصابة، والآن هناك مصابين في شرق النيل والبراحة والساحة وفضيل ورويال كير، كل هذا العدد يجب أن يدفع تكاليفه جهاز الأمن من باب أموالنا ردت إلينا ونحن على استعداد لدفع التكلفة لكن لا بد من محاسبة من تسبب في هذه الإصابات.
*ما هي طبيعة الإصابات؟
هناك إصابات بغرض القتل تسببت في استشهاد عدد كبير وهناك إصابات بتر أطراف وفقدان لإحدى العينين وفقدان النظر وعدم القدرة على الحركة هذا غير الأثر النفسي خصوصا لأبناء دارفور والحرائر من كنداكات السودان بجانب الألفاظ المسيئة.
*ما هي ظروف اعتقالك؟
كنا نعمل على علاج الجرحى والمصابين في أحداث الثورة بجانب دعم أسر الشهداء وتعويض المتضررين ولا علاقة لنا بأي واجهات سياسية ولا نتلقى دعومات خارجية بل نعالج المرضى والجرحى من مال وتبرعات الشعب السوداني الأبي وكانت هذه جريمتنا.
*كم كانت مدة اعتقالك ومن كان معك في الزنزانة؟
مدة ٧٢ يوماً وكان معنا أغلب رموز الحراك السياسي كصديق يوسف والدقير وصدقي كبلو الريح سنهوري ومحمد ناجي الأصم بجانب شباب الأحزاب المعارضة كالشيوعي والاتحادي وغيرها من الاحزاب من كل ولايات السودان.
*ما هي خطوات الاعتقال وإلى أين يؤخذ المعتقلون؟
الاعتقال إما أن يكون نوعيا (من المنزل أو مكان العمل) أو من المواكب والاحتجاجات والتظاهرات ويتم أخذ المعتقلين إلى وحدات الأمن السياسي المنتشرة جغرافيا في كل مناطق العاصمة ومنها إلى المعتقل الرئيسي في موقف شندي (تلاجة الموز كما يسميها المعتقلين)، ويتم التحفظ على المعتقلين وأخذ بياناتهم وعينات من دمهم ثم يوزعون على سجن كوبر أو دبك أو البقاء في موقف شندي.
*كيف تتم معاملة المعتقلين؟
يتم ضربهم بعنف خصوصا المعتقلين من المواكب ويتم استخدام طوب (الإنترلوك) والهراوات والصعق الكهربائي والضرب بالأرجل في المناطق الحساسة والرش بالماء البارد وهذا يسمى عندهم بحفل الاستقبال.
*هل كل المعتقلين سياسيون؟
هناك معتقلون من التظاهرات وهناك معتقلون من قبل الأمن الاقتصادي بل إن هناك معتقلين من جنسيات غير سودانية توانسة ومصريين وسوريين بجانب معتقلي السلفية الجهادية ومنتسبي داعش وأبناء قبيلة الرزيقات المشاركين في الصلح بين موسى هلال وقائد قوات الدعم السريع الذين تم اعتقالهم ومن ثم إطلاق سراحهم لكن الأمر لم يرق لقائد الدعم السريع فتم اعتقالهم مرة أخرى بأمر من البشير ونحن نطالب بإطلاق سراح كل المعتقلين الذين ما زالوا داخل المعتقلات أو تقديمهم لمحاكمات عادلة.
*كم عدد المعتقلين بحسب مشاهداتك؟
أكثر من ألف شخص بينهم المحكومون بقانون الطوارئ.
*كيف يتم التعامل مع المعتقلين في قضايا اقتصادية؟
كانت تتم مساومات بينهم وجهاز الأمن قبل وبعد قانون الطوارئ خصوصا المعدنين فإذا كانت الكمية قليلة تتم مصادرتها كلها وإذا كانت أكثر من كيلو يتم اقتسامها مع كتابة إقرار بالقوة بالتنازل لصالح جهاز الأمن والمخابرات الوطني وليس حكومة السودان، وهناك معتقلون في قضايا أموال ومنازل وعقارات أيضاً كان يتم إجبارهم على التنازل عنها وأذكر أن أحد المعتقلين قال لهم انه لأجل التنازل لا بد من إحضار شهادة بحث بغرض البيع فتم إحضارها له من قبل أفراد الجهاز في التو واللحظة داخل المعتقل، والمعتقلون الذين لا يملكون شيئا يتم سجنهم تأديبياً ومعظم المعتقلين تجاوزوا فترة الاعتقال القانونية بفترات طويلة.
*هل ستواصلون العمل بعد ذهاب النظام؟
نعم سنكون خير عون للحكومة الانتقالية وسنسد كل الفجوات التي تحدث، والمحرك الأساسي للدولة ثلاثة تروس ترس الحكومة وترس القطاع الخاص وترس منظمات المجتمع المدني والتي ستشكل السودان الجديد الجميل ودورنا لن يقف لتنظيف البلاد من أذيال النظام بالقانون كجمعية الهلال الأحمر السوداني.
*ماذا لديكم للحراك الحالي؟
نقول للشباب إن تجمع المهنيين وقع على إعلان قوى الحرية والتغيير لذلك لا بد أن نثق فيه وعلى قدرته على الخروج بالبلاد إلى بر الأمان بحكم مدني محروس بنضال شرفاء القوات المسلحة لذلك يجب مواصلة الاعتصام حتى نيل المطالب، ونحن قادرون على تقويم أي اعوجاج وأن نبعد عن أي تشكيك في القوى السياسية الحالية التي كان لها دور كبير في إخراج المواكب فكلنا يد واحدة وحنبنيهو إن شاء الله.

 

 

حوار: نعمان غزالي

صحيفة الجريدة

اترك رد