اخبار السودان لحظة بلحظة

مأمون أبو شيبة: سايكلوجية مباراة الجمعة

  • مباراة المريخ مع النجم الساحلي تجد اهتماماً وتعبئة غير مسبوقة في الأوساط المريخية، وهذا ما يتم تصنيفه في إطار (الشحن الزائد) والذي يأتي بنتائج سلبية أحياناً تكون صادمة للجماهير.

*  مباريات سابقة عديدة للمريخ وجدت اهتماماً خرافياً وللأسف جاءت نتائجها سلبية.. وعزى المحللون إن الشحن الزائد هو السبب..

  • أذكر مواجهة المريخ للأهلي القاهري في الدور الأول لبطولة الأندية الأفريقية عام 1983م فمباراة الذهاب باستاد المريخ سبقتها تعبئة خرافية بجانب حملة كبرى لتحديث ملعب واستاد المريخ.. وكانت الجماهير تتواجد بكثافة ويومياً في الاستاد  منذ أكثر من أسبوع قبل المباراة لمتابعة بروفات التشجيع وعمليات تحديث وتجميل الملعب والاستاد والذي لبس حلة زاهية يوم المباراة..

  • في يوم المباراة تدافعت جماهير المريخ منذ الصباح الباكر ولم تترك موطأ قدم في الاستاد الذي امتلأت كل جنباته بالدفوف والطبول والنحاس..

  • كان الجميع واثقون من تحقيق فوز كبير على الأهلي القاهري.. ولكن بسبب الشحن الزائد جاءت النتيجة عكسية.. حيث تلقى المريخ أول خسارة على أرضه في تاريخ مشاركاته أفريقياً بالهزيمة على ملعبه 1/2 أمام الأهلى فكانت تلك من أكبر الصدمات التي تلقاها المريخ افريقياً..

  • وفي الماضي القريب يذكر الجميع عندما وصل المريخ إلى نهائي الكونفدرالية مع الصفاقسي التونسي عام 2007م وكانت مباراة الذهاب على ملعب المريخ وسبقتها تعبئة جماهيرية خرافية لدرجة حضور العديد من المريخاب من دول الخليج خصيصاً لمتابعة المباراة من داخل الاستاد والكل يحلم بالإنجاز الأفريقي الثاني للمريخ.. لتأتي النتيجة صادمة ومؤلمة بخسارة المريخ على ملعبه 2/4 ونذكر عندما اهتزت شباك المريخ مرتين في العشر دقائق الأولى ليغادر بعض المريخاب الاستاد عقب الهدف الثاني لعدم قدرتهم على احتمال الصدمة..

  • مباريات (الرومنتادا) أمام الفرق الأفريقية والتي شهدت تعبئة خرافية للجمهور وتجاوزها المريخ كانت أمام فرق أفريقية عادية.. أما الصدمات على ملعبنا فحدثت أمام فرق عربية كبيرة متمرسة ومدججة بالبطولات الدولية..

  • وخصمنا هذه المرة (النجم الساحلي) أيضاً من الفرق العربية الكبيرة المدججة بالبطولات القارية والدولية..

  • النجم فريق يعرف كيف يحقق النتائج الإيجابية خارج أرضه وما فوزه  هذا الموسم على الرمثا الأردني في عمان 3/1 وعلى الرجاء المغربي في الدار البيضاء 2/صفر (عربياً) وعلى الرينجرز النيجيري في نيجيريا 2/صفر (أفريقياً) إلا مثال ليعرف أهل المريخ مدى خطورة هذا الفريق خاصة عندما يلعب خارج أرضه ويستغل اندفاع خصمه للهجوم..

  • والنجم يأتي إلينا وهو يقف على أرض صلبة بفوزه في الذهاب 1/صفر ليدخل معترك الجمعة بفرص واسعة للتأهل تمتد من الفوز إلى التعادل وحتى الخسارة بفارق هدف إذا وصل لشباكنا أي الخسارة 1/2  و 2/3 وهكذا.. هذا إلى جانب فرصة التأهل بركلات الترجيح إذا خسر أمام المريخ بهدف وحيد..

  • لكل هذا نرى إن مهمة المريخ في غاية الصعوبة.. وتحقيق التأهل يحتاج إلى حظ كبير وتوفيق من الله..

  • صعوبة مهمة المريخ يجب ألا تشكل ضغطاً نفسياً شديداً على اللاعبين.. فعلى اللاعبين دخول مباراة الجمعة بنفس احساس دخولهم لمباراة الجيش السوري في لبنان ومباراتي اتحاد العاصمة والمولودية في أمدرمان.. أي يكون سلاحهم أولاً احترام الخصم ثم اللعب بإصرار وجدية وتركيز شديد دون التفكير في اللقب أو وجوب الحصول على بطاقة التأهل ليتفادوا الاضطراب والارتباك والشفقة والتسرع وكل ما يقود للنتيجة السلبية..

  • الجمهور أيضاً عليه أن يدخل للاستاد بهدف التشجيع الصاخب من بداية المباراة إلى نهايتها ومهما كانت النتيجة دون التفكير في وجوب الفوز والتأهل.. حتى لا يصدم الجمهور ويكف عن التشجيع إذا بادر الخصم بهز شباكنا، لا قدر الله.

  • عندما شارك المريخ في هذه المنافسة لم يكن يحلم قط بالوصول لنصف النهائي ناهيك عن حلم الوصول للنهائي والفوز باللقب.. واعتقد إن هذا ساعد الفريق في تخطي الجيش السوري ثم فريقي القمة في الجزائر اتحاد العاصمة ومولودية الجزائر.. مع ملازمة الحظ للمريخ وقبل كل شيء توفيق الله سبحانه وتعالى.

* كثيرون يعتبرون إن وصول المريخ لنصف النهائي وضمان حصوله على مبلغ نصف مليون دولار وفي ظل الظروف المعلومة التي يعانيها المريخ.. يعتبر انجازاً كبيراً.. ولهذا ينبغي أن لا يخاف المريخاب من مباراة الجمعة وألا يصدموا إذا جاءت النتيجة سلبية لا قدر الله.. فقط المطلوب أن يؤدي الجمهور دوره في التشجيع الهادر من بداية المباراة إلى نهايتها وأن يؤدي اللاعبون بحماس واصرار وقوة وتركيز مع احترام الخصم بالحذر واليقظة الدفاعية.. وبعدها إذا انتهت المباراة ولم نحقق المراد نحمد الله على انجاز الوصول لنصف النهائي والحصول على نصف المليون دولار.. وإذا ساعدنا الحظ بالوصول للنهائي نحمد الله ونشكره كثيراً..

اترك رد