في هذا الزمان ومع مشاغل الحياة اليومية فقدنا أجمل الترابط الذي كان بين الجيران في السابق عكس اليوم، حيث كانت هنالك عبارات تدل على قوة الترابط الاجتماعي والبساطة بين الجيران، وهي من أجمل العلاقات الاجتماعية الرحيمة التي يتميز بها الشعب السوداني دون غيره، بساطة التعامل مع الجيران وبقية الأهل، جعلت الشعب السوداني أكثر تميزاً من بين الدول العربية والأفريقية، ففي السابق كان الجيران يجتمعون حول وليمة صغيرة لا تتجاوز الوجبات الشعبية المعتادة وتمثل مصدر سعادة وانسجام بين الجيران، ولكن بدأت تلك الموروثات الأصيلة في الاندثار مع التغيير والتغيرات الاجتماعية التي طرأت على المجتمع منذ فترة طويلة، وانحصرت علاقة الجار بجاره وأصبحت مربوطة بالمناسبات فقط، ترى لماذا حدث ذلك وماذا يقول الجيران اليوم؟
“الجار قبل الدار”
قالت الحاجة رية مصطفى إن مثل هذه المعاملات التلقائية لا تزال موجودة في بعض المجتمعات والأحياء الطرفية بالعاصمة، مما يزيد من الألفة والترابط القوي بين الجيران، وتنتقل إلى الأبناء الذين تربوا على الجود والكرم والتعامل واحترام الجار قبل الدار.
عادة مكلفة
وقالت سعاد عمر التي تعمل موظفة أن العلاقات الاجتماعية دائما ما تكون في أحايين كثيرة مكلفة جداً، خاصة عندما تكون المرأة عاملة تضطر لأن تخفف المعاملات والعلاقات الاجتماعية بينها وبين جيرانها، وهذا السبب أصبح محل جدل ونقاش دائم بين نساء الحي.
يا حليل زمان
هكذا ابتدرت منى يوسف حديثها، يا حليل زمان أيام نتلم في بيت سعدية، ونأكل ملاح البامية ( أم بق بق) بالكسرة، ولكن اليوم الزمن تغير وأصبح الكل مشغولاً مع ظروف الحياة، وأصبحت بعض الأسر ترفض الانسجام مع الجيران، خاصة إن كان هؤلاء الجيران من الطبقة الوسطى، لأن المجتمع أصبح يفضل التعامل مع طبقة الأغنياء ويعتبرون أن علاقاتهم مع الشرائح الضعيفة مكلفة وليست لديها عائد اجتماعي ومادي جيد.
البساط أحمدي
وأوضحت منيرة سعد أن مثل هذه التعاملات البسيطة لا تتم مع جميع الجيران وأنما تطلب من شخص قريب وأردفت قائلة ( يعني البساط احمدي بيننا)، حتى لا تقع في فخ القيل والقال، خاصة وان هناك بعض الأسر تعتبر خاصة وان هناك بعض الأسر تعتبر مثل هذه التعاملات نوعاً من (الشحدة) رغم أنها نوع من الود الذي لا ينقطع لأنه ارتبط بـ(الملح والملاح).
شحدة تلج
ومن جانبها، ذكرت الخالة سعدية حمد ربة منزل، أنهم في منطقة أمبدة يفضون التعامل الجميل مع الجيران في كل حلو ومر، ولديهم صندوق قعدة الجبنه كل أسبوع في بيت واحدة، وأضافت ” نحن من شدة علاقتنا حلوة (التلج بنشحدو)، وهذا نعتبره نوعاً من التكافل مع الجيران”.
أجرته – منيرة نجم الدين
الخرطوم (صحيفة مصادر)