في ذمة الله صديقنا وصديق هذه الصفحة ابن بلدتنا الوادعة، الرجل الخدوم البشوس الحبوب الأخ الحبيب “صلاح طيفور” ابو خطاب الذي فارق الحياة في ساعة متأخرة من مساء الأحد إثر حادث سير أليم بالمدينة المنورة، قُرب مسجد قباء، بعد أن أدى مناسك العمرة، وتمت موارة جثمانه الثرى عقب صلاة فجر الاثنين بالبقيع، بمجاورة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، والصالحين.
عرفناه رجلاً بشوشاً سمحاً رزيناً، يسعى في خدمة الناس ويتفانى في ذلك، بلا منٍ ولا أذى، دخلت قبل أشهر على إحدى عيادات معارفنا فوجدته في مكالمة طويلة مع شخص، عرفني بعدها بأنه صلاح يوصي بإلحاح لخدمة أناس.
يحفظ معظم هواتف الأهل والأقرباء والأصدقاء والأرحام وظل متواصلاً بهم على إستمرار، معظم منشورات صفحته تحمل حزنه وألمه لمن فارقوه من الأحباب، الذين لحق بهم في هذا المساء الحزين.
كانت أول ما تصابحني على الواتساب رسائله المفعمة بالإيمانيات، الذاكرة لرب العباد، وآخر ما ترك على صورة بروفايله “سنرحل ويبقى الأثر ” .
فقد بقي أثرك بيننا فعلا أخي أبا خطاب نذكرك بالخير و الإحسان والمشي في حاجة الناس.
دون يوم 7 فبراير من الشهر الجاري : “من لنا في هذه الحياة الفانية والتي لاشك اننا مغادروها ، والرضا والتسليم بالقضاء والقدر لنا في هذه الحياة، ليكن رضاك ربي هو الثابث ونعمك تتنزل علينا وها انا اطل بفضلك على احبتي قبل الشروق”.
وآخر ما كتب أيضاً : ألا نلاحظ ماتجمعه أجسادنا من الطاعات تحرقه ألسنتنا بالزلات خاصة في تلك الايام العصيبة التي نصدع بأن اذهبي ياحكومة، ولاندري ما يخفيه لنا القدر، فالصمت والتغافل منهج الأنبياء والصالحين، لذا قل خيرا أو أصمت، فسلامة المرء بين فكيه، واكثروا من قول لاحول ولا قوة الا بالله، اللهم بارك لنا في ايامنا المتبقية “. كما كانت آخر مشاركة له بهذه الصفحة يوم أمس، وهو يخط آخر أحرفه مودعاً .
رحمك الله حبيبنا أبا خطاب رحمة واسعة، وأسكنك أعلى الجنان، اللهمّ يمّن كتابه، ويسّر حسابه، وثقّل بالحسنات ميزانه، وثبّت على الصّراط أقدامه، وأسكنه في أعلى الجنّات، بجوار حبيبك ومصطفاك صلّى الله عليه وسلّم، وأغفر لنا وأرحمنا إذا صرنا إلى ماصاروا إليه.
إنا لله وإنا إليه راجعون، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم . أبومهند العيسابي
الخرطوم (كوش نيوز)