الصحافة السودانية مهددة بالتوقف خلال (15) يوماً

حمل تقرير التحقيق السنوي من انتشار الصحف وتوزيعها الذي أصدره مجلس الصحافة والمطبوعات قبل يومين معلومات صادمة عن واقع ومستقبل الصحافة السودانية الذي بات في تراجع مريع في نسب المطبوع والموزع والذي رسم صورة قاتمة السواد للسلطة الرابعة، سيما الخبر الذي وقع كالصاقعة على ناشري الصحف بانعدام ورق الطباعة الذي بات لا يكفي لخمسة عشر يوماً قادمة، الأمر الذي يهدد الصحافة السودانية بالتوقف إجبارياً خلال أسبوعين قادمين، خاصة عقب ارتفاع أسعار مدخلات الطباعة وهو الأمر الذي فرض على الناشرين رفع أسعار الصحف في الفترة الماضية، وهي الخطوة التي أجبرت القراء على الهروب في ظل تدهور مريع للأوضاع الاقتصادية بالبلاد قادت المواطن للعزوف عن شراء الصحف وتسببت في انخفاض التوزيع بشكل مباشر.

البعض ذهب للتأثير السلبي للمواقع الإلكترونية والسوشال ميديا بمختلف مسمياتها على توزيع الصحف، إلا أنها لا تمثل سبباً كافياً لهذا التراجع المريع، فهنالك دولاً وصلت إلى مراحل متقدمة من التطور التكنولوجي والتقني، بيد أنها ما زالت تضع مكانة رفيعة للصحف الورقية ذات المصداقية في الخبر.

أسباب أخرى قادت لهذا الوضع الكارثي لتوزيع الصحف الورقية منها الرقابة المفروضة على الصحف، والحجب الجائر وغير المبرر لبعض الصحف، والأكثر إيلاماً هو مصادرة بعض الصحف عقب طباعتها ما يتسبب في خسائر مالية فادحة، ولكن في النهاية تبقى الصحف الورقية ذات أهمية كبيرة للدولة والشعب السوداني، كيف لا وهي التي تحمل الخبر الصحيح والمرجع الأول دون غيرها من المواقع التي دائماً ما تحمل الإشاعات والفبركة في مواقع التواصل المختلفة، كما أن الصحف تعتبر الرابط الأول بين مؤسسات الدولة والشعب، خاصة ما يتعلق بالإعلانات وصدور القرارات الرئاسية وبيانات رئاسة الجمهورية والبيانات الشرطية والتي دائماً تكون عبر الصحف الورقية.

تقرير: عبد الرحمن عيدروس

الخرطوم: (صحيفة الدار)