اخبار السودان لحظة بلحظة

رئيس حركة بني شنقول السفير يوسف العجمي لـ (الإنتباهة): (2): إثيوبيا ماطلت بريطانيا (50) عاماً فكيف بالسودان ومصر؟!  

 حوار: المثنى عبد القادر الفحل
يعد السفير يوسف حامد ناصر العجمي مؤسس ورئيس حركة تحرير بني شنقول، احد ابرز القيادات في اقليم بني شنقول الذي منحه الاستعمار البريطاني الى اثيوبيا وفق اتفاق مايو 1902م بين منليك ملك اثيوبيا وممثل الملك ادوارد السابع ملك بريطانيا العظمى، ويقول السفير السابق بوزارة خارجية اثيوبيا قبل انشقاقه وتكوين حركة بني شنقول، انهم طالبوا رؤساء السودان منذ عهد اسماعيل الازهري حتى مجلس السيادة الحالي برئاسة عبد الفتاح البرهان باعادة ضم الاقليم الى السودان، وانهم سودانيون تاريخياً، وان الاستعمار والحكومات السابقة رفضت تناول قضيتهم بسبب خشية الانظمة الاثيوبية الحاكمة، وان مطالبهم لن تنتهى حتى يعودوا لاحضان السودان.. (الإنتباهة) تواصلت مع السفير يوسف وطرحت عليه اسئلة في حوار مطول هذا الجزء الثاني والاخير منه، فكانت افادات رئيس الحركة في ما يلي:
• وردت تقارير بأن ارض سد النهضة هشة؟
ــ نعم ارض سد النهضة هشة وتتعرض لزلزال وانزلاقات ارضية مما يمثل خطورة على السد في هذه المنطقة، وهو ما يفيد بانه من اجل دمار الشعب السوداني لأن المنطقة ليست مناسبة.
• ما هي الاضرار التي لحقت بكم جراء سد النهضة؟
ــ ابتلعت مياه السد الغابات التي كانت مصدر عيش لشعوبنا، كما انقرضت جميع الحيوانات التي كانت تعيش فيها، ويريد الاثيوبيون احتلال هذه الاراضي لتكون مصدر حياة لاقامة مناطق سياحية ومناطق ترفيه للسياح والحصول على الكهرباء، وليس لمصلحة شعب بني شنقول.
* السودان ومصر تعانيان من عناد الحكومة الاثيوبية والتماطل من اجل الملء الثاني؟
ــ  من يظن ان الاثيوبي يمكن ان يعقد معك اتفاقاً يكون غير عالم بالسياسة الاثيوبية لانه لا يمكن ان يعقد معك اتفاقاً، وحتى الاستعمار البريطاني كان يريد بناء السد في بحيرة تانا، واخذ الاثيوبيون يماطلون لنحو خمسين عاماً منذ عام 1902م الى ان خرج الانجليز من السودان عام 1956م، ولم يستطيعوا ان يصلوا الى اتفاق مع الاثيوبيين، وخرج البريطانيون غاضبين من الاثيوبيين، وبالتالي فالسودانيون والمصريون المفاوضون الآن عليهم ان يعلموا انهم لن يتوصلوا معهم لاتفاق لان التاريخ يدل على ذلك، بدليل ان التفاوض الحالي حول سد النهضة عمره عشر سنوات، فلماذا لم يتوصلوا لاتفاق؟، فالتاريخ يؤكد ان البريطانيين في اول دخولهم في البلاد ارسلوا ثلاثة جنرالات الجنرال كتشنر والجنرال قندر والجنرال هنتر، وتسلموا توجيهات بالا يفرطوا في شبر من الاراضي التي كانت تحت يد المهدية الى (اثيوبيا وفرنسا)، وعندما علم الجنرال كتشنر بدخول الجنرال الفرنسي مارشاند الى فشودة ذهب اليه وامره بالخروج من فشودة، وكذلك هنتر ذهب الى بني شنقول وقال للاثيوبيين: (ماذا انت فاعلون؟ هذه المنطقة تابعة للحكومة منذ الدولة المهدية، ونحن الذين انتصرنا على الحكومه المهدية وهذه المنطقه لنا)، فوجد الاثيوبيون ان وجودهم غير آمن فقالوا للبريطانيين: (نحن لم نأت للاحتلال بل لنستأجرها وننقب الذهب)، بالتالي فإن البريطانيين مهدوا لهم الطريق وما علينا الا ان نأخذها بانفسنا، وحسب اتفاقية عام  1902م لم يكن لهم ارتباط مع بني شنقول، وقاموا بالزام الاثيوبيين بالاتفاقية والا يوضع حجر في طريق مياه النيل ويتركونه يجري كما اراده الله، ومن (المضحك) ما نسمع به من البعض بأن بني شنقول اعطي للاثيوبيين مقابل الا يبنوا عليه السد.
• لماذا لم تقدموا شكوى للامم المتحدة لان السد يمحو آثاركم التاريخية؟
ــ توجد آثار كوشية ومروية، والسودان اولى بان يقدم شكوى قبل الكل، لانه بعد عام 1946 بعد رجوع هيلا سيلاسي من المنفى جاء بهذا الطريق ورجع لبلاده وغير اسم بلاده من الحبشة الى اثيوبيا، لان كلمة اثيوبيا اصلها سوداني، وقد كان لدينا استاذ تاريخ اسمه (سركوا) قال لنا ان هذا الاسم سوداني لكن اخذناه لان الحبش ليس لهم تاريخ، فمن المفترض ان يقدم السودانيون شكوى اذ لا يمكن للحبش تبني هذا الاسم لدولتهم، فقد اخذه الحبش مثلما أخذوا بني شنقول بالغش والتضليل، فالسودان لا حياة فيه لمن جاء بعد الاستقلال او قبله وحتى الآن لم يفعلوا شيئاً، واعرف ماذا اصاب السودانيين، لانه في القرن الثامن عشر جاء سسميوس من انكوبر شمال اديس ابابا لغزو مملكة الفونج وحدثت حروبات، ثم من بعده جاء اياثوا لشن حرب على مملكة الفونج، وفي هذه الفترة اصبح حكم الفونج في ضعف شديد، ومن اجل ذلك محمد علي باشا دخل السودان بعد دراسة، حيث ارسل جواسيسه لمعرفة حال الحكم في السودان الذي اضعفه الحبش بغزوهم، وفي عهد المهدية غزاه الملك يوهانس الرابع فهزم وقطع رأسه في المتمة عام 1890م، ورغم ان السودان لم يرتح من الحبشه طيلة حياته من غزوات الاحباش لعقود يقول البعض (اثيوبيا اخت بلادي)!! واليوم لديكم بالسودان اللاجئون، وهذا الشيء الذي لم ينتبه له السودانيون بأن هناك من يؤيد استعمار اثيوبيا لـ (السودان) من الداخل.
* تدعي الحكومة الاثيوبية ان منطقتي الفشقة الصغرى والكبرى تابعتان لاقليم امهرة؟
ـ عام 1972م كنت عضواً في البرلمان المنتخب عن اقليم بني شنقول في مجلس الشعب الاثيوبي، وما حدث ان الرئيس الاسبق جعفر نميري استرد الاراضي وطرد الاثيوبيين من المزارع في الفشقة واشترى منهم التراكتورات وما انتجوه، وقام اعضاء البرلمان الاثيوبي بتقديم طلب الى رئيس البرلمان الذي يسمى (اتو سيف ادسي) بعرض قضيتهم, وهي ما حدث لشعبهم في منطقة الفشقة، على البرلمان، لكنه اعتذر عن تقديمها للبرلمان وانه سيقدمها الى وزير الداخلية آنذاك (اكانو ورق هافتو ونق) وهو شقيق رئيس الوزراء (اكلينو هافتو ونق)، وعندما ذهبوا اليه وعرضوا قضيتهم عليه قال لهم ان المنطقة سودانية ولا يمكن ان ندعيها وندخل في اشكالات في حق الغير، لكنهم رفضوا ما قاله الوزير، فذهبوا الى الامبراطور (هيلا سيلاسي) فقال لهم لا يمكننا الادعاء انها ملكنا، وعلى حسب تقسيم الحدود القديم فهي تابعه للسودان، فرفضوا رأيه ايضاً وعادوا الى البرلمان مرة اخرى وطرحت القضية في البرلمان، فقام احد قيادات الامهرة ويسمى (شرقان ميسي) وسألهم: لماذا جئتم الى البرلمان ألم تعلموا ان كلمة الامبراطور فوق القانون والحد الفاصل؟ فقاموا واعتدوا عليه بالضرب، حتى جاءت الشرطة، وطلب اعضاء البرلمان منه تقديم شكوى ضدهم لكنه رفض، وذلك يؤكد ان الفشقة سودانية لكن الحبش لديهم طموحات كبيرة، فقد جاءوا من منطقه انكوبر شمال ادس ابابا ودخلوا في منطقة القمس وهي اراض كوشية بعد غزو سوسوميوس عام 1717م، وهذه الفترة التي دخلوا فيها الى القمس، وقتلوهم وطردوهم وادعوا ان هذه المنطقة لهم، وهذا الاقليم يسمى اقليم اقر ويعني ارض البجا، فهي منطقة كوشية سودانية لكن باسماء اثيوبية، لكن للاسف السودانيون لا يعرفون قيمة ارضهم وبلادهم واستغنوا عنها لصالح الاثيوبيين، رغم ان منطقة الفشقة تاريخياً هي المنطقة التى ذكرت في القرآن الكريم في عهد نبي الله موسى في سورة النازعات في قوله تعالى: (هل اتاك حديث موسى اذ ناداه ربه بالوادي المقدس طوى)، وطوى هي منطقة ولاية القضارف وتسمى الآن تواحا، وفي الثمانينيات كان يسكن فيها اللاجئون الاثيوبيون وسموها توحا لان الانجليزي ليس فيه حرف (الطا)، وهم اهل كتاب ولديهم كتاب موسى ويعلمون اسرار المنطقة.
* تزعم اثيوبيا ان سد النهضة سوف يحقق التنمية؟
ــ  اثيوبيا حتى الآن تعيش على المنح والمساعدات التي تأتي من الخارج، فمن بنائهم السد يحصلون على (6000) الف ميقاواط من الكهرباء، وهذا سيحقق لهم المبلغ الذي لم يكونوا يحلمون به، وايضاً يريدون ان يبيعوا الماء مثلما يبيع العرب البترول، وهذا ما قاله مليس زيناوي عندما وضع حجر الاساس للسد، فقال: (الآن امتلكنا مفتاح مياه النيل)، لهذا على السودان ومصر استرجاع بني شنقول والا سيمتلك الاثيوبيون المنطقة لانهم يعلمون انهم اذا خسروا بني شنقول سيعودون للعيش على المساعدات الدولية.
• هناك تقارير تثبت ان اثيوبيا تعتزم السيطرة على السودان ومصر من خلال ملف الكهرباء والمياه؟
ــ  بناء سد النهضة سلاح ذو حدين، اما لانتاج الكهرباء او تدمير مصر والسودان، وتهدف اثيوبيا منه لاغراق السودان ومصر.
• ما هي الخطوات التي تقومون بها لتحرير بلادكم؟
ــ  للاجابة عن هذا السؤال يجب الذهاب الى الميدان ورؤية ما يفعله ابناؤنا هنالك! هنالك قوات كبيرة جداً للاثيوبيين من قيادة الجيش في منطقة المحس في الحدود السودانية الاثيوبية، وجاءت هذه القوات لتدمر القوات الموجودة في البحر، وكان معهم (220) من ابنائنا، وعند وصولهم خرج منهم الـ (220) وانضموا الى حركة مقاومة بني شنقول مع اهلهم وحاربوهم وهزموهم، فهربوا منهم الى دخل الحبشة ومنهم من دخل الغابة.
• لماذا تتخوف اثيوبيا من التحالف السوداني المصري؟
ــ القوتان السودانية والمصرية لا يستهان بهما لذلك تتخوف منهما اثيوبيا.
• هل لكم تنسيق مع حركة تحرير التقراي ضد النظام الحاكم؟
ــ اثيوبيا بها(46) اثنية ومن الـ (46) كونت التحالف الفيدرالي الاثيوبي مع كل الاجناس عدا الامهرة الذين يمثلون (15) مليون من (120) مليون نسمة في اثيوبيا، واثيوبيا الآن مثل البيت الذي تحته نار، ورئيس الوزراء ابي احمد يحاول ان يروج لنفسه بدخول القوات السودانية والمصرية من اجل ان يقول للعالم وللشعب الاثيوبي انظروا ماذا حدث لنا، لأنه باختصار ابي احمد ليس لديه سلاح ولا قوة، لو كانت له ما طلب المساعد من القوات الاريترية والمساعدة من بعض الدول لمحاربة التقراي، ثم جمع كل الامهرة والحرس الجمهوري لمحاربة مقاتلي شعب التقراي، وبالتالي فإن الامهرة هم من يحاربونا في بني شنقول، واية حرب في اثيوبيا سببها الامهرة الذين يريدون اعادة عقارب الساعة الى الوراء لاعادة الامبراطوريات السابقة لهم، حيث كانوا يحكمون هذه القبائل بقوة السلاح الذي كان يأتيهم من فرنسا وبريطانيا وايطاليا آنذاك.
• الجيش الفيدرالي بالتعاون مع اريتريا تسبب في تهجير أكثر من مليون من اقليم التقراي؟
ــ  دخلت هذه القوة الى اقليم التقراي، والآن شعب التقراي دخل بنحو اقل من (100) الف في السودان، ثم اغلقوا الطريق الذي يهرب به الناس الى السودان، واصبح شعب التقراي مغلقاً في اقليمه، وبقيت القوات الاريترية تتحكم في هذا الشعب واموالهم، وقاموا بالانتقام من شعب التقراي مما حدث لهم عندما كانت لهم حرب مع اثيوبيا، وابي احمد يقول ان امه قالت له عندما كان صغيراً انه سيصبح ملكاً، ومذ ذلك الوقت اصبح مهووساً بان يصبح امبراطوراً ويفعل اي شيء لذلك، والامهرة يريدون ان يعيدوا الامبراطورية ليحكموا بها اثيوبيا، والاريتريون جاءوا للانتقام من التقراي، فجميعها حرب مصالح، اما الحروبات التي يقوم بها الامهرة على بني شنقول فهي من اجل السيطرة على الارض.
• ابي احمد بقيادة الامهرة يريد ان يسيطر على البلاد دون تفويض.. هل ذلك حقيقة وكيف حدث ذلك؟
ــ لقد مل الناس من سيطرة التقراي لاكثر من (30) عاماً، فعندما جاء ابي احمد باسم الارومو والامهرة تقبلوه لانهم كانوا يريدون التغيير باية طريقة، فصوت الارومو والامهرة وقبائل الجنوب لآبي احمد لفترة محدودة حتى تقام الانتخابات، فعندما جاء ابي احمد اقام حزبه لفترة محدودة وهي سلطة مؤقتة واراد ان يفرض سيطرته وهذا ما حدث, وعندما جاءت مواعيد الانتخابات قال ان البلاد فيها جائحة (كورونا) ولا يمكن ان تجرى الانتخابات، لكن التقراي رفضوا ذلك واقاموا الانتخابات وتم اختيار رئيس الاقليم، وبذلك ظل ابي احمد في الحكم بمباركة الامهرة، لتصبح اثيوبيا بدون حكومة شرعية، ووضعها يحتاج الى حسابات جديدة.

المصدر: صحيفة الانتباهة

اترك رد