مرافعات
——-
في هذه الدنيا تُفرض عليك بعض المعارك التي لا مناص من إتيانها وعلى ذات الأدوات المتاحة والمواعيد المضروبة…
الجدال حولها والتشاكس ازاء جدواها ليس مناسباً بعد اقرارها والسريان..
فـ(كل يوم يمر) دون دخولنا المشترك والتساوق لتعظيم فرص نجاحها يجعل من أمر الكارثة قريب ومحدق…
التعويم نموذجاً…
لا شك ان القرار الصادم لم يتخذ بالتشاور ولم تسبقه أي أعمال تبشيرية ولا تحضيرات في المؤسسات المعنية..
لا استعد الناس ولا تجهزوا..
ولا حملت الحكومة مؤنتها لتلك الخطوة الواسعة نحو السديم..
ولكننا سنذهب إليها حثيثاً وإلى نتائجها الكارثية حتف أنفنا لو بقينا في تلك المحطات من التشاكس والمراجعات غير المجدية…
لن تقع على رأس جبريل وحده…
لذا فإن الوعي بخطورة الوضع يدفعنا لتثمين ما كتبه أمين حسن عمر في صفحته على الفيس:
(حول قروشك بالبنك، من أجل الأهل والوطن، لا من أجل الحكام)..
وهو اختيار حكيم لامين ينبغي أن ينتشر قبل أن تبتلع الإجراءات القاسية جنيهنا (جب وجب) ونحن نتفرج، او نفعل كما فعل بعض المحسوبين علي حاضنة الحكومة الانتقالية بالتجديف والامعان تعقيد المعقد ومناهضة الامر:
(انا ما بحول مليم احمر للبنك قبل تكوين المجلس التشريعي واقالة النائب العام وانتقال رئاسة مجلس السيادة للمدنيبن الاعلان عن نتيجة التحقيق في مجزرة القيادة العامة)..
والله الحكومة دي مزنوقة من ناسها اكتر كتير من زنقتها من خصومها..
«ألقاه في اليم مكتوفاً وقال له إياك.. إياك أن تبتل بالماء»..
و(البباري الجداد)!!…
التعويم فكرة مجنونة في محيط وسياسي ملتبس و(نصك عاقل ونصك مجنون)..
التعويم هو (السم القدر عشا) المضاربين..
ونحتاجه ولكن بسرعة أكبر للإفلات..
لا يجب أن ننتظر..
و(البتبلبل بعوم)..
بعد كل الذي حصل في (قفة ملاحنا) و(تمباكنا) لم يتبق لنا مانخسره..
سنسحق اذا قضينا الوقت في (الحوامة لغاية ما الدكاكين تقفل)…
والفرصة ليست باباً يُفتح أمامك، إنها خطوة جريئة تقوم بها..
فقط علي (المعومين) الا يبداوا في ممارسة ذلك التعقل الذي يسمح للطرف الآخر بترتيب الصفوف وتطويع الشبكات لمقابلة المستجدات…
الطرف الآخر طرف ذكي وعريض وشبكته معقدة بحيث ان الجنون وحده هو من يفت في عضدها ويطيش سهامها…
(تعويم يعني تعويم)…
يعني الجنون…
(يا غرق يا جيت حازما)…
ولذلك فإن التراجع الذي انتجته وزارة المالية بالقول ان التعويم لا يشمل الدولار الجمركي هو ضرب من التعقل غير مفيد..
(جابت ليها رخوة من اولها)؟!..
البشير (اول ما بدا يرخي تاني ما لم فيها)..
وسؤال هامس وبرئ في أذن جبريل:
(بتعرف تعوم)؟!..
المصدر: صحيفة الانتباهة